أسلحة القذافي سببت عاهات لليبيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة - فتحي زرد
قال الأطباء المصريون العائدون من مدينة مصراته الليبية إن سلطات بلادهم قصرت في التدخل في الأزمة الليبية وحماية الأمن القومي للقاهرة، كما اتهم هؤلاء الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأنه حاول إيهامهم بأنه وراء عودتهم على عكس الحقيقة، واصفين الوضع الإنساني في مصراته وليبيا بالكارثة وأن أسلحة الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي سببت عاهات مستديمة للمواطنين الليبيين.
وقال الدكتور سعودي زمزم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، في كلمته خلال المؤتمر الذي عقدته لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب تحت عنوان: "شهادات من ليبيا الجريحة.. صرخة من مصراته"، مساء الاثنين، إن الوضع في ليبيا كان مواتياً للقيام بعمليات تدخل عسكري قبل حتى تدخل قوات حلف الناتو، ورغم ذلك تخاذل المسؤولون وتركوا منظمات المجتمع المدني واتحاد الأطباء العرب يقومون بذلك الدور.
وقال إنه رغم تدخل حلف الناتو لحماية الثوار من قوات القذافي الغاشمة فإنه يلعب لعبة قذرة تدل على أن القائمين على أموره تجار سلاح في المقام الأول، لأنه لا يبادر بالهجوم وإنهاء الحرب ولكنه يستنزف قوة القذافي وذخيرته ويسمح له في الوقت نفسه بشراء سلاح جديد عن طريق الدول المحيطة به كالجزائر وتونس ومالي، في حين أن قوات الثوار هي الأخرى تقوم بشراء سلاح تسمح سفن الناتو بدخوله وترفض دخول المساعدات الطبية والغذائية عن طريق البحر، مؤكداً أن ليبيا عانت على مدار 42 عاما من اللانظام لدرجة أن الليبيين لا يعرفون ما يريدونه وهناك حالة كبيرة من العشوائية في التصرفات لدرجة أعاقت الأطقم الطبية عن إحداث ترابط بين المستشفيات التي يسيطر عليها الثوار.
وقال الدكتور حمزة عماد الدين إن التعتيم الإعلامي المفروض على منطقة الحصار بمصراته تسبب في عدم توصل الأطباء التابعين للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب إلى العدد الحقيقي للمصابين، لأن المدينة عبارة عن مناطق متفرقة يسيطر القذافي على معظمها ويترك البقية من دون مرافق حقيقية لدرجة أنه قام بقصف المستشفيات الحكومية والخاصة وأجبر الأطباء في بعض المراكز الطبية المتنقلة على ترك أماكنهم مما اضطرهم إلى إقامة عيادات خاصة والتي لم تستطع ملاحقة العدد الهائل من المصابين يوميا.
وأشار الدكتور حمزة إلى أن مخيم اللاجئين المصريين في مصراته للأسف به حالات عديدة من المصابين ب"الجرب" والإسهال المستمر نتيجة الجو غير الصحي المحيط وقلة عدد الأطباء، مشيراً إلى أنهم أرسلوا نداءات عديدة للجامعة العربية والسفارة المصرية بليبيا ولكن للأسف استغاثاتهم لم تجد من يجيبها.
وقال أحمد حمد، رئيس مكتب لجنة الإغاثة في ليبيا، إن القذافي تسبب في وجود حالة من التخلف في الدولة الشقيقة فرغم أنها دولة نفطية يبلغ إجمالي إنتاجها 1.6 مليون دولار يومياً فإن المدن الليبية أشبه بعشوائيات القاهرة، وأنه استخدم أقصى درجات القوة لقمع المواطنين لدرجة أن الإصابات كانت في شريان الرقبة وشرايين الصدر والرأس وهو ما يدل على أنها صدرت من قناصة محترفة، وأضاف أن قوات المرتزقة كانت تستخدم رصاصا بحجم نصف بوصة وأنواعا أخرى من الرصاص مخصصة ضد الدروع وهو ينفجر داخل الجسم بمجرد دخوله مما تسبب في حدوت تهتك كامل في مختلف أعضاء الجسد التي تستأصل على الفور، فضلاً عن إصابات أخرى نتاج ضربات من دبابات ومدافع مضادة للطيران.