الصحافة الدولية : دور أكبر لتركيا في ليبيا... و"ود" بين اليابان وروسيا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم
عقيدة أميركية جديدة ترى النور مع التدخل العسكري الدولي في ليبيا، والدور التركي في الأزمة الليبية، وبوادر تحسن في العلاقات بين اليابان وروسيا... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية.
أوباما على الطريق الصحيح
صحيفة "تورونتو ستار" الكندية خصصت افتتاحية عددها لأمس الخميس للدفاع عن مشروعية التدخل العسكري لإدارة أوباما في ليبيا من أجل فرض منطقة لحظر الطيران وحماية المدنيين، معتبرةً في هذا السياق أن العالم بصدد مشاهدة ولادة عقيدة أميركية جديدة تحكم استعمال القوة العسكرية في عالم مضطرب، ألا وهي "عقيدة أوباما". هذه العقيدة الجديدة رسم بعض ملامحها أوباما نفسه ضمن الخطاب الذي وجهه للأميركيين هذا الأسبوع، حيث اعترف بأن "أميركا لا تستطيع استعمال جيشها متى حدث قمع واضطهاد (في العالم)"، لكنه قال في الوقت نفسه إنه "يرفض الانتظار ورؤية صور المذابح والقبور الجماعية حتى يقوم بشيء ما". الصحيفة ترى أنه لم يكن ممكناً تجاهل القذافي الذي كان يمضي نحو ارتكاب "أعمال عنف على نطاق فظيع"، مثلما قال أوباما. وعلاوة على ذلك، فالولايات المتحدة كانت لديها "فرصة فريدة" لتجنب مذبحة، حتى بدون إرسال قوات برية، حيث وفر مجلس الأمن الدولي "تفويضاً دولياً" لحماية المدنيين. كما أن الولايات المتحدة، التي تزعمت الهجوم خلال الأيام الأولى، كانت مدعومة من قبل "ائتلاف (دولي) واسع". كل هذه المعايير، تقول الصحيفة، تستوفي العديد من شروط "الحرب العادلة"، مثلما هي مفهومة من قبل الفلاسفة عبر العصور؛ ذلك أن الولايات المتحدة تحركت في قضية عادلة من أجل تجنب حدوث فظاعات خطيرة، وتحت تفويض قانوني. وفي ختام افتتاحيتها، أقرت الصحيفة بأن أوباما، الذي أشار إلى الخطوط العريضة لاستعمال القوة العسكرية، مازال يواجه قرارات صعبة في ليبيا وأماكن أخرى. لكنها ترى أنه يوجد على أرضية صلبة لأنه يتحرك في إطار تفويض أممي قوي، من أجل قضية نبيلة، ويقوم ببناء ائتلاف متعدد الأطراف مستعد لتقاسم العبء، مضيفة أنه "إذا كانت عقيدة أوباما قيد التشكل، فإنها تسير في الاتجاه الصحيح".
"عندما تتدخل تركيا في اللعبة الليبية"
صحيفة "لو تون" السويسرية أفردت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على تطورات الملف الليبي، قائلة إن أحداً لم يعد يجرأ على الحديث رسمياً عن تصفية نظام القذافي، لأن ذلك ليس ضمن الأهداف العسكرية التي حددها قرار الأمم المتحدة. أما عملياً فإن كل شيء يُظهر أن أيام زعيم "الجماهرية العظمى" باتت معدودة. لكن ما ليس معروفاً هو الثمن الذي سيكلفه ذلك. واستشرافاً لمرحلة ليبيا ما بعد القذافي، تقول الصحيفة، دخل لاعب محوري إلى الساحة على نحو لافت مؤخراً هو تركيا. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن تركيا، التي تعد عضواً في "الناتو" وبلداً مسلماً، كانت حتى عهد قريب تعارض التدخل العسكري قبل أن تقوم بتغيير موقفها، حيث تبحر بوارجها الحربية حالياً قبالة السواحل الليبية من أجل فرض احترام الحظر المفروض على الأسلحة. وقريباً، تضيف الصحيفة، من المرتقب أن يتولى "تقنيون" أتراك إدارة مطار بنغازي، الأمر الذي يجعل من تركيا القوةَ الأجنبية الأولى التي تطأ أقداماها الأرض الليبية في هذه الحرب. وعلاوة على ذلك، تتابع الصحيفة، فإن أنقرة، التي تحافظ على علاقات مع القذافي والثوار على حد سواء، ترغب في لعب دور الوسيط من أجل إيجاد مخرج مشرف للعقيد. أما إذا لم يتأت ذلك، فستضطلع بدور محوري في إعادة إعمار البلاد.
"تحسين العلاقات مع روسيا"
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها لأمس الخميس، والتي خصصتها للتشديد على أهمية تحسين العلاقات مع الجار الروسي، بعد أن عرفت فتوراً لافتاً خلال الآونة الأخيرة ولاسيما عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي إلى إحدى الجزر الأربع المتنازع عليها بين البلدين والتي توجد تحت السيطرة الروسية... داعيةً طوكيو إلى مراقبة الخطوات الروسية الأخيرة بحذر والعمل على تحسين العلاقات بين البلدين. الدعوة إلى النهوض بالعلاقات الثنائية تأتي بعد سلسلة من المبادرات الروسية التي ساهمت في إزالة الجمود الذي اعترى العلاقات مؤخراً، ومن ذلك إعلان ميدفيديف، في الحادي عشر من مارس الماضي، بعد أقل من ثلاث ساعات على الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرق اليابان، أن بلاده مستعدة لمساعدة طوكيو في هذه الظروف العصيبة، وكذلك التصريح الذي قال فيه رئيس الوزراء الروسي بوتين "إن اليابان بلد جار، وجار صديق؛ ورغم بعض المشاكل، فإنه علينا أن نكون شريكين متساندين". الصحيفة قالت إن على اليابان أن تسعى لتحسين علاقاتها بالجار الروسي، على أن تظل حازمة بخصوص موقفها من الجزر الأربع المتنازع عليها. كما دعت السياسيين اليابانيين إلى الإحجام عن الإدلاء بتصريحات "عاطفية" موجهة للاستهلاك الداخلي حول العلاقات اليابانية- الروسية، إضافة إلى أي تصريحات تتناقض مع الاتفاقات المبرمة في مفاوضات مباشرة مع المسؤولين الروس. وشددت على أهمية أن تستغل اليابان المقترح الروسي لإنشاء لجنة من خبراء التاريخ باعتباره فرصة لبحث ودراسة نتائج الحرب العالمية الثانية من زوايا مختلفة ولنسج علاقات مبنية على الثقة، التي تمثل الأساس لحل النزاع الترابي، كما تقول.
استئناف المساعدات الغذائية
ضمن عددها ليوم الأربعاء، علقت صحيفة "تايمز" الكورية الجنوبية على إعلان برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة واليونيسيف الأسبوع الماضي أن أكثر من 6 ملايين كوري شمالي -أي حوالي ربع سكان البلاد سيحتاجون إلى 430 ألف طن متري من المساعدات الغذائية لتجنب مجاعة هذا العام. إعلان رد عليه بعض المسؤولين الحكوميين الجنوبيين بالقول إنهم لا يستطيعون قبول التقييم بناءً على إحصائيات بيونج يانج الخاصة حول المحاصيل وتوزيع الحصص الغذائية وزيارات المفتشين الأجانب إلى مناطق محدودة. وفي هذا الإطار، ذكَّّرت الصحيفة بأنه طالما تم الاشتباه في إقدام الحكومة الكورية الشمالية على تحويل المساعدات الغذائية الأجنبية وتخزينها في القواعد العسكرية استعداداً لحرب ممكنة أو للإفراج عنها في 2012، الذكرى المئة لميلاد مؤسسها كيم إيل سونج، وهي السنة التي وعدت بيونج يانج بأن تحول بحلولها كوريا الشمالية إلى بلد قوي يتمتع بالرخاء. وباختصار، تتابع الصحيفة، يقول هؤلاء المتشككون إن الوكالات الأممية ومعظم المنظمات غير الحكومية وقعت ضحية لخداع بيونج يانج أو مبالغتها في وصف الأوضاع هناك لأسبابها الخاصة.
الصحيفة شددت على أنه من شبه المستحيل الحصول على صورة صحيحة ودقيقة للأزمة الغذائية في كوريا الشمالية؛ لكنها ترى أنه من الواضح بالمقابل أن كيم جونج إيل وعائلته ونخبة بيونج يانج ليسوا أكثر فئة ستتضرر من تكتيكات كوريا الجنوبية التي تنم عن اللامبالاة، كما تقول، وإنما الفئات الأضعف -الأطفال والنساء وكبار السن- مشددة على ضرورة أن تستأنف سيؤول إرسال مساعداتها الغذائية بسرعة شريطة توزيع شفاف للمساعدات ومراقبة أكبر لعمليات التوزيع.
إعداد: محمد وقيف