حماس والثدي الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حماس والثدي الإيراني: الشعب يريد إرجاع الفطام
حمد الماجد
هل بدأت إيران تقطف ثمار دعمها لحماس؟ بعض المراقبين يرون أن تشيع عدد من الغزاويين مؤخرا هو واحد من هذه القطفات، فقد نشر موقع "العربية نت" نقلا عن موقع "عصر إيران" القريب من المحافظين في طهران أن المذهب الشيعي بدأ في الانتشار بغزة، وأن العدد وصل إلى المئات، كما صرح بذلك عبد الرحيم حمد وهو أحد المتحولين الغزاويين.
إن الناظر إلى أدبيات حركة حماس وجذورها الفكرية يستحيل أن يتصور أنها راضية بانتشار التشيع ناهيك أن توافق على أن يكون "التبشير الشيعي" في القطاع إحدى المقايضات للدعم الإيراني للحركة، فإذا كان الأمر كذلك فكيف فات على حماس استحالة ألا يكون التبشير للمذهب الشيعي في القطاع هو إحدى الأجندات الخفية التي ترمي حكومة إيران "المؤدلجة" إلى تحقيقها؟
إن مئات الفلسطينيين الذين تشيعوا سيتحولون بعملية حسابية بسيطة إلى ألوف ثم إلى عشرات الألوف وسيطالبون بوجود سياسي ومذهبي، وستكون هذه الفئة المتحولة شوكة في خاصرة الانسجام المذهبي المعروف للشعب الفلسطيني، وهو ما أكده "المتحول" عبد الرحيم حمد حين قال إن الشيعة الفلسطينيين سيلعبون دورا بارزا في إدارة هذه المنطقة مستقبلا!!
من حق دول المنطقة أن تضيق بالتقارب الحماسي الإيراني وهو الذي أدى إلى تعزيز النفوذ الإيراني في منطقة بالغة الحساسية ثم إلى التبشير بالتشيع، لكن السؤال المحوري المطروح هنا: هل توجهت حماس إلى إيران طائعة مختارة؟ من المعروف أن حماس لا تلقى قبولا من الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط مع أن الحركة تتفوق جماهيريا وتنظيميا وعسكريا على كل نظيراتها من المنظمات الفلسطينية بما فيها حركة فتح، ترتب على هذه العلاقة الفاترة بحماس الإحجام عن دعمها ماديا، فاستغلت إيران الفرصة ودخلت على الخط لتملأ الفراغ، فرضعت حماس من الثدي الإيراني خمس رضعات مشبعات لتغطية التزامات الحركة تجاه أعضائها والقطاع الذي تحكمه، وليس من حل سوى "الفطام".
لكن الفطام من الثدي الإيراني يستلزم توفير الثدي البديل، ولا نتوقع في الوقت الحاضر أن يوجد هذا البديل، ورغم أن حركة حماس تفوقت جماهيريا وعسكريا تظل السلطة الفلسطينية المنتمية لحركة فتح هي المعترف بها دوليا، مما يجعلنا نرجع للمربع رقم واحد وهو استمرار الدعم الإيراني واستمرار النفوذ السياسي الإيراني والمذهبي ما لم تعمد دول المنطقة إلى تفويت الفرصة على إيران من خلال تجسير وتطبيع العلاقة بحماس، ودفعها للعمل السياسي من خلال تمكينها من الحصول على حصتها السياسية الطبيعية التي تفرزها الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.
نعود للتشيع في قطاع غزة، فحين حذرت في مقال سابق وحذر غيري من التمدد الإيراني في مصر ونشاطها التبشيري الذي أثمر عن تشيع المئات من المصريين اعترض بعض المثقفين الشيعة وقالوا أليس من حق إيران أن "تبشر" بأيدلوجيتها وتدخل في منافسة التسويق للأفكار والعقائد؟ والأصل أن يكون الجواب بنعم، لكننا أشهرنا "لاء" كبيرة ضد إيران، لأنها دوما تعزف على سيمفونية الوحدة الإسلامية وعدم وجود فروق بين المسلمين سنة وشيعة، فإذا كان ذلك كذلك فما الحاجة إذن إلى رصد الميزانيات الضخمة للتبشير المذهبي و"تصحيح" عقائد المصريين والفلسطينيين، والاستغلال الدنيء لحاجة حماس لتطعن الشعب الفلسطيني من الخلف وتفتت وحدته المذهبية؟
التعليقات
تحية
نامق -خارج الموضوع..
واين العرب
ابو اليسر -اين العرب من غزة ، الشهداء يتساقطون ولم تحرك السعودية ودول الخليج ساكنا،تسارعوافي فرض الحظر الجوي على ليبياودخلت قوات درع لجزيرة للبحرين ووقفوا صامتيين أمام الهجمة الاسرائيلية على غزة هل يريدوناان ننتهي
حقيقة حماس
د محمود الدراويش -الاستاذ حمد الماجد لامس الحقيقة فيما كتب ,, لكن الامر المدهش ان الاعلاميين العرب يتحدثون عن حماس وكانها قوة عظمى مدججة بكل صنوف السلاح وقادرة على الاتيان بالمعجزات في منطقتنا ,, لكن الحقيقة غير هذا تماما ,, نحن نعرف توجهات حماس الفقهية والمذهبية ونعرف انها امتدادا ووليدا لحركة الاخوان المسلمين ,, وانها لا تلتقي مع فكر الشيعة وان التقت مع طروحاتهم السياسية ومواقفهم من الاحتلال ,, طبعا لا يمكن الفصل بين حدود السياسة وحدود المذهب قط فحماس تتجاوز حدود المذهب وتتحالف مع ايران وتطلب مساعدتها لضرورة المقاومة والمواجهة مع اسرائيا وايران تتجاوز حدود المذهب وتقدم دعما لحماس السنية وترى فيها حليفا سياسيا قد يؤدي خدمة ما لمصالح ايران في المنطقة ,,, انا اعتقد ان حماس حركة سنية ملتزمة بفقه السنة بل ومتزمتة ومتعصبة له , وهم مقاتلون يمكن وصفهم بالاسلاميين لما ينطوي عليه هذا التعبير من جرأة واقدام ونزاهة وقدرة على التحمل والصبر ,, واعتقد ان هذه هي حدود حماس وقدرتها , التي تتمثل في مقاتليها العقائديين ,, لكن حماس محاصرة من كل حدب وصوب وهم عراة وهدف يومي لطائرات المحتليين وخططهم ومؤامراتهم ,,ولا اعتقد انه صعب على الامة احتضان حماس ولا اعتقد انها عصية على الترويض العربي ان تصرف العرب معها وتم احتضانها ,,اذ بالقدر الذي تعزل فيه حماس من قبل العرب وتغلق الابواب في وجهها بذات القدر تقترب حماس من ايران ومصالحها في المنطقة ,, واذا كانت حماس ترضع من الثدي الايراني كما يتحدث الاستاذ جمعة فاية غضاضة في ان ترضع حماس من ثدي الامة وان تحاسبها الامة بعد اذ عن اخطائها وارتباطاتها خارج المنظومة العربية ,,, ان غزة تذبح ومحاصرة وتموت ببطيء وان حماس منظمة سياسي وعسكرية ربما لا يملك اعضاؤها قوت يومهم,, وعراة لا يملكون ما يسترون به عوراتهم الا بشق الانفس ,, ومحاصرون ويتم التضييق عليهم وهم في قفص الاسرائيليين والنظام العربي ايضا ,,, ان حماس لا تشكل خطرا على الامة ولا اعتقد انها تصطف الى جانب ايران وضد العرب ,, كما لم يصدر عنها ما يشير الى خدمة مصالح ايران او الاعتداء على امن العرب ودولهم واراضيهم ,,اذ يبدو انهم ملتزمون بالعمل فقط داخل الارض المحتلة وفي مواجهة الاحتلال وجبروته وهم لا يلتفتون الى ما يجري خارج حدود غزة الا بالقدر الذي له علاقة مباشرة مع قضية فلسطين والصراع مع المحتل ليس الا ,,, لقدتحالف
البحرين لا ترضع
نامق -اخي المحرر في هذا الباب لماذا تنشر تعليق الكاتب عندما يقول (حماس والثدي الأيراني) وتصف تعليقي (البحرين والثدي السعودي ..البحرين والثدي الاماراتي )بأنه خالف حدود النشر..لا ياأيلاف ماهكذا تورد الأبل ..لقد عرفتك حرة فكوني ياايلاف حرة ومستقلة..مع تحياتي