إيران.. واللعب بالنار!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سعد بن عبدالقادر القويعي
حينما تدين دول مجلس التعاون الخليجي إيران، بتأجيج الأوضاع في منطقة الخليج، ومن ذلك على سبيل المثال: تدخلها السافر في شؤون البحرين، والكويت، عبر شبكات تآمرية؛ من أجل تحقيق أهدافها الإستراتيجية، وأطماعها. فإن هذه الإدانة، تشكل خطاً أحمر باللعب بالنار،
تمارسه إيران مع دول الجوار، عن طريق محاولات إثارة الفتن، والقلاقل على أراضيها، وانتهاك سيادة تلك الدول، واستقلالها، مما يزيد من حدة التوتر في هذه الدول.
تسعى إيران إلى إعادة رسم الخريطة الإقليمية، وخلق أجواء الحرب في المنطقة، وتأجيج الاضطرابات؛ بهدف إضعاف دول المنطقة، وزعزعة استقرارها، بما يضمن استعادة الدور الإيراني، وفقاً لمصالحها، وأجنداتها التوسعية، والذي سيلقي بانعكاسات سلبية على الأوضاع الأمنية.
إيران اليوم، هي - ذاتها - إيران الأمس. فالأهداف لم تتغيّر، وإن تغيّرت الآليات؛ لتنفيذ مخططاتها، وطموحاتها الفارسية - غير المشروعة - في المنطقة، وتحقيق أطماعها التوسعية، وإثارة، وتأجيج النعرات العرقية، والمذهبية، التي كانت سبباً في مشكلات إقليمية، بعد أن أعطتها بعداً طائفياً للأحداث. وهذا ما يؤكّده أكاديمي غربي - متخصص في الشؤون الدولية - يُدعى "باري روبان "، حيث يقول: "إن إيران تعمد إلى بسط نفوذها، من خلال ثلاث أدوات رئيسية، هي: الدعاية والتحريض، ودعم الجماعات العميلة لإيران، وتخريب قوة الدولة المستهدفة". وما جرى في لبنان، والعراق - سابقاً -، أو في البحرين، والكويت - لاحقاً -، يؤكّد: أن الصراع - للأسف - أخذ بعداً طائفياً مقيتاً.
يدرك العقلاء، أن هدف إيران الإستراتيجي، يتمثَّل - ابتداءً - في مشروع الهيمنة، والمد الإيراني، والسعي؛ لتوظيف المذهب الشيعي داخل المجتمعات السنية؛ لأطماع توسعية، - ومروراً - بمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية، والإسلامية، - وانتهاءً - بمشروع السيطرة على دول منطقة الخليج العربي. فإيران - باختصار - تحمل أجندة واضحة، تسعى من خلالها إلى بسط نفوذها؛ من أجل مصالحها، وتعزيز، وتثبيت نفسها ك"قوة إقليمية كبرى"، وإعادة بث الروح في مشروعها؛ لزعامة المنطقة.
إن إدراك أبعاد السياسة الإيرانية، والالتفات إلى حقائق الأمور, واستحضار المشروع الإيراني الذي استفحل خطره في الآونة الأخيرة، ومنع الانجرار وراء رغباتها في تأجيج الصراع الطائفي، مطالب مهمة - ولا شك -. فالتشيع الإيراني ليس إلا واجهة؛ لتحقيق أهدافها القومية المرتكزة على العنصر الفارسي، وهو ما أوضحه وزير الخارجية - الأمير سعود الفيصل، بأن: "التوجهات الإيرانية الأخيرة، تسير في الاتجاه الخاطئ".