جريدة الجرائد

الفزاعة السلفية في مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

علي إبراهيم


فجأة ظهرت على سطح المشهد السياسي في مصر بعد ثورة "25 يناير" الجماعات السلفية بخطاب منفر متوحش لتمتلئ الصحف ووسائل الإعلام المصرية بأخبار وقصص هذه الجماعات من قطع أذن أحد الأشخاص إلى الحديث عن غزوة الصناديق في يوم الاستفتاء وإعلان الانتصار لأن النتيجة جاءت بـ"نعم"، والتهكم على الليبرالية باعتبارها نوعا من الفسق والفجور وعظائم الأمور، وهدم الأضرحة، واعتبار الآثار الفرعونية وثنية، ودعوة غير الموافقين إلى الهجرة للغرب... إلى آخر هذا الخطاب الذي يذكر بفكر طالبان وما فعلته من جريمة ضد تاريخ الحضارة الإنسانية، في باميان.

لم يكن لهذه الجماعات أي دور في أحداث ثورة "25 يناير"، أو أي حديث سياسي باستثناء ربما استخدام النظام السابق لهم في تشويه بعض شخصيات المعارضة والوصول إلى حد تكفيرهم؛ لذلك كان المشهد مفاجئا عند ظهورهم بجرأة بهذا الشكل والاهتمام الإعلامي بهم.

الجماعات السلفية قد لا تكون الوحيدة التي ظهرت على سطح المشهد في محاولة لاستثماره، وقد يكون السبب أن القوة المحركة، التي دفعت الأحداث إلى الإطاحة بالرئيس السابق، لم تكن منظمة، وحتى لم تكن تتصور، في البداية، أنها ستنجح إلى هذا الحد، وعندما سقط رأس النظام لم يكن لديها خطة عمل فورية لملء الفراغ، وبالتالي قفز الآخرون.

الفرق أن الجماعات السلفية هي الأكثر استفزازا وتنفيرا، وهذا الذي دعا بعض الناس إلى التساؤل عن مغزى هذا الظهور المفاجئ، وما إذا كان جزءا مما يطلق عليه في مصر الثورة المضادة، أو تخويف الناس مما هو قادم.

ليس هناك أي خطاب سياسي رشيد لدى هذه الجماعات؛ فهي نجحت بامتياز في استفزاز الناس وتخويفهم، ولا أحد يعتقد أنهم يمكنهم أن ينجحوا في الانتخابات البرلمانية المقبلة في تحقيق أي وجود ملحوظ، كما أنهم نجحوا بامتياز في استفزاز مفتي مصر الذي هاجمهم في خطبة نارية يوم الجمعة، وكذلك الطرق الصوفية في مصر التي تشير تقديرات إلى أن عددهم 15 مليونا بهجماتهم على الأضرحة، إلى الحد الذي دعا أحد مشايخ الصوفيين إلى التلويح بتكوين صوفية جهادية للتصدي للسلفيين.

ويبرز هنا تساؤل: هل نحن أمام سيناريو مجنون يقود إلى فوضى يختلط فيها الدين بالسياسة في "كوكتيل" متفجر يأكل الأخضر واليابس تكون أطرافه جماعات متناحرة تروع الناس، وتريد فرض فكرها على المجتمع، وكل منها يعتقد أن لديه تفويضا إلهيا؟

لا يوجد أحد يعتقد هذا السيناريو؛ لأن هذا الفكر أو الأسلوب مخالف للنسيج العام للمجتمع، وعلى العكس هناك من يعتبر أن خروج الجميع إلى السطح، حتى لو كانوا مستفزين، يجعل كل شيء في النور وأمام الرأي العام ليجري الفرز بين ما هو صالح وطالح، وليتعرف الناس على الفكر الحقيقي لبعض الجماعات التي كانت مختبئة وتحت السطح.

قد يكون المستفيد من هذه الجماعات السلفية هو جماعة الإخوان المسلمين التي تبدو، جماعة معتدلة جدا في خطابها الحالي، مقارنة بالسلفيين، لكن حتى خروج الإخوان إلى النور والعمل العلني أظهر التباينات داخلها ووجود فكر جديد بين شبابها معارض للأفكار التقليدية القديمة داخلها. من دون شك ستكون الفترة المقبلة فترة قلقة في التاريخ السياسي لمصر، المشهد مليء بكل القوى السياسية برؤى مختلفة، وستكون فترة فرز لحين تشكل الملامح شبه النهائية، فما حدث في ثورة "25 يناير" هو تفجير شرارة التغيير، لكن التسوية النهائية، كما يطلق عليها، أو الشكل النهائي، سيأخذ وقتا، ربما يتجاوز تاريخ الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، وقد يأخذ سنوات.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصر-زمان
سعد -

ياليت ترجع مصر الى الاشتراكيه والعلمانيه والتحرر بعيدا عن الفكر السلفي التكفيري الذي جعل مصر من الدول المتخلفه ثقافة وتحرر ومدنية_ لاجظ افلام ابيض واسود من العشرينات الى الى السبعينات من القرن العشرين مصر صاحبة الحضارة 7000 سنة وفيها مسلمين ومسيحيين يضحك عليها اناس من القرون الحجريه.لاحظ لباس وتمدن النساء قبل والان مصر تتاخر حضاريا وكانك في تورابورا...

قصر الإليزيه 1793م
El Asmar -

مشهد من مشاهد الثورة الفرنسية. احد حراس القصر يصيح: ياجلالة الدوق (يعني ياريس بالفرية) لقد كسر الرعاع اسوار القصر وهم الان في حديقة القصر على بعد عدة خطوات من البوابة الرئيسية, ماذا نفعل؟ الدوق بوربون: بسرعة, بسرعة, أطلقوا جميع كلاب القصر عليهم ليمزقوهم. وبالفعل كانت الثورة الفرنسية دموية اكثر مما كان إمانوئيل كانت او احد فلاسفة و مفكرو عصر التنوير من من ساهموا في توعية الشعب بحقوق الإنسان. لقد مزقت كلاب القصر والبلطجية ومخابرات الممالك المجاورة اكثر من 180 الف مواطن ومواطنة من الفرنسيين. وها هو التاريخ يعيد نفسة ولكن بعيداً كل البعد عن التوعية بحقوق الإنسان.

لا للترويع
د. رمزي أحمد عسكر -

إلي السلفين و الذين يطالبون بإقامة الدولة الدينية لماذا لا تتمثلوا بلأخلاق الحميدة أولا. لماذا لا نراكم قدوة حسنة في معاملتكم و عملكم. كل مانراه منكم لا يزيد عن مجموعة من المظاهر في اللباس و إطلاق اللحية . و عندما نتسأل نسمع منكم أنكم تتشبهون بالرسول عليه الصلاة و السلام. هذا الرد ليس من الإسلام في شيء لأن الكفار كانوا ملتحون و يلبسون نفس لبس السلفين. و لأن هذه المظاهر امور سهلة الممارسة ولاتطلب جهد كالجدية في العمل والحفاظ علي المواعيد والصدق و الرحمة بالبشر. ولكننا نري أخلاقكم مصحوبة بالعند و الغلاظه والعنف و التسلط و التي هي أخلاق كفار قريش. نعم نفس الملبس و نفس الأخلاق. نريد أن يكن شرع الله ممارسات أخلاقية أولها الرحمة. الدين لم يكن ابدا مجرد مظاهر و قطع للأذان و ترويع للنساء و إرهاب اهل المعتقدات و الأديان الأخري .

قصر الإليزيه 1793م
El Asmar -

مشهد من مشاهد الثورة الفرنسية. احد حراس القصر يصيح: ياجلالة الدوق (يعني ياريس بالفرية) لقد كسر الرعاع اسوار القصر وهم الان في حديقة القصر على بعد عدة خطوات من البوابة الرئيسية, ماذا نفعل؟ الدوق بوربون: بسرعة, بسرعة, أطلقوا جميع كلاب القصر عليهم ليمزقوهم. وبالفعل كانت الثورة الفرنسية دموية اكثر مما كان إمانوئيل كانت او احد فلاسفة و مفكرو عصر التنوير من من ساهموا في توعية الشعب بحقوق الإنسان. لقد مزقت كلاب القصر والبلطجية ومخابرات الممالك المجاورة اكثر من 180 الف مواطن ومواطنة من الفرنسيين. وها هو التاريخ يعيد نفسة ولكن بعيداً كل البعد عن التوعية بحقوق الإنسان.

cairo
mira milad -

ربنا يرحمنا من المسلمين كلهم لانهم نفوسهم ضعيفه اووووووووى عشان كدة بيحاولوا يظهروا نفسهم باْى شكل ومفيش حد بيدخل اى دين بالتهديد عشان كدة انتم بتهددوا الناس عشان تاْسلم لانكم غلط كلكم ودينكم دين الظلم والانتقام لكن الدين المسيحى دين الحق والسلام والاطمئنان والحنان وعمرنا مااخدنا حد بالقوة عشان يبقى مسيحى ولارفعنا عليه سلاح لان عندنا بيجوا بكامل ارادتهم لاننا احنا الصح وعندنا السلام والهنا اله السلام والحنان لكن انتم دينكم دين الغل والغباء والانتقام

cairo
mira milad -

ربنا يرحمنا من المسلمين كلهم لانهم نفوسهم ضعيفه اووووووووى عشان كدة بيحاولوا يظهروا نفسهم باْى شكل ومفيش حد بيدخل اى دين بالتهديد عشان كدة انتم بتهددوا الناس عشان تاْسلم لانكم غلط كلكم ودينكم دين الظلم والانتقام لكن الدين المسيحى دين الحق والسلام والاطمئنان والحنان وعمرنا مااخدنا حد بالقوة عشان يبقى مسيحى ولارفعنا عليه سلاح لان عندنا بيجوا بكامل ارادتهم لاننا احنا الصح وعندنا السلام والهنا اله السلام والحنان لكن انتم دينكم دين الغل والغباء والانتقام