العرب والتناحر الطائفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبده خال
للأسف الشديد هناك تأليب غير مسؤول بين فئات المجتمع العربي ويتخذ من الدين وسيلة لفت عضد المجتمع وخلق الفرقة بين المواطنين بحجة الاختلاف المذهبي.. وها هي عشرات القوائم تنشر هنا وهناك حاملة عنوان التخوين لفئات من المجتمع وشملت إعلان المقاطعة لكثير من المنشآت والشركات والمؤسسات لكون أصحابها على مذهب مغاير..
وهذه فتنة دينية قبل أن تكون وطنية، وأي مجتمع يسري فيه التناحر الطائفي أو المذهبي تكون هي بداية الوهن..
وما يلاحظ الآن أن إشعال فتيل الاختلاف المذهبي تقوم على إذكائه جهات لا يعرف لها مصدرا، تتبادل الاتهامات والتخوين عبر الشبكة العنكبوتية من غير وازع ديني أو وطني أو مسؤولية أدبية..
ولأن الفضاء الإلكتروني متسع وبه العارف وغير العارف تجد الهرج والمرج والكل يتقاذف ويتبادل التكفير والتهم منطلقين من كون هذا رافضي وذاك ناصبي وكلها تتمحور حول الفرقة (الفرقة من جانبين: فرقة الدين وفرقة المواطنة).. أعلم أن هذا الأمر بعيد المدى، فمنذ مئات السنيين تولدت الاختلافات والتي كان منشؤها سياسيا صرفا مرتديا رداء الدين، ثم تراكمت التهم للتتحول إلى طعن في المعتقد..
وهذا الأمر تم إذكاؤه مؤخرا على ألسنة بعض المشايخ من خلال القنوات الفضائية العربية، وكلما أطفئت نار الفتنة المذهبية أعيد إشعالها.. وعلينا جميعا أن نتفهم أن المواطنة لا تقوم على أساس مذهبي أو طائفي أو عرقي أو مناطقي أو قبلي، وكلها مفردات تقود إلى الاحتراب..
والذي يجب معرفته والإيمان به أن الوطن للجميع وصلاحه للجميع وخرابه لن يطال فئة دون أخرى بل سنتضرر جميعا..
كما أن الحقوق الوطنية ليست لأحد دون الآخر، والإصلاح السياسي يعنينا جميعا والرفاهية نطالب بها جميعا أي أن حركتنا نحو النماء ليس مقتصرا على أحد بل هو هدف الجميع، فلماذا نضعف قوتنا في تبادل التكفير والتهم كخشية على الدين، وجميعنا يعلم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) عاش في بداية حياته بين نصارى ويهود ووثنيين وأكمل حياته بين يهود ونصارى وتعايش معهم بل قبل بهم وتعامل معهم وهم على خلاف ديني معه، وليس كما نعيش نحن، بمعنى أن خلافنا المذهبي لا يقود إلى الفرقة بل إلى التكامل..
وبمعنى آخر أن الاختلاف في الأصل كان سياسيا ومطالبة بالخلافة (في الجذر الأول للمشكلة) ومع زوال الخلافة والعيش في وطن موحد يصبح الأساس للخلاف زائل، أما تبادل التهم المتراكمة عبر السنوات الطويلة ليس لها معنى في ظل حرية المعتقد ونهوض المواطنة على أساس الانتماء للوطن وليس للمذهب..
وأعتقد أنه من الأفضل استصدار قانون يجرم أي احتقار مذهبي أو طائفي بدلا من ترك الغوغاء يعمقون الفرقة الدينية والوطنية في وقت واحد.. وكما قيل: "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن"..
أما أن يترك هذا التقاذف لتأجيج الفتنة بين المواطنين فهو الأمر الذي يخلق انقسامات حادة تستخدم العنف لإيصال رسالتها (وهي حادثة على مستوى التلاسن) حتى وإن لم يظهر العنف على السطح الآن فالبوادر أطلت برأسها، بل ذهب المؤلبون إلى القول إنه حان الأوان!!.
فعلى العقلاء تبيان أن الدين لله وأن الاختلاف حادث منذ معركة الجمل (وبعض المؤرخين يرى أن الانقسام حدث من سقيفة بني سعد) فلا داعي لحمل أوزار كل هذه السنوات وإفراغها بين أبناء المجتمع الواحد.
التعليقات
لاتنتحروا
عربي -أيها السادة الكتاب و المعلقون, لاتنجروا للطائفية المميتة, بلادنا باقة حضارية بسبب تعداد وتباينات طوائفها, هكذا كانت وهذا سر بقائها, وبزواله تزول ونزول.ألأختلاف السياسي ايجابي. كنتم مؤيدين أو معارضين هذا حقكم وعلى الجميع أحترامه, ولكن احتكار الرأي ومصادرة الرأي الآخر بالعنف أو بالكلام الهابط أو الطائفي, مذموم ومرفوض, فكونوا على مستوى الأمة التي أنجبتكم أيها العرب, في أي موقع كنتم ,ولاتنجروا للفتن التي يراد لكم أن تكونوا وقودا لها وأول ضحاياها, فلا تنتحروا.
الحكومات
عدنان شوقي -يقول الكاتب: ((وما يلاحظ الآن أن إشعال فتيل الاختلاف المذهبي تقوم على إذكائه جهات لا يعرف لها مصدرا، تتبادل الاتهامات والتخوين)) جهات لا يعرف لها مصدر؟؟ بل هي معروفة: الحكومات العربية، ووسائل إعلامها الرسمية، هي التي تشعل الفتن الطائفية لكي تستمر في الحكم، وفي مقدمتها حكومة السيد الكاتب، والصحيفة التي يعمل فيها وشقيقاتها من الصحف والاذاعات والقنوات.
صراع وهابي/فارسي
عبد الرحمن - -انه باختصار صراع وهابي / فارسي والأمة تدفع الثمن فأما ان ترتدي ثياب قصيرة وتصبح وهابي تكفيري او تكون صفوي ايراني ..هذا هو الوضع المخزي السائد اليوم في الخليج وياللأسف وهو مخطط صهيوني امريكي لضرب الأسلام في الصميم وينفذه طواغيت العرب ..
صراع وهابي/فارسي
عبد الرحمن - -انه باختصار صراع وهابي / فارسي والأمة تدفع الثمن فأما ان ترتدي ثياب قصيرة وتصبح وهابي تكفيري او تكون صفوي ايراني ..هذا هو الوضع المخزي السائد اليوم في الخليج وياللأسف وهو مخطط صهيوني امريكي لضرب الأسلام في الصميم وينفذه طواغيت العرب ..
الكتاب السعوديين
الراصد -يااستاذ عبده خال :انت كاتب متنور ومعروف وياليت مثلك الكثير من اصحاب العقول من الكتاب السعوديين ...لكن مع الأسف الشديد اغلب الكتاب السعوديين يمارسون دور الحسبة والشرطة الدينية وهم اناس متطرفون ومنغلقوا العقول ومازال كثير منهم يعيش في الكهوف الظلامية والتحجر الفكري ..ولهذا لاتجد في كلامهم غير التجريح والتحريض الطائفي الجاهلي وخلاصته الصراع الوهابي التكفيري ضد الأيراني الفارسي وقتل وتشريد وتنكيل واحتقر الشيعة العرب لغرض توجيه رسالة لأيران ..ياللعار ..ويريدون من كل العرب والمسلمين ان يغذوا هذا الصراع المخزي ويكونوا حطبا لذلك لأرضاء حكام متخلفين وجهلة ومشايخ هم عبيد اذلاء للحكام ..
الكتاب السعوديين
الراصد -يااستاذ عبده خال :انت كاتب متنور ومعروف وياليت مثلك الكثير من اصحاب العقول من الكتاب السعوديين ...لكن مع الأسف الشديد اغلب الكتاب السعوديين يمارسون دور الحسبة والشرطة الدينية وهم اناس متطرفون ومنغلقوا العقول ومازال كثير منهم يعيش في الكهوف الظلامية والتحجر الفكري ..ولهذا لاتجد في كلامهم غير التجريح والتحريض الطائفي الجاهلي وخلاصته الصراع الوهابي التكفيري ضد الأيراني الفارسي وقتل وتشريد وتنكيل واحتقر الشيعة العرب لغرض توجيه رسالة لأيران ..ياللعار ..ويريدون من كل العرب والمسلمين ان يغذوا هذا الصراع المخزي ويكونوا حطبا لذلك لأرضاء حكام متخلفين وجهلة ومشايخ هم عبيد اذلاء للحكام ..