جريدة الجرائد

الموت أرحم من عودة الحزب الوطني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد عبدالعليم داود

الدعوة لعودة الحزب الوطني إلي الحياة مرة أخري هي دعوة لإعادة بنيان الفساد، والقهر، والقمع، والنفاق. إنها دعوة لإعادة بناء صرح الانتهازية والفساد.. هي دعوة لعودة الأغذية الفاسدة ودعوة لدخول المبيدات المسرطنة، دعوة لتزوير الانتخابات، هي دعوة لبيع مقومات الوطن وما تبقي من ثرواته الطبيعية مثل الغاز لإسرائيل، وشركاته ومصانعه.. هي دعوة لتشييد صروح البلطجية في الشارع وفي لجان الانتخابات وفي قاعة مجلس الشعب والمحليات. هي دعوة لانتخابات فتوات وبلطجية لتمثيل المواطنين داخل البرلمان للتعدي علي نواب المعارضة والمستقلين.. هي دعوة لسلق القوانين وتفصيلها.. هي دعوة لوأد أمل بذل صباح يوم 25 يناير وبدأ صناعة هذا اليوم بنظافة الشارع في الوقت الذي كان يحلو لمنظر الحزب الوطني ومحتكر ثروات الوطن أن يتباهي بأن القمامة في الشارع هي دليل علي الرفاهية.

إلي كل عشماوي يدعو لعودة الحزب الوطني من فضلك.. تم إجراء استفتاء بكل نزاهة ودون بلطجة أو مال فاسد. فأرجوك ارجع إلي الأرامل اللاتي ترملن نتيجة الموت الذي استوردتموه للشعب.. أرجوك ارجع إلي اليتامي الذين تيتموا وذووهم داخل السجون والمعتقلات دون محاكمات. أرجوك ارجع إلي الجوع وإلي العاطلين وإلي ملايين المرضي. أرجوك ارجع إلي أطفال الشوارع الضائعين.. أرجوك ارجع للملايين الذين يحاولون أن يحصلوا علي رغيف خبز استوردتموه قمحه الفاسد.. وعلي أنبوبة بوتاجاز صدرتموه إلي الصهاينة.

أرجوك اعلم أن دعوتكم.. هي دعوة لتلويث المناخ مرة أخري وتسميم الهواء بعدما استنشق المصري نسيم الحرية، هي دعوة لدفن الولاء بعدما عادت الدماء المصرية في شريان القلوب، هي دعوة للقبح، دعوة لكسر وهزيمة النفس. الحزب الوطني قاتل كل ما هو جميل.. سارق الحلم غفواً.. الموت أرحم لي من عودة هذا الحزب.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصر في البحبوح
Wahid -

هو الحزب الوطني مش حيرجع ولو رجع كمان مايقدرش يعمل الي عمله في الماضي ,, ومعا هذا انا انصحك انك تموت احسن من تشوف الي مش شفته ايام حكم الحزب الوطني وخلي كلامي في وذنك وحتشوف مصر اصبحت في الماضي والثوره دفنت كل حاجه فيها حلوه في مصر

ثمن هزيل لقاء الحرية
قيس الحربي -

في التاريخ الحديث أمثلة قليلة تفصح عن إرتداد للديكتاتورية بعد أن يمارس بلد ما الديمقراطية وتترسخ فيه، لكن تلك الأمثلة كانت في الماضي. الآن، في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، أصبحت نظم الحكم الفردي المطلق كمثل ذاك الذي كان يمارسه حسني مبارك في مصر من مخلفات الماضي الذي انتهى بسقوط المعسكر الشرقي الذي كان بطريقة أو بأخرى يوفر معاني البقاء للأنظمة السلطوية. أنظمة القذافي وصالح ومبارك وبن علي كلها نشأت زمن أن كان للمعسكر الشرقي سطوة، ويتخذ من الإستبداد طريقة فعالة للحكم. وعلى ذات النسق، نشأت لدينا في العالم العربي أغلب النظم الجمهورية ذات التوجه الفردي السلطوي المعنية بأولوية واحدة تضعها فوق كل أولويات الأوطان ألا وهي أولوية البقاء في الحكم. أما النظم الملكية التي لا يشكل زوال العرش من تحت أقدامها هاجساً يومياً لها، والتي ما زالت تعتقد أنها خليفة الله في الأرض فإنها تفبع وراء أسوار متعاقبة منغلقة على ما فيها من ممارسات تعود بك إلى حقبة الوالي المملوكي. سقوط الدكتاتوريات هذه (جمهورياتها وملكياتها) فجأة بعد أن كان الحاكم فيها قد شخذ كل مهاراته لخدمة ذاك الهدف، فجير كل قوى الأمن فيها والجيوش لحمايته وعائلته وعصابته وضاعف ونوَّع من الأجهزة التي تقوم بهذا التوكيل بسعادة، وبعد أن أوجد الأفق الرحب لثقافة التزلف والرياء والنفاق والكذب وسيادة الفساد والتربح السريع وضياع المستقبل للأجيال واللجوء للهجرة للبقاء أحياء، كل ذلك كان بالتأكيد سيحدث هزة قاسية في فراغ الفترة التي تلي نجاح الثورة. وهي ذات الفترة التي يمسك بها أعداؤها للطعن فيها وذمها من مثل أنها ذهبت بالأمن والطمأنينة. سأضحي ببعض الأمن يا سادة في سبيل العيش بحرية، وإن كنت لا استمتع بهذه الحرية الآن؛ فسأفعل ذلك غداً أنا وأولادي معي.

ثمن هزيل لقاء الحرية
قيس الحربي -

في التاريخ الحديث أمثلة قليلة تفصح عن إرتداد للديكتاتورية بعد أن يمارس بلد ما الديمقراطية وتترسخ فيه، لكن تلك الأمثلة كانت في الماضي. الآن، في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، أصبحت نظم الحكم الفردي المطلق كمثل ذاك الذي كان يمارسه حسني مبارك في مصر من مخلفات الماضي الذي انتهى بسقوط المعسكر الشرقي الذي كان بطريقة أو بأخرى يوفر معاني البقاء للأنظمة السلطوية. أنظمة القذافي وصالح ومبارك وبن علي كلها نشأت زمن أن كان للمعسكر الشرقي سطوة، ويتخذ من الإستبداد طريقة فعالة للحكم. وعلى ذات النسق، نشأت لدينا في العالم العربي أغلب النظم الجمهورية ذات التوجه الفردي السلطوي المعنية بأولوية واحدة تضعها فوق كل أولويات الأوطان ألا وهي أولوية البقاء في الحكم. أما النظم الملكية التي لا يشكل زوال العرش من تحت أقدامها هاجساً يومياً لها، والتي ما زالت تعتقد أنها خليفة الله في الأرض فإنها تفبع وراء أسوار متعاقبة منغلقة على ما فيها من ممارسات تعود بك إلى حقبة الوالي المملوكي. سقوط الدكتاتوريات هذه (جمهورياتها وملكياتها) فجأة بعد أن كان الحاكم فيها قد شخذ كل مهاراته لخدمة ذاك الهدف، فجير كل قوى الأمن فيها والجيوش لحمايته وعائلته وعصابته وضاعف ونوَّع من الأجهزة التي تقوم بهذا التوكيل بسعادة، وبعد أن أوجد الأفق الرحب لثقافة التزلف والرياء والنفاق والكذب وسيادة الفساد والتربح السريع وضياع المستقبل للأجيال واللجوء للهجرة للبقاء أحياء، كل ذلك كان بالتأكيد سيحدث هزة قاسية في فراغ الفترة التي تلي نجاح الثورة. وهي ذات الفترة التي يمسك بها أعداؤها للطعن فيها وذمها من مثل أنها ذهبت بالأمن والطمأنينة. سأضحي ببعض الأمن يا سادة في سبيل العيش بحرية، وإن كنت لا استمتع بهذه الحرية الآن؛ فسأفعل ذلك غداً أنا وأولادي معي.