إيران و«اللعب بالنار»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس حرفوش
منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في المنطقة العربية اختارت السلطات في طهران أن تنظر إليها على أنها نسخة عربية عن الثورة الإيرانية. واعتبرت أنها تجاوبٌ، تأخر اكثر من ثلاثين سنة، مع مشروع "تصدير" تلك الثورة، الذي اقلق جيران إيران آنذاك ودفعهم إلى الحذر من أهدافها. مع أن الثورة الإيرانية كان يمكن أن تستفيد من التباين العميق في النظرة إلى مصالح دول الخليج العربي، الذي كان قائماً بين هذه الدول وشاه إيران، وأن تبني عليه لإقامة علاقات طبيعية مع أبناء جوارها.
اعتبر الإيرانيون أن سقوط أنظمة حليفة للغرب، كما في حالتي مصر وتونس، من شأنه أن يعزز موقعهم ويخدم سياساتهم في الأنظمة الجديدة، فصنّفوا هذه الأنظمة مسبقاً في صف حلفائهم، من غير أن تكون لهذه الأنظمة كلمة في ذلك. وفي الوقت الذي كان القائمون بالانتفاضات العربية يؤكدون استقلالية قرارهم ويرفضون محاولات استغلالهم، كان المرشد الإيراني يتحدث عن "شرق أوسط إسلامي جديد"، في محاولة واضحة للإيحاء بأن الانتفاضات توفر الفرصة لانتصار المشروع الإيراني على مشروع جورج بوش الطيب الذكر!
ومن خلال النظرة الإيرانية المغلقة إلى أوضاع المنطقة العربية، والتي ترى أن قطبي المواجهة فيها هما أميركا وإيران وحدهما، مستخفّة بإمكان قيام حركات استقلالية حقيقية في العالم العربي، لا تكون مرتبطة بالمشروع الإيراني أو بالمصالح الأميركية، وبصرف النظر عن أن هذه النظرة تفتقر إلى الواقعية، لأن شعارات المنتفضين على الأنظمة كانت شعارات إصلاح داخلي، ولم ترفع أياً من أدبيات وإيديولوجيات الثورة الإيرانية، ومزاعمها في مواجهة الصهيونية و"الاستكبار العالمي"، فإن تلك النظرة أثارت أيضاً قلق الحركات الشعبية في العالم العربي، التي أسرعت إلى التبرؤ من أي علاقة بإيران، انطلاقاً من دفاع هذه الحركات عن استقلاليتها في وجه محاولات استغلالها من أية جهة أتت.
كان ذلك ممكناً في حالتي تونس ومصر، وكذلك في حالة ليبيا، حيث كان صعباً على إيران ممارسة وصاية مباشرة على الاحتجاجات، انطلاقاً من طبيعة الأكثرية المذهبية السنّية في البلدان الثلاثة. لكن الأمر بدا مختلفاً في حالة البحرين، خصوصاً بعد أن قفز السياسيون الإيرانيون ووسائل إعلامهم، وتلك المرتبطة بهم في العالم العربي، إلى استغلال مطالب المعارضة، الشيعية بأكثريتها، متجاهلين حساسية الوضع الداخلي في البحرين. ولم يفعل هذا التدخل الإيراني سوى قطع الطريق على فرص نجاح الحوار بين حكومة المنامة والمعارضين، على رغم الاستعداد الذي اعلنه ملك البحرين للبحث عن مخرج مقبول من الأزمة السياسية، يطوّر النظام ويبقي على البلد.
إضافة إلى هذا، كان من شأن الاستقواء الإيراني على البحرين، التي نظر إليها الإيرانيون دائماً على أنها الخاصرة الرخوة لمنطقة الخليج، أن يثير قلق دول مجلس التعاون، فأسرعت إلى مد يد العون العسكري من خلال "درع الجزيرة"، بموجب ما تسمح به وتنص عليه الاتفاقات بين دول المجلس الست. وبدل أن تنظر إيران إلى الخطوة الخليجية على أنها خطوة سيادية للمجلس، لا علاقة لإيران بها، ولا تستهدفها بأية حال، اختارت مرة جديدة أن تكشف حقيقة مشروعها ونواياها في منطقة الخليج، وحقيقة ميلها إلى الوصاية على شعب البحرين، والتحدث باسمه، فكانت حملتها السياسية والإعلامية الأخيرة على دول مجلس التعاون، وعلى الأخص على السعودية، متهمة إياها بـ "اللعب بالنار" في الخليج، كما طالب أحد نواب "مجلس الشورى" الإيراني السعودية بأن تعتذر من شعب البحرين عن "تدخلها" في شؤونه!
تتحدث إيران في تعليقاتها على الأحداث الأخيرة في المنطقة العربية وموقف أميركا منها، عن ازدواجية أميركية تدافع عن حقوق الإنسان في مكان، فيما تقوم جيوشها بقمع الشعوب في أمكنة أخرى. هذا عن أميركا. هل من يفسر لنا طبيعة سلوك إيران حيال الانتفاضات العربية؟ كيف يمكنها أن ترى الدكتاتورية والقمع في بلد كالبحرين مثلاً، بحسب مزاعمها، وتهبّ للدفاع عن شعبه، ولا ترى ذلك، بل لا تخجل من الدفاع عنه، في بلد آخر، من تلك البلدان الموصوفة أنظمتها بـ "الممانعة"؟ ألا تستحق شعوب هذه الدول عطف المرشد الإيراني أيضاً؟
التعليقات
المجوس والفرس ...
مسلم -انا بنظري قمة الغباء والسذج في اتباع وتصديق هذه الدولة التي تمرست على الكذب والخداع والاستخفاف بعقول الناس ... فهذا النظام تعود ان يستخف بعقول البشر ،، لانه وبكل أسف يلقى تجاوباً ويلاقي عقولاً فارغة ،، يعبئها بما يشاء .. هذا النظام الحاقد البغيض ،، الذي لم يفكر يوماً بدين او بغيره ،، سوى بأطماع سياسية لن تنتهي ،، إلآ بنهايتهم ،، فالفرس وكما عرفهم التاريخ ،، من اجبن الشعوب ،، وأكثرها كلاماً واسكتباراً .. فهم جبناء كالفئران ،، يزرعون الفتن في كل مكان ويغيبون عن الواجهة .. ماذا أبقى للصهاينة الملاعين اذا؟
اتدري من يلعب بالنار
محمد -ان من يلعب بالنار هم اولئك الذين جعلوا اراضيهم ومياههم واجوائهم قواعد للامريكان والغربيين وان من يلعب بالنار هم اولئك الذين يمزقون نسيحهم الاجتماعي من خلال ظلمهم لابناء وطنهم من الشيعة وان من يدخل الاجنبي ويقضله على ابن وطنه هو من يلعب بالنار وسيحرق البلاد ومن عليها
مستنقع أسمه الظلم
الفصول المهمة -بدل أن تقوم البحرين بالاصلاحات السياسية و تصحيح مسارها تجاه شعبها أدخلت جيش يهلك الحرث و النسل بحرب مقدسة و اتهام الشرفاء بالعمالة لماذا لانهم شرفاء يبحثون عن العيش الكريم. أرجوا من المحللين السياسين ان صح التعبير أن ينظروا للانسان أولا و أخيرا و يكفوا أقلامهم الحامية للانظمة على الرغم من تجاوزاتها في حقوق الانسان و الاستبداد في مقدراتهم. و عليه أدعوك أن تكون انسان أولا يؤلم صبعك الجرح الصغير فكيف الرصاص و التعذيب. لعبة القط و الفار لن تنتهي أيران و العرب و عليه يجب على العرب حماية أنفسهم بشعبهم شيعة و سنة و تحقيق سبل الرفاهية لهم. الكذبة الكبيرة هي الشيعة العرب الطابور الخامس لايران و هي لتبرير الاستبداد و الظلم. لدي سؤال واحد من أول الهاربين فيما لو هاجم العجم العرب أترك الجواب لك ايها الكاتب القومي للملوك و ليس لشعوب.
رداً على محمـ
مسلم -إن من يلعب بالنار ،، هم من نصبوا أنفسهم للقضاء ولتفيت هذا الدين القويم ،، ان من يلعب بالنار هم من ينكلون في أبناء السنة في ايران شر تنكيل ،، إن من يلعب بالنار من يظهر العداء لإسرائيل والصفقات السرية تتم في الخفاء ،، إن من يلعب بالنار من يظهر عداء امريكا واسرائيل ،، وهمهم الأول القضاء على العرب والمسلمين .. إن من يلعب بالنار هم من كان عبيداً للنار ،، حتى بقوة السيف تركو ديانتهم ،، وبدأو يتامرون على الدين الحنيف ،، حتى تمكنو من احداث المشاكل في مختلف البلدان العربية ،، وفرقو المسلمين احزاباً وجماعات ..