استياء شعبي عارم من كلمة مبارك لـ «العربية»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة - العرب
عمَّ الاستياء الشارع المصري، عقب استماعه لكلمة ألقاها الرئيس السابق حسني مبارك، هي الأولى بعد تنحيه، وأذاعتها فضائية "العربية"، ووصفها معارضون ونشطاء بأنها خطاب تمثيلي، لكن الرد الرسمي عليه لم يتأخر كثيراً فكان باستدعاء النائب العام لمبارك ولنجليه فوراً للتحقيق في قتل المتظاهرين أثناء الثورة.
وقال الدكتور محمد البرادعي، المرشح الرئاسي، في حسابه الشخصي على موقع "تويتر": "هناك محاولات مقيتة منذ اليوم الأول للثورة للالتفاف على مطالبها، والمصداقية اليوم على المحك"، في حين اعتبر الفريق مجدي حتاتة المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن الكلمة تعد استكمالا لمخطط أعداء الثورة وفلول النظام السابق.
وطالبت جماعة الإخوان المسلمين، مبارك بالكشف عن الأكواد السرية لحساباته في البنوك، وقال أحد قياداتها صبحي صالح: "عليه الكشف عن هذه الأكواد إذا كان صادقا في كلامه بشأن ذمته المالية"، مشددا على تمسك الجماعة بمحاكمته.
ووصف الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية، الكلمة بأنها محاولة لشق الصفوف، قائلا "أري أن توقيت الكلمة وطريقتها جزء من حملة مخططة لإحداث انقسام في المجتمع المصري".
وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية: "مبارك خرج علينا بكلمة لينفي بها الادعاءات والاتهامات التي تحدثت حول ثروته وثروة عائلته، في حين أن من أثار تلك الأقاويل لم تكن شخصيات بالداخل وإنما جهات أجنبيه"، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أكدت في أحد المؤتمرات الرسمية أن ثروة مبارك لا حصر لها داخل أميركا.
وأصدر "تحالف ثوار مصر"، بيانا قال فيه "إن الرئيس المخلوع المتهم بسرقة وتجريف مصر وقيادة عصابة من القتلة والحرامية لظلم الشعب المصري، أخذ يكرر كلمتين طوال خطابه وهما (قررت ووافقت) وكأنه ما زال يشعر أنه رئيس مصر.. شعرنا بأننا أمام ممثل بارع". وجاء في البيان: "لماذا أيها المبارك لم تذكر في خطابك التمثيلي أياً من شهداء الثورة، ولم تدافع عن نفسك ضد جريمة قتل أبناء مصر، وكانت فرصة لكي تبيع صديقك السفاح حبيب العادلي وتحمِّله كل المسؤولية عن قتل شهداء ثورتنا".
واعتبر البيان أن مبارك وافق على التحري عن أمواله بعد أن ظل أكثر من شهرين يخفي معالم جرائمه... وأنه يحاول إنقاذ ابنه وخرج بهذا الحديث قبل التحقيق مع جمال مبارك.
من جانبهم، سخر نشطاء على المواقع الاجتماعية من الكلمة التي ألقاها الرئيس المصري السابق، وقالوا في تعليقات ساخرة: "الشعب يريد إعدام الكداب"، "السماح لمبارك بالظهور في الإعلام قبل محاكمته مسرحية هزلية"، "خطاب غريب في توقيت غريب.. ربنا يستر"، "خطاب موجَّه إلى الأطفال وربات البيوت".
والرد الرسمي على الخطاب لم يتأخر أيضاً، فقد أصدر النائب العام قراراً بطلب حسني مبارك ونجليه للمثول أمامه للتحقيق، وأرسل خطاباً بذلك لوزير الداخلية لتنفيذ القرار.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة المصرية أن الكلمة المسجلة التي وجهها أمس مبارك من خلال قناة "العربية" لن تؤثر على الاجراءات التي تتخذها النيابة العامة لتحقيق الوقائع التي تضمنتها البلاغات المقدمة ضده وأسرته والتي سبق ان اتخذت النيابة بصددها اجرءات طلب تجميد الأرصدة في الداخل والخارج والمنع من السفر.
وقالت مصادر قضائية إن التحقيق مع الرئيس السابق وأسرته يتعلق بوقائع جرائم الاعتداء على المتظاهرين وسقوط قتلى وجرحى أثناء أحداث 25 يناير، ووقائع أخرى تتعلق بالاستيلاء على المال العام.
وكان مبارك قد قال، في رسالة صوتية بثتها قناة "العربية"، إنه ضحية لـ "حملات ظالمة وادعاءات باطلة" تستهدف الإساءة إلى سمعته، وأنه لا يملك أي أرصدة أو ممتلكات خارج مصر.
وأضاف أنه يوافق على تقديم "أي مكاتبات أو توقيعات تمكن النائب العام من خلال وزارة الخارجية من الكشف عما إذا كنت أنا وزوجتي وأي من أبنَيّ علاء وجمال نمتلك أي عقارات".