جريدة الجرائد

حمّى الطائفية من جديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز بن عثمان التويجري

في السنوات التي أعقبت سقوط نظام البعث في العراق، تفجّرت مكبوتات طائفية كانت كامنة في نفوس شريحة واسعة من المواطنين الشيعة للانتقام من المنتمين الى النظام والطائفة التي ينتمي إليها رأس النظام. وقابل هذا ردودُ فعل عنيفة من الجهة الأخرى، فتحولت العراق إلى ساحة اقتتال دموي بشع وانقسامات متناحرة.

وكنت قد نددت في مقالاتي وتصريحاتي الصحافية، كما نددت الإيسيسكو أيضاً في بيانات أصدرتها، طوال السنوات الماضية، بهذه الحمّى الطائفية، وحذرت من عواقبها الخطيرة على التعايش بين المسلمين سنّة وشيعة في المنطقة برمّتها. وقد حدث ما كنت قد حذرت وحذرت الإيسيسكو منه، وشاطرني هذا التحذير عقلاء وحكماء من النخب الفكرية والقيادات الدينية من الطائفتين، حيث تصاعدت حدّة التراشق بين فئات سنّية وشيعية في القنوات الفضائية والإنترنت وفي المساجد والحسينيات. وأدّى تدخل بعض الجهات المتعصبة في الجانبين، إلى تأجيج هذه الحمّى الطائفية وانتشارها، حتى تجاوزت اليوم حدود الاختلاف المذهبي، لتصبح حاضرة في الخطاب السياسي والثقافي والتعامل الاجتماعي.

وكما هو معلوم، فإن الخلاف بين السنّة والشيعة في الأصل، هو خلاف حول الإمامة ومن هو أحق بها بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثم تحول تدريجاً بعد مأساة كربلاء وما تلاها من اضطهاد وتقتيل للثائرين من آل البيت المطالبين بالخلافة في العهدين الأموي والعباسي، إلى خلاف عقدي وفقهي. وقد عاش المسلمون في ظلّ هذا الخلاف، الذي اتسم أحياناً بمواجهات دامية، عصوراً متتابعة، وهم أمة واحدة. غير أن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه في سالف الزمان. فالطائفية اليوم هي برنامج عمل وآلية مشروع إقليمي توظف فيه الأقلية الشيعية في العالم الإسلامي للثورة على المحيط السنّي الكبير، بأساليب عدة ظاهرة وباطنة، محلية ومستوردة.

ولعل ما يجري في مملكة البحرين، التي عاش أهلها في تساكن وطمأنينة عقوداً متطاولة، من احتشاد فئة كبيرة من المواطنين الشيعة ضد النظام والمطالبة بإسقاطه وإقامة جمهورية إسلامية مكانه ورفض دعوات الحوار لحل المشاكل بروح المواطنة، ورفع أعلام وصور لدولة وحركة وشخصيات أجنبية، وتغيير شارات علم الدولة الخمس التي لها رمزية معتبرة، إلى شارات لها رمزية أخرى، وتصاعد الهجوم على دول مجلس التعاون من سياسيين ومرجعيات وتنظيمات شيعية في المنطقة، لعل ذلك كله، أوضح دليل على خطورة الحمى الطائفية على المنطقة وعلى العلاقات بين المسلمين في العالم أجمع.

إن التفكير في إمكانية الهيمنة على العالم الإسلامي مذهبياً وسياسياً، بهذا الأسلوب الذي لم يعد خافياً، هو عمل خطير للغاية، ستكون له آثار عكسية تماماً وعواقب وخيمة على العالم الإسلامي كله، تضر من يقوم به ومن يوظف لتحقيقه. ومن مصلحة المسلمين الشيعة أن يكونوا داخل أمتهم الإسلامية الواحدة التي غالبيتها من المسلمين السنّة، وألا يخدعهم من يريد استغلال عاطفتهم المذهبية لإحداث التوتر وعدم الاستقرار. فقد أدّت مثل هذه الممارسات التحريضية والتطاول على صحابة رسول الله وأزواجه أمهات المؤمنين بفاحش القول، إلى إثارة النعرات واستفزاز الغالبية من المسلمين في العالم وجرح مشاعرهم الدينية.

ويجب أن يبقى الاختلاف المذهبي بين السنّة والشيعة في دائرة الصواب والخطأ في الاجتهاد، وليس في دائرة الكفر والإيمان في الاعتقاد. ومن الضروري أن ترتفع أصوات العلماء والمراجع الدينية للتنديد بالحمى الطائفية وبتوظيف الاختلاف المذهبي في المشروعات والمخططات السياسية والإقليمية. فالمسلمون أمة واحدة، ومن الخير لهذه الأمة المجيدة أن تتعايش طوائفها وشعوبها في إطار العدل والتراحم والتضامن والأخوة الإسلامية، وأن تسخّر قوّتها وإمكاناتها ومواردها لبناء الأوطان وتطويرها، وإسعاد المواطنين وتوفير العيش الكريم لهم، لا أن تتراشق هذه الطوائف بالعبارات الجارحة والطلقات القاتلة، والسير في الطرق المظلمة التي تقود إلى الفوضى والتناحر والعداوة والبغضاء. فعلى المسلمين جميعاً أن يستجيبوا لقول الله تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، ولقول الرسول: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه". فهل يعي المسلمون قاطبة خطورة الحمّى الطائفية على وجودهم ومستقبل أجيالهم، فينفروا منها ومن كلّ من يدعو إليها أو يحرّض على توظيفها لأي سبب أو هدف، ليحققوا بذلك وحدتهم الإسلامية وأخوّتهم الإيمانية وتعايشهم السلمي البنّاء، ويحموا أوطانهم من التشرذم والتفكك والضياع، ويفوّتوا الفرصة على خصوم الإسلام وأعداء السلام والاستقرار الذين يتربصون بالعالم الإسلامي الدوائر ويسعون في إضعافه وتمزيقه.

* المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ياللعار
حسان -

اخلاق بدائية وهمجية ...المسلم يقتل المسلم هذا هو الخزي والعار ..انا لاعلاقة لي لا بالسنة ولا بالشيعة ..ولكن علاقتي بالأنسان الذي كرمه الله...فكيف يحتشد بدو الصحراء بمجنزراتهم ودباباتهم لقتل متظاهرين عزل ...نعم والله انه عار عظيم يخجل منه اي صاحب عقل ومروءة ..والأكثر مرارة هي لهجة التشفي والكراهية التي تنضح من بعض المرضى الموبوئين بوباء التطرف والعنصرية ...يابخت الصهاينة وفرحتهم بيكم ..الا تخجلون ؟اليس عندكم ضمير ..؟ اليس فيكم رجل رشيد ؟ عمركم وانتم تستعرضون عضلاتكم وبطولاتكم الكارتونية المضحكة على الضعفاء والعزل وليس في كل تاريخكم موقف شجاع واحد سوى غدر البداوة والجاهلية الصحراوية ..ياللعار ...ياللعار ..ياللعار

ياللعار
حسان -

اخلاق بدائية وهمجية ...المسلم يقتل المسلم هذا هو الخزي والعار ..انا لاعلاقة لي لا بالسنة ولا بالشيعة ..ولكن علاقتي بالأنسان الذي كرمه الله...فكيف يحتشد بدو الصحراء بمجنزراتهم ودباباتهم لقتل متظاهرين عزل ...نعم والله انه عار عظيم يخجل منه اي صاحب عقل ومروءة ..والأكثر مرارة هي لهجة التشفي والكراهية التي تنضح من بعض المرضى الموبوئين بوباء التطرف والعنصرية ...يابخت الصهاينة وفرحتهم بيكم ..الا تخجلون ؟اليس عندكم ضمير ..؟ اليس فيكم رجل رشيد ؟ عمركم وانتم تستعرضون عضلاتكم وبطولاتكم الكارتونية المضحكة على الضعفاء والعزل وليس في كل تاريخكم موقف شجاع واحد سوى غدر البداوة والجاهلية الصحراوية ..ياللعار ...ياللعار ..ياللعار

لاخير فيكم
الريحاني -

لاحظ المهزلة :الناس تفتخر بتقدمها وتطورها وانجازاتها العلمية وانتم كوحوش كاسرة ينهش بعضكم في البعض الآخر وتتوعدون بعضكم بالغدر والقتل والسلب والنهب ..الا تشعرون بالخزي ؟ الا تشعرون بالتقزم والعار امام الأمم ؟ والى متى تبقون وانتم تعيشون في عقلية القرون الوسطى وبهذا صدق فيكم قول الرسول الكريم : انتم كغثاء السيل يضرب بعضكم رقاب بعض ..لاخير فيكم ....

لاخير فيكم
الريحاني -

لاحظ المهزلة :الناس تفتخر بتقدمها وتطورها وانجازاتها العلمية وانتم كوحوش كاسرة ينهش بعضكم في البعض الآخر وتتوعدون بعضكم بالغدر والقتل والسلب والنهب ..الا تشعرون بالخزي ؟ الا تشعرون بالتقزم والعار امام الأمم ؟ والى متى تبقون وانتم تعيشون في عقلية القرون الوسطى وبهذا صدق فيكم قول الرسول الكريم : انتم كغثاء السيل يضرب بعضكم رقاب بعض ..لاخير فيكم ....

شيعة فوبيا !!
فارس بلا جواد -

أجندة أسرائيلية..بأقلام عربية !! شيعة فوبيا..في السابق عندما كان أحدنا يشتم الاخر أو يخونه , ينعته ب(الصهيوني) أو (عميل أسرائيل)..هل صارت قديمة, أليس كذلك..!!؟؟اليوم أخذت صفات ونعوت أخرى تحل محلها( شيعي ..رافضي ..صفوي !!!!) وأنا واثق أن لا أحد ممن يطلقون هذه الاوصاف بمناسبة ودون مناسبة يعرف شئ عنها, سوى أنها تعني (الطرف الاخر) !!!!!! شئ مضحك أليس كذلك.

شيعة فوبيا !!
فارس بلا جواد -

أجندة أسرائيلية..بأقلام عربية !! شيعة فوبيا..في السابق عندما كان أحدنا يشتم الاخر أو يخونه , ينعته ب(الصهيوني) أو (عميل أسرائيل)..هل صارت قديمة, أليس كذلك..!!؟؟اليوم أخذت صفات ونعوت أخرى تحل محلها( شيعي ..رافضي ..صفوي !!!!) وأنا واثق أن لا أحد ممن يطلقون هذه الاوصاف بمناسبة ودون مناسبة يعرف شئ عنها, سوى أنها تعني (الطرف الاخر) !!!!!! شئ مضحك أليس كذلك.

مبداء الكذب والخداع
مجيد الحلبي -

يقول الخميني في كتابه كشف اسرار الصادر عام 1941 ميلادي ، ان ا لطا ئفيه تقو ينا ، حيث كان يد عوا الى بث الا فكا ر الطا ئفيه من اجل التفا ف ا لناس حول المذهب والمر جعيه . لكن في مصطلحهم انهم المعتدى عليهم فا الحرب العرا قيه الايرانيه الحرب المفروضه والعالم يعرف من بداء بالتفجيرات في بغداد وكذلك من بداء وكذلك من اطلق كلمة الاحتلال الامريكي للعراق ورفعوا شعار كلا كلا للمحتًل والكل يعرف من ادخل امريكا للعراق بالتعاون بين الاحزاب الشيعيه والكرديه وإيران ممثله بقائد فيلق القدس والمنسق الجلبي وهذا باعترافه لصحيفة الشرق الاو سط اما قتل السنه وتدمير مساجدهم. واحتلال منازلهم وتهجير الملاين منهم حتى لم يصبح في بغداد اكثر من 15 منهم بعدما كانت بغداد مدينة سنيه فقالوا انهم بسب أنتما ئهم لتنظيم القا عده انظروا كيف يتلا عبون با لكلمات اما قتل السنه في سوريا ومصر والبحرين وليبيا ولبنان غزوة بيروت فيحل قتلهم لانهم يعتبرونهم من احزاب الصهيونيه كذا يصنفونهم في أبجديا تهم

مبداء الكذب والخداع
مجيد الحلبي -

يقول الخميني في كتابه كشف اسرار الصادر عام 1941 ميلادي ، ان ا لطا ئفيه تقو ينا ، حيث كان يد عوا الى بث الا فكا ر الطا ئفيه من اجل التفا ف ا لناس حول المذهب والمر جعيه . لكن في مصطلحهم انهم المعتدى عليهم فا الحرب العرا قيه الايرانيه الحرب المفروضه والعالم يعرف من بداء بالتفجيرات في بغداد وكذلك من بداء وكذلك من اطلق كلمة الاحتلال الامريكي للعراق ورفعوا شعار كلا كلا للمحتًل والكل يعرف من ادخل امريكا للعراق بالتعاون بين الاحزاب الشيعيه والكرديه وإيران ممثله بقائد فيلق القدس والمنسق الجلبي وهذا باعترافه لصحيفة الشرق الاو سط اما قتل السنه وتدمير مساجدهم. واحتلال منازلهم وتهجير الملاين منهم حتى لم يصبح في بغداد اكثر من 15 منهم بعدما كانت بغداد مدينة سنيه فقالوا انهم بسب أنتما ئهم لتنظيم القا عده انظروا كيف يتلا عبون با لكلمات اما قتل السنه في سوريا ومصر والبحرين وليبيا ولبنان غزوة بيروت فيحل قتلهم لانهم يعتبرونهم من احزاب الصهيونيه كذا يصنفونهم في أبجديا تهم