جريدة الجرائد

ما زالت أمام الأسد الابن خيارات إنقاذية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علي حماده

لم يعد وصف الوضع في سوريا يندرج تحت عنوان الاحتجاج العرضي او الموضعي الضيق. فالحراك الاحتجاجي يلامس حدود الانتفاضة السياسية ان لم نقل الثورة على الواقع السياسي بشقيه الأمني والمعيشي. والاحتجاجات كبيرة ومن غير الممكن للحكم ان يخفيها او يقلل من شأنها، او بأن يقنع احدا ان ما يحصل هو نتيجة لمؤامرة عنوانها، كما حاول الرئيس بشار الاسد ان يقول في خطابه غير الموفق عصر الاربعاء الماضي، وابعادها اقليمية متصلة بالدور السوري في المحور الممانع. فمن يتظاهرون في الشوارع وفي صحون المساجد، وفي الساحات والقرى والمدن، ومن يخرجون مكشوفي الوجه وصدورهم عارية لمواجهة الرصاص الحي والهراوات والغازات المسيلة للدموع لا يخرجون في اطار اجندة معادية للممانعة، بل انهم يخرجون ليقولوا للحاكم وللعالم اجمع انهم ضاقوا ذرعا بالطريقة التي حُكموا بها طوال اربعة عقود. يخرجون ليصرخوا وجعهم من الظلم، والقهر والفساد: انهم يخرجون لملاقاة الموت تحت شعار الكرامة والحرية لكل السوريين.
إذاً لا مناص من التعامي عن الحقيقة، والتهرب من الواقع المستجد في سوريا حيث ينكسر جدار الخوف، وتصدح الحناجر وترتفع القبضات في سبيل انهاء واقع داخلي ما عادوا يريدون ان يستمر، وخصوصا تحت شعارات عفا عليها الزمن، وانتفت قدرتها الاستقطابية، وصارت الوجه الآخر لحالة من العبودية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية المديدة. وبسقوط اول قطرة دم سوري برصاص الحكم الحي سقطت كل الشعارات دفعة واحدة. هذا ما يحصل في سوريا. وقد أتى أداء الرئيس السوري بعدما كان منسوب التوقعات الايجابية عاليا ليقنع المترددين بأن شيئا في سوريا لن يتغير طوعا، وان الشعب يحتاج الى ان يرسم بيده مستقبله ومصيره.
لا يعني ما تقدم انعدام خيارات الرئيس السوري الإنقاذية. فما زالت امامه فرص يمكنه ان يلتقطها بذكاء اذا ما احسن الاستماع الى صوت العقل، وبالتحديد الى صوت شعبه الذي ما برح يطلق أجراس الانذار منذ ثلاثة اسابيع ونيف. ان الاصلاح الحقيقي لا يكون منطلقه مسرحية مجلس الشعب المخجلة، ولا إطلاق النار على الناس، ولا حتى إظهار القوة برفع سلاح المواجهة مع مؤامرات مزعومة أو مندسين خياليين، فبداية الإصلاح تكون بالتواضع امام الشعب واوجاعه.
اننا في لبنان لا نريد التدخل في شؤون سوريا الداخلية، لكننا لا نستطيع ان نتجاهل هذه الحركة الشعبية الواسعة والمتنوعة، تماما كما لم نتجاهل الثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن والحراك في البحرين. واملنا هنا ان يسلك الحكم السوري طريق التصالح مع رغبات الشعب قبل فوات الاوان.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم تعد مجرد مطالب
سوري حر -

لم تعد المطالب هي بعض الاصلاحات المتابع للاحداث على ارض الواقع بالرغم من التكتيم الاعلامي الموجود من الاعلام الرسمي او من الاعلام العربي بشكل عام يعرف ان الامور وصلت لمرحلة لم تعد فيها المطالب مجرد امور حياتية يومية اصبح لا بد من رحيل هذا النظام الشعب السوري بكل اطيافه عندما استلم بشار تعامل معه بكل ود واستبشر ان يكون فيه خير واعطاه فرصة لكنه سقط في الامتحان ولم يستفد من تلك الفرصة وهاهو وزبانيته لم يرضوا الا ان يلطخوا ايديهم بدماء الشعب السوري كما فعل حافظ من قبل لقد وصلت الامور الى نقطة اللاعودة بعد ان وصلت الامور لهذا الحد ويعرف كل الشعب السوري ان هذا الامر سوف يكلف الكثير من الدماء والشهداء لكن ماضيين في ذلك لان التراجع عن هذه المرحلة يعني المزيد البغي والقسوة والبطش لهذا النظام وزبانيته وهم كثر لانه على مدى اربعين عاما واكثر نشأت اجيال وتربت في احضان البعث ولا يعرفون شيء غيره وهذا سيكلف الشعب المزيد من الدماء اذا لم يكن هناك عقلاء من العالم العربي او الراي العام العالمي وتدخلوا لمساعدة وازالة هذا النظام لكن على ما يبدو الى الان ان المصالح الاقليمية تقتضي على هؤلاء العقلاء ان يراهنوا على بقاء النظام اكثر وهذا سوف تكشفه الايامة القريبه القادمة لان الامور على الارض ننغير باسرع مما نتوقع وقد خرجت عن السيطرة

نعم للوطن
مواطن -

تحية لصوت العقل الذي تجسده بعض الأقلام ولا لما يكتبه البعض من دعوات أثنية أو طائفية بغيضة ستحرق وتكوي الجميع ولن ينتصر بهاأو معها أحد سوى الأعداء المتربصين وماأكثرهم, اذ أنه يفترض اليوم بكل مخلص عاقل الاينجر وراء المجهول والجنون الجماعي المحيط بنا, فالدعوات للأصلاح دعوات حق ماأخشى فيه أن يراد بها باطل, والأستغلال الطائفي والمذهبي البغيض والمدمر الذي يفوح بالأفق في كل مكان من عالمنا العربي , لهذا على كل المخلصين الواعين وهم كثر وكثر جدا أن يرفعوا الصوت ولايتركوا أمرهم للغوغاء أن تسود وتنفذ معها دعوات من أراد بهذا الوطن الشر المستطير الذي لن يفرق بين دين أو مذهب ولا بعشيرة أو قومية, وأن نجتمع جميعا تحت راية كلمة سواء شعارها واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا.قبل أن يسبق السيف العذل و يصبح فيه الجميع خاسرون؟

change
Syrian -

little assad has 2 options, either to go or to die with his family. To go he has to give syria back to syrians, to die with his family.He and his family are not better than young Syrians, the difference he is going to hell with his family and young Syrians are going to heaven.

مقال سلس وعقلاني
حر سوري -

نعم لم يفت الأوان ياأستاذ علي حمادة لكي يتخذ الرئيس بشار الخطوة الحكيمة بغية حقن دماء الشعب السوري الأبي. لكن للأسف الشديد أن قراره ليس بيده بل هو بيد المجمع العلوي من جهة ومن الجهة الأخرى جيش المستفيدين من سرقة خيرات الشعب السوري وإتخام المصارف الأوروبية أو الأمريكية, سواء كان هذا الجيش من المدنيين أو من الجيش الفعلي الذي بلغت قصور أفراده أو بعضها على الجبال المطلة على البحر المتوسط حداً يفوق الوصف.بناء على ذلك أقول: أن الأوان قد فات منذ زمن بعيد وحان الوقت كي تواكب سوريا الحبيبة الركب الحضاري العالمي ويتمتع شعبها المبدع النشيط بالحرية وتستعاد له كرامته فتصبح سورا منارة حضارية كما كانت منذ البدر موئل الحضارات ومنبعها . إلى الأمام أيها الشعب السوري الأبي ياحماة الديار أنزلوا من خربوا الديار عن عروشهم ومن هتكوا عرض أهداف حزبهم التي كنا نرددها كل صباح(وحدة حرية إشتراكية) لقد استبدلوا الحرية بالإستبداد والذل والوحدة بتفرقة الشعب السوري من خلال مادة دستورهم الثامنة العنصرية والتي لامثيل لها في أي دستور في العالم وأما الإشتراكية فتم استبدالها عملياً بالنهب والسرقات

لا زمن ولا مقايضة
مهندس -

المعروف عن الأسد دائما الألتفاف واللعب على عنصر الزمن والمقايضة ولكن هذه المرة لا أتوقع بعد أن سالت الدماء الطاهرة في شوارع درعا واللاذقية ودوما و أزقة حمص و دمشق وبانياس ... ضاقت الخيارات وصعبت الحلول ماعدا حل واحد هو الإسراع بتسليم السلطة الى حكومة إنتقالية تهيء لتعديل الدستور ولإنتخابات حرة و نزيهة أو الفتنة والحرب الأهلية التي كثير ما تكلم عنها رئيس السلطة ونائبته بثينة وتوعد أن يكون أهلا لها ,

مش فارقة معهن
د. بثينة خربان -

والله مش فارقة مع النظام أنه يقتل كل الشعب. هذه الثورة لن تنتصر لأن النظام يملك من الحيل ما لا يعقل، والأهم أنه يملك طائفة (رغم وجود الشرفاء منها) مستعدة أن تقتل من أجل بشار الأسد. المخابرات باللباس المدني، المتطوعو المسمون لأنفسهم لجان شعبية، والقوات الخاصة لحماية الحكم كلهم عناصر من طائفة واحدة يمكن أن يندسوا بين الناس ولا أحد يميزهم عن الآخرين! والله شيء بقرف يا أخوانا، وأنا من الطائفة المذكورة بس مو طالع بإيدي شيء غير أنه أتمنى للشعب أنه ينتصر ويخلصنا من هالعضابة!

أنا بشار
سوري يتنشق الحرية -

أنا بشار وأبي الظلم وأمي الإساءة وأخي الغدر وأختي المسكنة وعمي الضرر وخالي الذل وابني الفقر وابنتي البطالة ووطني الخراب وعشيرتي الجهالة. سوري يتنشق الحرية لأول مرة

خيار وحيد
محمد السوري -

شكرا أستاذ علي,نحن السوريين نرى حلا واحدا أمام بشار الأسد وحزب البعث. طرد بشار الاسد-حل مجلس أعداء الشعب-دستور جديد يرضاه الشعب السوري

خليك لحالك
ليلى الاصلية -

يا اخ علي -لشو ما بتهتم بامور بلدك ونتتركنا بحالنا-هل نعتقد انك كلبناني مؤهل تنصح السوريين وخاصة الاسد-هال اذكرك بتاريخ اخوك مروان وانبطاحك لحافظ الاسد لانقاذ الجبل-واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا-الله يستر عليك خليك بحالك على قول -كارول سماحة