ديكتاتور مجنون أفضل من إرهابي ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ماذا يعني ان يقول الاميركيون ان "الحرب الاهلية" الدائرة في ليبيا منذ شهرين وصلت الى طريق مسدود، في حين يعلن الفرنسيون ان الوضع في ليبيا معقد؟
هذا يعني في بساطة كلية ان الثورة ضد نظام الديكتاتور معمر القذافي وضعت في الاستيداع، لتتحول حرباً اهلية طويلة ان لم تنته الان باعلان التقسيم، فإنها ستكرسه على الارض وفي خرائط الآبار النفطية.
كان واضحاً منذ اسابيع ان الاميركيين، الذين دخلوا التحالف الدولي لفرض القرار 1973 على رؤوس اصابعهم سيسارعون الى الخروج على رؤوس اصابعهم ايضاً، وفي ظل سؤال كان يتردد في الكواليس والمطابخ السياسية:
ايهما افضل للغرب ديكتاتور مجنون يمتلك النفط وقد تمَ تقليم اظافره الآن، ام إرهابي مجنون يهوى سفك الدماء، قد يحكم ليبيا البلد النفطي الذي يمثِّل شرفة جغرافية فسيحة على شاطئ المتوسط؟
كل التصريحات الأميركية ركّزت وتركّز على عبارة "فحص الثورة وفحص الثوار". وليس سراً ان التردد في الموقف من فعالية الخطر الجوي ومن كثافة الطلعات الجوية ضد قوات القذافي، كان ولا يزال مرتبطاً بعملية الفحص هذه، التي يتردد ان عناصر من الاستخبارات الأميركية تمَ إنزالهم وراء الخطوط في ليبيا للبحث عن أي بصمات لتنظيم " القاعدة " في عمليات الثورة ضد القذافي.
طبعاً لم يعلن الأميركيون شيئاً عن النتائج، لكن الحديث عن "الحرب الاهلية" وعن "طريق الثورة المسدود" وعن " الوضع المعقد" ربما يكون قد دفع رجب طيب اردوغان الى اقتراح "خريطة طريق" لتحقيق وقف للنار يليه إنسحاب قوات القذافي من المدن المحاصرة و إنشاء ممرات انسانية (!) ثم يبدأ تغيير ديموقراطي شامل.
واذا كانت القصة الليبية طويلة وليس من الواضح انها ستصل الى نهاية سعيدة، فإن الاخطار تصير قاتلة في الميدان حيث تكرر قصف الثوار جواً من المقاتلات الاطلسية بحجة ان قوات القذافي تجيد تمويه آلياتها المتقدمة. لكن هذا لا يغير شيئاً من قباحة الخطأ السياسي الفادح الذي سترتكبه اميركا وحلف شمال الاطلسي، اذا وضعت الثورة الليبية في الثلاجة في انتظار تفاهم دولي وإقليمي الى حد ما على خريطة اقتسام النفط والرساميل، عندما يتحول النظام من جهة والثوار من جهة ثانية رهائن قرار الحسم، الذي يبقى في يد اميركا والاطلسي.
لا ندري ماذا يمكن ان تفعل "مجموعة الاتصال لليبيا" التي ستعقد اجتماعها الثاني يوم الاربعاء المقبل في قطر، لكن الشكوك تراوح عند ذلك الموقف الاميركي المثير: "ضرورة معرفة الثوار على نحو افضل كي نعرف من هي المعارضة الليبية قبل تسليحها"!
وكل هذا يشكل رسالة قنوط الى حركة التغيير العربية.
راجح الخوري
التعليقات
دفاعا عن الحرية
قيس الحربي -وأين من هذا الدفاع عن الحرية ومساندة مقاتلي الحرية في كل مكان؟ ألن يكون العالم غربيه وشرقيه أفضل بدون معمر القذافي؟ عندما نقول أن الغرب يسعى وراء مصالحه، فهذه واحدة، الدفاع عن مبادئه، وليس البترول الذي سيصل للغرب أياً كان الحاكم في طرابلس! ثم ألا ترى أن بقاء القذافي في موقعه بعد كل هذا سيشكل هزيمة معنوية قاسية لكل من أوباما وساركوزي وكاميرون؟ ألا يعني بقاء القذافي في موقعه بعد كل ما جرى أنه هزم حلف شمال الأطلسي وهزم الشعب الليبي؟
إحتمال
عراقي وبس -ترى هل تتواجد القاعدة في ليبيا لتعطي الصاع صاعين لمن ساند قتلها التكفيري لآلاف العراقيين. في العراق نقول إن الله لا يرمي بنواة تمر وسيجزي الله الذين ظلموا شر الجزاء. اللهم إنصر الشعب الليبي كما نصرت العراق.