جريدة الجرائد

مشكلتنا مع إيران سياسية وليست مذهبية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

لا يمكن أن أكون ضدّ مواطن سعودي لأسباب مذهبية؛ ولكن عندما يكون المذهب، أو الانتماء الأيديولوجي، ثقباً يلجُ منه الأجنبي، أياً كان هذا الأجنبي، ليجنِّد المواطن ضد وطنه ومواطنيه، مُنطلِقاً من قضية مذهبية، فسأقف بكلِّ قوة ضد هذا المواطن، سنياً كان أم شيعياً؛ هذا (شرط ضرورة) لا يمكن لأي مخلص لوطنه أن يتنازل عنه. فأنا ضد من يقف مع إيران لدواعٍ طائفية؛ وفي الوقت ذاته ضد من يقف مع (الإخوان المسلمين)، يدور معهم حيث دار المرشد العام في مصر، أو تنظيمهم الدولي، لأنه يُساند فكراً أجنبياً ضد وطنه ومواطنيه، هدفه (النهائي) هدم الوطن، وإقامة (دولة الأمة) كما هو واضح في خطابهم السياسي. وأنا - أيضاً - ضد (الجهاديين الحركيين)، كجماعة القاعدة مثلاً، لأنهم يقدِّمون مصلحة (الأمة) كما يزعمون على مصلحة الوطن، ويقتلون الناس، مسلمين أو غير مسلمين، لتحقيق هذه الغاية، ويُسمُّون هذا القتل (جهاداً)؛ لذلك فأنت عندما تقرأ أدبياتهم، ومقولاتهم، وخطابهم المعلن، تجد أنهم يضعون الوطن والوطنية في مقام (الوثن والوثنية) وأحياناً (العفن والعفنية)، لأنّ الثقافة الوطنية و(أولويّاتها) تتعارض مع معتقداتهم؛ ولا يمكن إطلاقاً أن تكون وطنياً مخلصاً وأنت تعتبر أنّ من يقدم مصلحة الوطن على مصلحة الأمة (السنية) مسلم غير سوي؛ إذا تبنّيت هذا الفكر فأنت تبرِّر للآخر الشيعي أن يقف مع إيران لذات الأسباب والدواعي، وإلاّ فأنت هنا تكيل بمكيالين، وتسمح لنفسك بما لا تسمح به للآخرين؛ وهذا ما لا يستقيم مع مبدأ العدالة.

هذه نقطة .. النقطة الثانية إنّ موقفنا المعادي لإيران ليس - إطلاقاً - لأنهم شيعة، نختلف معهم عقدياً؛ فنحن لنا علاقات مع كل شعوب الأرض رغم اختلافنا مع أغلبهم عقدياً. مشكلتنا مع إيران تحديداً هي مشكلة سياسية محضة، فحواها أنّ الإيرانيين يريدون أن يستغلوا البعد المذهبي الشيعي لخدمة أغراض سياسية، تهدف إلى السيطرة الإقليمية على المنطقة، والهيمنة على قرارات دولها، لتصب في مصالحهم القومية الفارسية؛ وفي سبيل ذلك يوظِّفون الاختلافات المذهبية بين السنّة والشيعة لخدمة أهدافهم، التي هي في النهاية أهداف قومية (فارسية)، لا علاقة لها بالفكر الشيعي العربي (النقي) من التوجُّه القومي الفارسي.

ونحن لا نمانع أبداً أن يكون هناك علاقات طبيعية مع إيران، تقوم على الاحترام المتبادل، إذا تركت عنها التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون وانسحبت من جزر الإمارات التي احتلتها؛ فإيران دولة جارة، وهناك روابط مشتركة تاريخية بين دول مجلس التعاون وإيران لا يمكن تجاوزها؛ غير أنّ مشكلة إيران معنا باعثها الأول إقحامها نفسها في قضايانا، وتأجيج الطائفية، لتكون مدخلاً لها إلى القضايا الداخلية لدولنا، لأسباب قد تبدو في الظاهر مذهبية، إلاّ أنها في حقيقتها قومية فارسية محضة، والشواهد كثيرة. أن نسكت، أو نتساهل، أو نتراخى، مهما كانت الأسباب والدواعي، معنى ذلك أننا نفرط بأوطاننا. العراق - مثلاً - غزاه الأمريكيون بحجة إقامة الديمقراطية وإسقاط ديكتاتورية البعث كما هو معلن؛ دخلت إيران بخطابها (الطائفي) على الخط، والنتيجة أصبح هذا البلد بتاريخه الضارب في أعماق التاريخ مجرّد (ولاية) فارسية، يحكمها عراقي. وعندما فاز (إياد علاوي) ذو الاتجاه الوطني العراقي المستقل في الانتخابات الأخيرة، (رفض) الإيرانيون ضاربين بنتائج الانتخابات، وقيم الديمقراطية، عرض الحائط، وأصروا على مرشحهم، وأعملوا أحزابهم الطائفية لإسقاط علاوي، رغم أنه شيعي، لكنه شيعيٌ (عربي)، بينما المالكي يدين للفرس بالولاء الكامل؛ وستبقى العراق - للأسف - تدور في فلك إيران حتى تقوم انتفاضة وطنية عراقية، يشترك فيها السنّة والشيعة العرب معاً، لطرد المحتلين الفرس وعملائهم، وتُعيد العراق إلى هويته العربية. ولكي لا تصبح (المنامة) هي الأخرى كبغداد العراق، كان لا بد لدول مجلس التعاون، وعلى رأسها المملكة، أن تتدخل، ونقطع دابر المد الفارسي مهما كانت التبعات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صحيح
مراااايم -

كلامك صحيح وهو عين العقل.. بارك الله فيك.. ونحن كلنا ضد اللي تسويه ايران لانها قاعده تسبب خلل في الخليج العربي وكذلك في الوطن العربي الاسلامي

صحيح
مراااايم -

كلامك صحيح وهو عين العقل.. بارك الله فيك.. ونحن كلنا ضد اللي تسويه ايران لانها قاعده تسبب خلل في الخليج العربي وكذلك في الوطن العربي الاسلامي

العراق النموذج
خامس الرافدين -

أخي الكاتب يجب أن تعلم أن العراق بلد حر ديمقراطي حكومته منتخبة تمثل كل أطياف و طوائف الشعب العراقي بعدالة و حسب نتائج صناديق الاقتراع أما أن الحكومة ورئيس الوزراء المنتخب بأرادة الشعب تابعين لأيران فهذااستهزاء بقيمة العراقيين و أصواتهم في انتخابات شهد لها العالم بالنزاهة فالسيد نوري المالكي حصل على أعلى عدد لأصوات الناخبين أما السيد علاوي فتشارك قائمته بالحكومة بتمثيل يناسب أصواتها وغير مسموح لك وأنت غير عراقي أن تفتي بما لايعنيك و تحاول زرع النفس الطائفي في العراق الذي يمثل الشيعة فيه غالبية ساحقة لكن الجميع يشاركون في الحكومة وهو نموذج عليك أن تنصح الآخرين بالأقتداء به وليس معاداته .والأحرى بك ياسيدي أن ترفض أرسال الجيوش الأجنبية لقمع مظاهلرات سلمية وتدعم مطالب الشعوب المتطلعة للحرية بدل التحريض على أبناء هذه الشعوب الأحرار .

العراق النموذج
خامس الرافدين -

أخي الكاتب يجب أن تعلم أن العراق بلد حر ديمقراطي حكومته منتخبة تمثل كل أطياف و طوائف الشعب العراقي بعدالة و حسب نتائج صناديق الاقتراع أما أن الحكومة ورئيس الوزراء المنتخب بأرادة الشعب تابعين لأيران فهذااستهزاء بقيمة العراقيين و أصواتهم في انتخابات شهد لها العالم بالنزاهة فالسيد نوري المالكي حصل على أعلى عدد لأصوات الناخبين أما السيد علاوي فتشارك قائمته بالحكومة بتمثيل يناسب أصواتها وغير مسموح لك وأنت غير عراقي أن تفتي بما لايعنيك و تحاول زرع النفس الطائفي في العراق الذي يمثل الشيعة فيه غالبية ساحقة لكن الجميع يشاركون في الحكومة وهو نموذج عليك أن تنصح الآخرين بالأقتداء به وليس معاداته .والأحرى بك ياسيدي أن ترفض أرسال الجيوش الأجنبية لقمع مظاهلرات سلمية وتدعم مطالب الشعوب المتطلعة للحرية بدل التحريض على أبناء هذه الشعوب الأحرار .

إعلان حرب
عدنان شوقي -

((بينما المالكي يدين للفرس بالولاء الكامل)) هذا مثال واحد من أمثلة كثيرة على الغرور الذي أصاب السعوديين، بسبب أموال النقط كما يبدو، فيجعلهم ينسون أبسط أصول الحديث والتعامل الدبلوماسي. الكاتب ليس معارضا عراقيا مثلاً، وليس ناشطا سياسيا، بل هو كاتب ;شبه رسمي يمثل دولته بطريقة ما.. فكيف يجوز له أن يستخدم عبارات كهذه على زعيم دولة عربية أخرى؟؟؟

إعلان حرب
عدنان شوقي -

((بينما المالكي يدين للفرس بالولاء الكامل)) هذا مثال واحد من أمثلة كثيرة على الغرور الذي أصاب السعوديين، بسبب أموال النقط كما يبدو، فيجعلهم ينسون أبسط أصول الحديث والتعامل الدبلوماسي. الكاتب ليس معارضا عراقيا مثلاً، وليس ناشطا سياسيا، بل هو كاتب ;شبه رسمي يمثل دولته بطريقة ما.. فكيف يجوز له أن يستخدم عبارات كهذه على زعيم دولة عربية أخرى؟؟؟

أكثر من حجمك
الأمير س.ف -

ومن أنت ياآل الشيخ لتتكلم بأسم المملكة وكأنك وزير الخارجية، تسمح ولاتسمح وتهرج وتصرح أكثر من حجمك أعقل ولاتتعدى حدودك ،

أكثر من حجمك
الأمير س.ف -

ومن أنت ياآل الشيخ لتتكلم بأسم المملكة وكأنك وزير الخارجية، تسمح ولاتسمح وتهرج وتصرح أكثر من حجمك أعقل ولاتتعدى حدودك ،

مجرد رأي
السهم الملتهب -

اما حصول المالكي على الاغلبية لان اغلب العراق من الشيعة وكما هو معروف فان اغلب الشيعة ولاؤهم لايران وليس لاوطانهم فكان من الطبيعي ان يفوز المالكي الموالي لايران. عدنان شوقي - لاتعمم في حديثك والغرور موجود في كل مكان سواء في السعودية او مصر او...او... الخ

مجرد رأي
السهم الملتهب -

اما حصول المالكي على الاغلبية لان اغلب العراق من الشيعة وكما هو معروف فان اغلب الشيعة ولاؤهم لايران وليس لاوطانهم فكان من الطبيعي ان يفوز المالكي الموالي لايران. عدنان شوقي - لاتعمم في حديثك والغرور موجود في كل مكان سواء في السعودية او مصر او...او... الخ

حرية ايلاف مُستغلة
ابو الوليد -

يتصورون انهم يحسنون صنعا أو يبدون رأيا لكنهم كتاب طائفيون حد العظم..أحلامهم وردية على ورق جاف ليس فيه روح ويحبون الطغاة ولا يؤمنوا بتجربة العراق التي قتلت الصنم ومافيه من روح..كثيرون يخافون من تجربة العراق لأنهم يعلموا ان كل حركات يقول الكاتب ان مشكلته مع ايران ليست طائفية مذهبية وانما سياسية ،ثم يحشر المالكي بين السطور كونه شيعي مؤمن لا يلين ولأنه شخص بأن حرب البحرين كانت طائفية وستكون كارثية..الديمقراطية الجارفة في العالم بدأت كسيحة كحال العراق اليوم لكن ابناء الرافدين سيعلّمون العرب ابجدية الحروف وسوف تنهض المنامة من جديد لأنهم احفاد علي والحسين وأبناء لفاطمة الزهراء سيدة النساء ..هؤلاء الكتاب يستخدمون جريدة ايلاف لأن فيها فسحة من الحرية لا يحلمون بها في بلدانهم وتراهم يراوغون كثعلب ماكر دون ان يعلموا بان الله على كل شيء قدير وهو القائل وتلك الأيام نداولها بين الناس..

حرية ايلاف مُستغلة
ابو الوليد -

يتصورون انهم يحسنون صنعا أو يبدون رأيا لكنهم كتاب طائفيون حد العظم..أحلامهم وردية على ورق جاف ليس فيه روح ويحبون الطغاة ولا يؤمنوا بتجربة العراق التي قتلت الصنم ومافيه من روح..كثيرون يخافون من تجربة العراق لأنهم يعلموا ان كل حركات يقول الكاتب ان مشكلته مع ايران ليست طائفية مذهبية وانما سياسية ،ثم يحشر المالكي بين السطور كونه شيعي مؤمن لا يلين ولأنه شخص بأن حرب البحرين كانت طائفية وستكون كارثية..الديمقراطية الجارفة في العالم بدأت كسيحة كحال العراق اليوم لكن ابناء الرافدين سيعلّمون العرب ابجدية الحروف وسوف تنهض المنامة من جديد لأنهم احفاد علي والحسين وأبناء لفاطمة الزهراء سيدة النساء ..هؤلاء الكتاب يستخدمون جريدة ايلاف لأن فيها فسحة من الحرية لا يحلمون بها في بلدانهم وتراهم يراوغون كثعلب ماكر دون ان يعلموا بان الله على كل شيء قدير وهو القائل وتلك الأيام نداولها بين الناس..