جريدة الجرائد

مبارك معتقل.. اللهم لا شماتة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الباري عطوان


المفاجآت تتواصل في مصر الثورة.. نحن امام لحظات تاريخية تستحق الوقوف امامها اجلالاً واحتراماً، لحظات تاريخية غير مسبوقة في منطقة عربية ابتليت بالديكتاتوريات والحكومات البوليسية القمعية.
نحن لا نعرف، ونحن نتابع التطورات المتتالية عما اذا كنا نعيش حلماً، ام اننا نشاهد الحقيقة بام اعيننا، فمن كان يصدق انه سيأتي هذا اليوم الذي نرى فيه الرئيس حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء خلف القضبان ومعهم كل رموز المرحلة السيئة التي تواصلت فصولها المرعبة طوال الثلاثين عاماً الماضية.
نستطيع ان نقول الآن، وبكل ثقة، ان الثورة المصرية المباركة اكملت انتصارها، وقطعت كل الشك باليقين، وفتحت صفحة جديدة ناصعة ومشرفة، ليس في تاريخ مصر فقط وانما المنطقة باسرها.
شهداء مصر الابرار الذين سقطوا برصاص القمع في ميدان التحرير، او شوارع المدن المصرية الاخرى، ايام الثورة المجيدة او قبلها، سينامون الآن قريري الاعين، وكذلك ذووهم، فالعدالة انتصرت لهم من الطاغية واولاده وادوات فساده وقمعه.
نهاية بشعة هي نهاية الرئيس مبارك وابنائه، نهاية بشعة لكل الذين فتكوا بالشعب المصري، وسرقوا عرق ابنائه الكادحين المعدمين، نهاية لمرحلة تقزمت فيها مصر ودورها ومكانتها، نهاية بشعة للسماسرة الذين باعوا شرف الانسان المصري وكرامته وثرواته للاعداء مقابل حفنة من الذهب والفضة.
نحن امام معجزة حضارية في بلد تجمدت نهضته الحضارية الممتدة لأكثر من سبعة آلاف عام بفعل الفاسدين والتجار ومنعدمي الضمير. لم يذهب زوار الفجر الى الرئيس مبارك واسرته، ولا الى اعضاء البطانة الفاسدة، بل شاهدنا اجراءات قضائية تحتكم الى حكم القانون في دولة اهين فيها القانون وقضاته لسنوات طويلة.
لم نشاهد جثة الرئيس مبارك تسحل في الشوارع او صفوت الشريف او احمد عز او حبيب العادلي او زكريا عزمي، ومعهم الصبيان المدللان علاء وجمال يضربون بالاحذية، او يتعرضون للتعذيب خلف القضبان مثلما كانوا يفعلون بخصومهم، بل شاهدنا اسلوبا حضاريا في التحقيق وسط اجراءات قانونية عادلة وفي حضور محامين، دون اي شماتة او رغبة في الانتقام.
لم يمثل الرئيس مبارك ونجلاه وبطانته امام محاكم خاصة او عسكرية، وانما امام محاكم مدنية، وقضاة مدنيين، على قدم المساواة، مثله مثل جميع ابناء الشعب.
حسني مبارك لم تحاكمه محكمة طائفية ثأرية منبثقة من رحم الاحتلال، وبدعم من الغزاة الامريكيين، وانما تحاكمه محكمة الثورة الشعبية المنبثقة من رحم ميدان التحرير رمز عزة الشعب المصري وكرامته.
' ' '
لا نعرف كيف سيتعاطى نجلا الرئيس وهما يقبعان خلف القضبان في سجن طرة مع اركان حكم ابيهم مثل صفوت الشريف واحمد نظيف وحبيب العادلي، وقد سقطوا جميعا من عليائهم، وباتوا رقما او ارقاما مثل بقية المساجين المدانين بجرائم ارتكبوها في حق بلادهم واهلهم، ولكن ما نعرفه هو انهم اصبحوا متساوين في كل شيء، ولم يعد هناك رئيس او مرؤوس، ولا حملة مباخر، ولا صحافة تعزف يوميا معلقات النفاق، ولا طعام خاص يأتي خصيصا للنسل المقدس من مطاعم فرنسا الفاخرة.
اللهم لا شماتة.. هذا هو لسان حال كل اهل الضحايا الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وارواحـــهم، من اجل هــذه اللحظـــــات التاريخــــية، من اجــــل بزوغ نجم مصر الجديدة، وانسانها الجديد، من وسط ركام القهر والاستعباد.
اللهم لا شماتة.. فهذا هو الرئيس مبارك المريض قيد الحراسة في سريره في المستشفى، وسيدته الاولى تمثل امام القضاة مدانة في ذمتها المالية ومتهمة باهدار اموال الشعب.
ماذا ستفيد عشرات المليارات التي نهبوها من اموال الشعب الفقير الذي يعيش اربعون مليونا من ابنائه تحت خط الفقر وباقل من دولارين في اليوم؟ هل فكر الرئيس وابناؤه وخبراء النهب والسلب والقمع في حكومته، انهم سيعيشون هذا اليوم الذين سيتساوون فيه مع كل المجرمين واللصوص والبلطجية خلف القضبان، وملياراتهم بعيدة جدا عنهم، يأكلون العدس والفول، ورغيف الخبز المعجون بالحصى والرمل وهو الرغيف نفسه الذي اجبروا الشعب على أكله في ذروة بطشهم وغرور قوتهم؟
الاموال المسروقة ستعود الى الشعب المصري صاحبها الحقيقي، ولكن ما يستحيل اعادته هو الارواح الطاهرة، لشباب مؤمن، ازهقها هؤلاء، وبالرصاص الحي، اثناء محاولاتهم مصادرة ارادة الشعب بالقوة، واطالة امد اقامتهم جاثمين على صدره، لامتصاص المزيد من عرقه ودمائه.
' ' '
انها العدالة التي انتظرناها، والشعب المصري معنا طويلا.. بل طويلا جدا، وها هي تأتي الينا في انصع صورها واشكالها، لتؤسس لفجر جديد سيمتد نوره الذهبي حتما الى المنطقة العربية بأسرها.
انه درس لكل الطغاة العرب ورجالاتهم قادة وافرادا في الاجهزة القمعية، وامبراطوريات فسادهم. درس لا نعتقد انهم سيستوعبونه ومفرداته البسيطة الواضحة السهلة على الفهم فنهايتهم لن تكون افضل من عميدهم حسني مبارك ونسله الفاسد، بل ربما تكون اسوأ كثيرا، حيث لن تنفعهم ملياراتهم ولا اجهزتهم القمعية، ولا صحافتهم واعلامهم المنافق حين يستعيد الشعب كرامته وقوته وتدنو لحظة الحساب. فلا حصانة للقمعيين والقتلة وسارقي اموال الشعوب وثرواتها بعد اليوم.
نكتب بعاطفة، وهذا حقنا، بل هــــذا واجبنا، فقـــــد انتــــظرنا هذا الانجاز العظيم والمشرف اكثر من اربعين عاما، وحان الوقت لكي نحتفل به، بل ونتبادل التهاني، انها ايام مـجــــيدة، هنيئا لنا ولكم وللامة بأسرها بمقدمها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصر العروبة
Arabi -

الحمد لله الذي بنعمة تتم الصالحات.اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على حمدنا اياك.اللهم ارنا في الدكتور كما اريتنا في مبارك.اللهم ان الدمتور قد تجبر وطغى اللهم ارنا فيه يوما اسودا.ماهو حال السيدة سوزان لو وقفت خلف القضبان.اه يا جمالو يوم قلت في المؤتمر من عاوز يرد على الصحفي الشاب.وتلك الايام نداولها بين الناس.اللهم لاشماتة.

الكيل بمكيالين
فاضل -

لو لا الاميركان لكان وضع العراق مثل وضع ليبيا الذين يحلمون وتحلم انت ايضالو تدخل امريكا وتخلصهم من نظام القذافي وسقوط الديكتاتور في العراق ادى الى سقوط هذه الانظمه الديكتاتوريه بعدان برهن لهم الامريكان ان سياسه تغير الشرق الاوسط اتية لامحال فلا تترحم على ديكتاتور ظلم شعبه لم تتجرا مرة واحده في حياتك ان تتعاطف مع ضحاياالبعث بل بالعكس تحاول كل مرة ان تبين بان بان صدام لم يكن ديكتاتورا لانك كنت من المستفادين من نظام البعث حبذا لو كان لديك صحوة ضمير وتدين النظام البعثي في العراق كما تدين نظام البعث في سورية وبقيةالانظمةالديكتاتورية ونقدك المبطن لنظام الحكم في العراق لا يقدم ولا ياخر لاننا سبقنا هذه الانظمة ب 8 سنوات ونظامنا منتخب ديمقراطي ان كان طائفيا فهذا بفضل قاده حماس وحزب الله (ايران)اللذان تمتدحهما ليلا نهارا وان كانو خونة وعملاء امريكا فلا تتوسلو بامريكا وحلف ناتو من اجل اسقاط القذافي على غرار اسقاط النظام العراقي وينتج عن ذلك نخبة جديدة من( العملاء)لامريكا في ليبيا

فاشلون واغبياء
khalil -

ان هذه المحاكمة هي اغبى واحقر طريقة لاخفاء الفشل الذي منيت به الثورة عندما عجزت عن حماية حقوق مصر التاريخية بمياه نهر النيل وتجلت قمة الفشل عندما اذعنت الحكومة الجديدة لاوامر كلينتون بحل امن الدولة وارجاع الغازالمصري لاسرائيل وعجزها ايضا باعادة الامن للشارع\\ وتقسيم الشارع المصري الى اغلبية معارضون للثورة يستحقون الموت وقلة مؤيدون ومدعومين اعلاميا يستحقون الحياة

نفس المصير
سوران -

بأذن الله سيكون لكل الحكام الفاسدين فى المنطقة نفس المصير وسينتظرهم القصاص العادل بحقهم, وعلى رأسهم, على صالح,القذافى,بشار,بوتفليقة وغيرهم من الدكتاتورية المنحطة.

صديق الطغاة القديم
عراقي يكره البعثيه -

السيد عطوان اصابة مرض تضخم الشخصيه واصبح يتصور ان الشعب العربي من المحيط الى الخليج ينتظر مقالاته بفارغ الصبر ويدعوا الله في المساجد والبيوت ان يمكن الله سبحانه وتعالى للسيد عطوان كتابة مقال لتخرج الشعوب العربيه تهلل وتكبر وهي ترفع نسخ من المقال الجديد للمحبوب الوحيد والشريف النزيه عطوان .. ياسيد عطوان بما انك تتبنى الثوره المصريه وتعتبرها من نتائج كفاحك ضد مبارك وبما ان مبارك في السجن الان فهل تستطيع ان تزور مصر او العراق او اليمن او سوريا؟ ان قلت نعم فاريد ان اراك هناك حتى اتيقن ان الشعب العربي يؤيدك في ماتكتب او ان تقول لااستطيع فكيف تكتب لشعب يكرهك ويكره ماضيك الاسود في الترويج للطغاة والمجرمين وحين يسقطوا تتنصل عنهم وتلبس ثوب المدافع عن الشعب والفرح بسقوطهم؟ ياعطوان ان تكتب لنفسك فقط ولااحد يعيرك اهميه لان الشعب العربي حفظ تاريخك عن ظهر قلب وتمجيدك الطغاة ايام جبروتهم وفرحك بسقوطهم كما هذه المقاله .. الشعب العربي لايحترم المنافقين

عطوان وبس
ادهم -

والله ومصدق حالك يا عطوان وانت بتشمت في مبارك. مبارك دكتانور وانت أيضا دكتاتور تحكم من كرسي رئيس التحرير 25 سنة ولم تشبع. 25 سنة القدس اللندنية تصدر كل يوم باسم واحد هو اسمك. لا مدير تحرير ولا سكرتير تحرير ولا مدير توزيع ولا أحد الا حضرتك رئيس تحرير. لو دامت لغيرك ما وصلتلك. هل أعددت الوريث أم لا؟

عطوان وبس
ادهم -

والله ومصدق حالك يا عطوان وانت بتشمت في مبارك. مبارك دكتانور وانت أيضا دكتاتور تحكم من كرسي رئيس التحرير 25 سنة ولم تشبع. 25 سنة القدس اللندنية تصدر كل يوم باسم واحد هو اسمك. لا مدير تحرير ولا سكرتير تحرير ولا مدير توزيع ولا أحد الا حضرتك رئيس تحرير. لو دامت لغيرك ما وصلتلك. هل أعددت الوريث أم لا؟

Persians revolutions
Lebanese -

Persains revolutions eating arab world trough the rented traitors,and its agents Qatar, Hamas, Ikhwan devils, Al-Qaida, the enemeis of allah and the butchers syrian regime ways of freedom, liberty, democracy of Nazi''s butchers regime and hands on the arab oil , Alarab ended here under Persians rented traitorssYa Arab keep crying in your caves

Persians revolutions
Lebanese -

Persains revolutions eating arab world trough the rented traitors,and its agents Qatar, Hamas, Ikhwan devils, Al-Qaida, the enemeis of allah and the butchers syrian regime ways of freedom, liberty, democracy of Nazi''s butchers regime and hands on the arab oil , Alarab ended here under Persians rented traitorssYa Arab keep crying in your caves

عطوان
aljaaly -

يعلم عطوان بأن الرئيس مبارك وعائلته شجاعاً ولست جبناء لو كانوا كذلك لغادروا مصر من زمان برقم الترحاب من دول عديدة ولكن مبارك احترامه لتاريخه واحترم لعقيدته العسكرية وايمانه بموقفوارفض الخروج من مصر. وهو الذي قال ولد فى مصر وسوف يموت فى مصر.ثانياً الكاتب يتحدث عن المليارات نفترض هنالك مليارات .ولكن فى حالة ثبت ذلك غير صحيح هل عندك الشجاعة للآعتذار ليس لمبارك لكن لشخصك ايضاً. عموماً التاريخ هو من يحكم على مبارك . شكرا محمد / السودان

the truth
the truth -

تماما يا استاذ بارى و لكن ما رأيك فى اسامة بن لادن و عبود الزمر ابطال ولا يستحقوا المحاكمة

عطوان
aljaaly -

يعلم عطوان بأن الرئيس مبارك وعائلته شجاعاً ولست جبناء لو كانوا كذلك لغادروا مصر من زمان برقم الترحاب من دول عديدة ولكن مبارك احترامه لتاريخه واحترم لعقيدته العسكرية وايمانه بموقفوارفض الخروج من مصر. وهو الذي قال ولد فى مصر وسوف يموت فى مصر.ثانياً الكاتب يتحدث عن المليارات نفترض هنالك مليارات .ولكن فى حالة ثبت ذلك غير صحيح هل عندك الشجاعة للآعتذار ليس لمبارك لكن لشخصك ايضاً. عموماً التاريخ هو من يحكم على مبارك . شكرا محمد / السودان

أي نعم
Mouloud -

أي نعم يا أستاذ عبد الباري تلك هي قدرة الله. والله إني أحبك يا أخي عبد الباري لنضالك ومواقفك ونزاهتك. الله معك.

ألسيد عطوان
Ali -

ألسيد عطوان لقد قلنا لك سابقآ أن ألثورات جاءت لتغيير ألحكام ومن لف حولهم

أي نعم
Mouloud -

أي نعم يا أستاذ عبد الباري تلك هي قدرة الله. والله إني أحبك يا أخي عبد الباري لنضالك ومواقفك ونزاهتك. الله معك.

الأسود و ال..
مصري حقيقي -

مقال يفيض بالغل و الحقد ..علي الأقل مبارك حارب اسرائيل بدمه ثلاثة حروب و لم يسترزق من فلسطين و يحارب بطول لسانه ....