صحف عبرية : نهاية القذافي.. لنعترف بثورة ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تل أبيب
لا يدور الحديث هنا عن الحرب الاهلية الفرنسية في 1789 أو الحرب الاهلية الامريكية في 1776. عندما هاجم بلطجية نظام مبارك المتظاهرين الهادئين في ميدان التحرير مؤخرا، لم يسمِّ احدٌ هذا بالحرب الاهلية المصرية. وبذات القدر لن تكون تسمية النزاع في ليبيا بـ 'الحرب الاهلية' سليمة.
يدور الحديث هنا عن انتفاضة شعبية، ثورة بدأت بهدوء مثل الانتفاضة في مصر وفي تونس. معمر القذافي هو الذي جعل الانتفاضة حربا على شعبه. القذافي يعرف هذا وهو يعرف ايضا ان الطريقة التي ستتميز بها هذه الحرب مهمة. فالخبراء يعرفون الحرب الاهلية كنزاع بين جماعات منظمة داخل الدولة هدفها الاستيلاء على الحكم المركزي. والتعريفات القضائية هي ايضا مشابهة.
وعليه، فانه عندما تحدث القذافي وابنه سيف الاسلام عن حرب اهلية، فقد فهما بانهما بهذا الوصف يشبهان بين جانبي النزاع فعززا بذلك اولئك المعارضين للتدخل المساعد للمعارضة. ولكن كيف يمكن للاسرة الدولية أن تكون واثقة بالفعل بان الحديث لا يدور عن حرب بين جماعتين، تتمتعان كلاهما بتأييد واسع، وانتصار الثوار لن يؤدي الى تداول الادوار بين الطاغية والمقموعين؟ عمليا، لا تمكن معرفة ذلك مسبقا.
ليست للصحافيين قدرة على معرفة حقيقة ما حصل مع ايمان العبيدي، المرأة الليبية التي روت مؤخرا كيف امسكت بها قوات القذافي واغتصبها جمع من الرجال. حين حاولت الحديث مع الصحافيين في فندق في طرابلس، القي القبض عليها واخذت من هناك بالقوة. وهذا مجرد مثال واحد على كيفية تقييد النظام الليبي حق الصحافيين بالوصول الى الشعب.
ولكن حتى لو كانت للصحافة حرية في ليبيا، لكان من الصعب ان نعرف ما هي المواقف الحقيقية لليبيين، الذين يعيشون في ظل حكم رهيب على مدى أربعة عقود.
وقد ازداد الخوف مع بداية الانتفاضة حين دخل المشاة المكلفون من قوى القذافي الى الاحياء، ليتعرفوا على من شارك في المظاهرات فيأخذونهم. بعض من اولئك الذين أُخذوا لن يعودوا الى الابد. آخرون سيعودون ليرووا فظائع التعذيب الذي يجتازه المعتقلون. والامر الافظع بين كل فظائع هذا النظام هو الاساليب التي تستخدم ضد ابناء عائلات النشطاء.
رغم الصعوبة في فهم المشاعر الليبية العامة، فان على الاسرة الدولية أن تنتبه الى النقاط التالية: لو كان الحديث يدور عن نظام لديه موالون، لما كانت حاجة الى فرض الخوف والارهاب عليهم. وما كان النظام ليحتاج الى هذا القدر الكبير من المرتزقة الاجانب. وعليه، يمكن الافتراض بان المشاعر الوطنية موجهة ضد النظام وان القوات العسكرية لا تزال موالية له.
هناك امور يمكن عملها لخرق هذا التوازن وتسريع نهاية المذبحة التي يرتكبها القذافي بحق شعبه، دون تصعيد التدخل من القوات الاجنبية، بل وحتى دون تزويد المعارضة بالسلاح.
فالاعتراف الرسمي بـ 'المجلس الانتقالي الوطني المؤقت' سينقل رسالة تفيد بان الولايات المتحدة ومزيد من الدول اختارت هذا الجانب، وان نهاية القذافي قريبة، اعلان بسيط ومفعم بالقوة كهذا سيشجع الفرار من النظام مما سيسرع نهايته.
ونشر المجلس مؤخرا 'رؤيا لليبيا الديمقراطية' وثيقة من ثمانية مبادىء تعد بالحفاظ على حقوق الانسان والمبادىء السياسية الاساسية 'دون التمييز على أساس اللون، الجنس، الاصل او الطبقة الاجتماعية'. الوثيقة تشجب 'عدم التسامح، التطرف الفكري والقومي'. وتسعى الى تثبيت مبدأ فصل السلطات. الاعتراف الدولي كفيل بجعلها أكثر من مجرد وثيقة وشق الطريق الى حكم ديمقراطي، دون حروب ومع الحق في التظاهر بحرية.
' نائب وزير الدفاع الامريكي بين 2001 و2005
معاريف 6/4/2011