جريدة الجرائد

سنفتقدك يا قذافي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بدرية البشر

كنا لا نحظى بتقليعاته إلا كل عام عند اجتماع مؤتمر عربي، ولأن هذه المؤتمرات العربية طويلة ومغلقة فلم تكن تقليعاته تزيد بأكثر من دقائق لم نعطها الاهتمام، وكانت كلمة "مجنون" تكفي لهشّ صورته من عقولنا، ونمضي من دون أن يسأل أحد نفسه: من يعطي الحق للمجانين أن يحكموا الشعوب ويتمرغوا فيهم بجنونهم؟

لكن الحياة هكذا قضت على الشعوب "الغلابة". من إقامة في خيمة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك إلى مشادة بينه وبين رئيس عربي، إلى ثياب مغرقة في المحلية يفصلها مصممون إيطاليون يفهمون كيف يلبسونه ثياباً فاخرة تظهره معتزاً بتراثه، إلا أن هذا لا يعادل ما جاء في فصول الثورة الليبية.

لقد كففنا عن الاستماع إلى مطالب وتعابير ملايين الوجوه من الشعب الليبي لنستمع إليه هو. سحب النجومية منهم، ليصبح هو بطل الثورة درامياً. فليس من الضروري في الدراما أن يكون البطل خيّراً وطيباً. القذافي لديه قدرة على جذب الأضواء نحوه، سجن الكاميرات والمايكروفونات عنده، فلم نسمع الشعارات التي ألفها الشعب في الثورة، كما حدث في اليمن، ولا النكات التي ألفها الشعب كما لدى المصريين، بل صرنا نضحك بسبب القذافي أكثر مما نضحك في فيلم كوميدي، خصوصاً أن الأفلام العربية الأخيرة فقدت فكاهتها. ضحكنا عليه في لقائه مع الـ "بي بي سي" والمذيعة تقول: إنها شاهدت الآلاف يتظاهرون ضده فيرد القذافي: إنها الكاعدة الكاعدة.

تحولتْ مفردات خطابه إلى أغنية، ونسينا أنها قيلت في معرض تهديد الناس وقتلهم، صرنا نقول مثله: زنقة زنقة، وقد ذكرتني هذه المفردة من فرط ما استخدمت في المقالات والأغاني بأغنية (يالبرتقالة) نسيتموها طبعاً. هذه حال الدنيا.

اليوم صارت توليفة (زنقة زنقة، دار دار) تستخدم حتى في بطاقات الأعراس لاختراع سبلٍ أكثرَ غرابةً ولفتاً للنظر. ترى كيف تحولت مفردات حربية، وحوادث قتل شعب وعنف وتشوّهات حكم إلى نكات وضحك وأغانٍ وبطاقات أفراح، لأنه القذافي. كيف لا نبكي بل نضحك، لأنه القذافي. لكن القذافي الذي يوشك على الرحيل، يستحق أن نقول له: باي باي قذافي سنفتقدك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القذافي الى المحكمة
أحمد -

سلسلة جرائم القذافي المرعبة والتى باتت تتنافس في قسوتها مع مثيلاتها من الجرائم المرتكبة من قبل صدام, هذه السلسلة تحتاج الى سنوات من التحقيقات المكثفة لكي يشعر الضحايا بان حقوقهم لم تضيع.

مقال تافه
ليبي -

كان بامكان الكاتبه عمل تحقيق عما يحدث في مدننا و اعلام القارئ العربي به افضل من هالمسخره اعلاه.

محنتنا وجنون الثوار
سمير الاعظمي -

سألوا برنادشو مرة: لماذا كل الثوار مجانين؟ فضحك قائلا وهل يقوم بالثورة الا مخبول؟محنتنا طالت مع الثوار المجانين، فمن جنون العظمة والحقد الطبقي والرغبة بالانتقام لدى اولهم وان بدا عاقلا في خطبه العامية النارية الى مخبول بغداد الاول عبدالكريم قاسم الذي كا يخطب وهو يرتجف خبلا وكان قد عولج في لندن على حساب الجيش من وسواس سوداوي ولم يطرد من الجيش رحمة بقر حاله فقام بالانقلاب و دمر مستقبل العراق الى المخبول الاخر عبدالسلام عارف وخبله معروف للجميع الى قائد الجمع المؤمن الذي جمع الخبل كله والحقد كله وخفة العقل ودمر العراق من اوله الى اخره، وايوم خبل العقيد مجنون ليبيا وشذوذ عقله صار محنة الليبيين جميعا. اظن ان هناك حاجة جدية لفحص عقول كل الزعماء الثوريين قبل ان يتقبلهم المجتمع الدولي والا فلن تنتهي القصة

بانتظار الباي باي
قيس الحربي -

أرجو معك أن تكون هذه الباي باي قريبة. وحينهاأعدك أنني سافعل اشياء لم أفعلها سابقاً. سارفع علمين ليبيين حقيقيين، (وليس خرقة القذافي الخضراء اياها)، واحد في كل جانب من جانبي السيارة، وساطلب من الأولاد والبنات الاهتياج صياحاً وهم خارجون من فتحتي فافذتي السيارة السائرة ببطئ مرددين صيحة ليبية ملائمة مثيرة للنشوة بعد كل هذا الكمد الذي سببه لنا هذا المعتوه، ولا بأس ان تلقيت بطاقة غرامة من رجال المرور جراء ذلك. هو كمد اصابنا نحن منذ أسابيع فقط، ولكنه كمد مستمر منذ 42 عاماً لأصدقاؤنا الليبيين، كان الله في عونهم.

لامعنى له
عواطف -

مقال بايخ لا معنى له

أحيانا عاقل
عراقي -

لا تنسوا إنه قال مرة إن الشعب الفلسطيني غبي ورغم إعتزازي بالفلسطينين الذين نعرفهم أفرادا أذكياء لكنهم حين قبلوا كشعب الضحك عليهم من ناصر وحبيبهم صدام (رغم جرائم الأخير) وضياع بلادهم يكون القذافي محقا.