رئيس الموساد الاسبق: اتفاق سلام اسرائيلي سوري سيضعف المحور الايراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رئيس الموساد الاسبق: اتفاق سلام اسرائيلي سوري سيضعف المحور الايراني ويضرب حماس وحزب الله ويقوّي المعتدلين
الناصرة
دعا رئيس جهاز (الموساد) الاسبق، الجنرال في الاحتياط، داني ياتوم، الحكومة الاسرائيليّة الى طرح مبادرة سياسية فورا، لانَّ البديل لها سيتمثل بمواجهة اسرائيل لاخطار كثيرة، بما فيها احتمال وصول انظمة معادية لها للسلطة في بعض البلدان العربية، ذاكرا خمسة تحديات امنية مركزية تقف امام الدولة العبريّة، يأتي بمقدمتها خطر نشوب حرب شاملة نتيجة تدهور الوضع مع حزب الله من جهة او مع سورية من جهة اخرى.
يشار الى انّ الجنرال احتياط داني ياتوم، (66 عاما)، حاصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسوب من الجامعة العبرية، وخدم في وقت مبكر في الجيش الاسرائيلي بدءا بوحدة الاستطلاع التابعة لهيئة الاركان العامة، وصولا الى وحدات المدرعات وقيادة الاركان، الى ان وصل الى منصب قائد المنطقة الوسطى، وسكرتير عسكري لوزير الامن، ورئيس الحكومة، وانتهاءً برئيس جهاز الموساد اواسط التسعينات من القرن الماضي، ورئيس القيادة السياسية - الامنية لرئيس الحكومة ووزير الامن. وقد عمل في السابق رئيسا لمعهد الدراسات الاستراتيجية في كلية نتانيا، وقدم محاضرات في شؤون الخارجية والامن امام افراد الجيش الاسرائيلي وفي مؤتمرات مختلفة، وانتخب عضوا في الكنيست لعدة دورات سابقة.
وقال ياتوم، في حديثٍ خاصٍ ادلى به للقناة الاولى الرسميّة في التلفزيون الاسرائيليّ انّ التحدي الثاني يتمثل في نجاح ايران بامتلاك قنبلة نووية، مما سيشكل تهديدا جديا لاسرائيل، الى جانب التحدي الثالث المتمثل فيما وصفه بـالارهاب، وصولا الى تحد رابع يتجسد في تنظيم القاعدة، الذي يواصل تمكين جذوره في الشرق الاوسط، وينسق مع التنظيمات المعادية لاسرائيل. واختتم ياتوم تحذيره بالقول: التهديد الاخير الذي تواجهه اسرائيل هو احتمال وصول انظمة معادية لها الى السلطة، لتحل محل الانظمة التي سقطت في مصر وبعض الدول الاخرى، ما يعني انه في غياب مبادرة سياسية اسرائيلية.
ويأتي حديث ياتوم هذا، في ظل مبادرة نادرة الحدوث، حين قرر عدد من الجنرالات ورجال المخابرات السابقين التقدم بمبادرة سلام اسرائيلية، بُنِيَت على ما يحدث في الشرق الاوسط، وتهدف الضغط على الحكومة الحالية لتجديد المحادثات مع الفلسطينيين، وتأتي ردا على مبادرة السلام العربية.
ومن ابرز المنادين بها الى جانب ياتوم رؤساء (الشاباك) السابقون يعكوف بيري وعامي ايلون وامنون شاحاك، ويدعون لاقامة دولة فلسطينية على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وشرقي القدس كعاصمة، ويطالبون بانسحاب من الجولان، وانشاء اجهزة امنية لوائية معا، وبالتعاون في المجال الاقتصادي. ووقَّع على المبادرة 40 شخصية اعتبارية اسرائيلية ممن يوصفون بقادة الرأي الجماهيري في مجالات مختلفة، منهم جنرال الاحتياط عمرام متسناع، يهودا بن مائير، وكوبي هوبرمان، وجميعهم موجودون على يسار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الخارطة السياسية، حيث ستكون حدود 1967 الاساس، وتفعيل تغيرات معتمدة لتبادل مناطق بنسبة لا تتعدى 7 بالمئة من اراضي الضفة الغربية. كما ستكون الاحياء اليهودية في القدس تحت السيطرة الاسرائيلية، وتنتقل احياؤها العربية للسيادة الفلسطينية، ولن يكون المسجد الاقصى تحت سيادة اي طرف، ويبقى الحائط الغربي (حائط البراق) والربع اليهودي في البلدة القديمة تحت السيطرة الاسرائيلية، وتقترح المبادرة تعويضات مالية للاجئين الفلسطينيين، والعودة الى دولة فلسطين، وباتفاق معين يتم اعادة عدد منهم الى اسرائيل.
ومع استمرار الجمود السياسي في الشرق الاوسط، يرى ياتوم في دراسته، فستواصل المنظمات المعادية نشاطاتها ضد اسرائيل، معتبرا ان عملية سياسية من شأنها التأثير على الجمهور في الدول العربية لدفعه لاختيار مرشحين وصفهم بـمعتدلين، يعتبرون السلام مع اسرائيل مصلحة لبلدانهم. علاوة على ذلك، اكد رئيس الموساد الاسبق، الذي امر باغتيال خالد مشعل في عمّان عام 1997، على انّ جوهر الصراع بين اسرائيل والعرب هو القضية الفلسطينية، لذلك فان استئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين يتعارض مع مصالح ايران والمنظمات المتحالفة معها، وهي التي ستحاول عرقلة اي توجه من هذا القبيل، كونها لا تقبل الاعتراف باسرائيل، ولا تعترف بوجودها في المنطقة.
وركّز على ان من شأن مبادرة سلام اضعاف اعداء اسرائيل، والاضرار بالمحور الايراني في المنطقة، كما ستفرض على الفلسطينيين العمل بقوة اكبر ضد حركتي حماس والجهاد لوقف عملياتهما ضد اسرائيل، كما ان التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي مع سورية سيؤثر على قوة ايران، ونفوذها في المنطقة العربية. كما سيؤدي هذا الاتفاق، برأي ياتوم، الى ضرب العلاقات بين ايران وسورية، واضعاف طهران، وعزلها اكثر، ما دام ان العناصر الاساسية لاي اتفاق سلام مع سورية ستتضمن نزع سلاح حزب الله، ووقف عملياته ضد اسرائيل.
مضافا الى ما ذكر اعلاه، يرى ياتوم، انَّ اسرائيل ملزمة بابداء اقصى درجات الحذر في تعاطيها مع قطاع غزة بسبب التطورات الخطيرة المتواصلة في الاردن تحديدا، محذرا من انَّ اي ضربة كبيرة لقطاع غزة ستحرج جدا النظام الاردني الذي يتعرض لاختبار صعب جدا.
واضاف ياتوم انَّ اسرائيل مطالبة باظهار الحساسية الشديدة ازاء ما يجري في الاردن، على اعتبار ان تغيير الواقع الحالي في الاردن ينذر بخسارة اسرائيل اوراق استراتيجيَّة من الطراز الاول لها، مشددا على انَّ التغيير في الاردن سيكلف تل ابيب اثمانا اغلى بكثير من التغيير الذي شهدته مصر في اعقاب الثورة المصريَّة. ويطالب ياتوم الحكومة الاسرائيليّة والشعب الاسرائيليّ بانْ يمعنوا النظر في الخارطة، ليتذكروا انَّ الاردن هو الذي يملك الحدود الاطول مع اسرائيل، علاوة على انَّ هذه الحدود قريبة جدا من المراكز الحضريَّة الاسرائيليّة، بخلاف الحدود مع مصر، على حد قوله.