جريدة الجرائد

أسرار إسقاط شبكة التجسس الإيرانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حسين الحربي

لم يكن حكم محكمة الجنايات امس في قضية شبكة التجسس الإيرانية سوى "فصل قانوني" من فصول قضية اسقاط شبكة نجحت في تكوين "بؤرة" مدت خيطا لا ينقطع من المعلومات المهمة والاستراتيجية عن الجيش الكويتي وقوات الدول الصديقة المتواجدة في الكويت الى مبني السفارة الايرانية.
خيوط الايقاع بأفراد الشبكة كشفها لـ"الراي" مصدر امني رفيع المستوى اوضح ان عملية المراقبة والرصد استمرت طيلة 3 أشهر، بدأت فور "شكوك" هيئة الاستخبارات والامن في الجيش الكويتي في فهد مؤيد (كويتي) وهو أحد العسكريين، والذي قادت عملية مراقبته الى الشقيقين طارق ومحمد هاشم (يحملان جوازي سفر إيرانيين) ويعملان في الجيش ايضا، اضافة الى سعيد هاشم وسعود العنزي (سوري الجنسية).
واذ ورد في حيثيات الحكم الصادر امس ان شخصين لديهما حصانة ديبلوماسية متورطان في القضية، قال المصدر: "بدأت الشبكة عبر نجاح ديبلوماسيين ايرانيين في الكويت بتجنيد طارق وتلقينه بالمعلومات المراد الاتيان بها وهي كل المعلومات العسكرية والاستراتيجية الممكنة وتصوير المنشآت والأماكن الحساسة ومواقع الكتائب ومستوى تسليحها واعدادها واسماء قادتها ورتبهم العسكرية وانتماءاتهم المذهبية والقبلية".
ويُكمل: "بعد فترة قصيرة جندت السفارة شقيق محمد، ثم سرعان ما اسندت اليه قيادة المجموعة بعدما اظهر ذكاء وقدرة على الحركة اكثر من طارق، فأرسل الى اندونيسيا وهناك تلقى في مدينة جاكارتا تدريبات متقدمة على طرق اعداد المتفجرات وتصوير الاماكن الحساسة ونقل المعلومات، ثم اعيد الى الكويت لتكتمل عناصر الشبكة بقيادته وتحت إمرته شقيقه طارق ومؤيد ومقيم من جنسية سورية وشخص ايراني آخر".
واوضح المصدر ان المجموعة كانت تلتقي بحذر وسرية في الكويت بمناطق متفرقة مثل المطاعم، لكن معظم تجمعاتها كانت في إيران، وهناك طُلب منهم "تطوير الأداء" بادخال القوات الصديقة كهدف واضح لهم بجمع المعلومات عن تحركات الآليات والكتائب ومستوى تسليحها ونوعيتها وأماكن تواجدها ومستوى حراستها وطرق تأمينها.
وكشف المصدر عن تعاون المجموعة في وقت لاحق مع مواطن بحريني جرى تجنيده هو الآخر في البحرين وجاء الى الكويت لتنسيق بعض العمليات، مبينا انه كان في الكويت قبل القبض عليه بيومين فقط، موضحا انه جرى التنسيق مع السلطات الأمنية هناك لإلقاء القبض عليه.
وبين المصدر انه بعد التأكد من خلال رصد ومراقبة كل افراد المجموعة لمدة 3 أشهر، ومعرفة حجم المعلومات التي جمعوها وتخزينها على "فلاش ميموري وCD" وتمريرها الى ديبلوماسيين ايرانيين، شُكل فريق عمل مشترك من الاستخبارات العسكرية وامن الدولة لتنسيق عملية القبض على المجموعة وهو ما حدث بالفعل، إذ ألقي القبض على طارق أولا وضبط في حوزته "فلاش ميمودي" يضم معلومات عسكرية حساسة وصورا لمواقع وآليات للقوات الصديقة، ومن ثم ألقي القبض على بقية افراد الشبكة وجرى التحقيق معهم قبل تحويلهم الى محكمة الجنايات.



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف