جريدة الجرائد

القذافي والاتحاد الإفريقي.. أموال وثروات ووظائف ومرتزقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بشرى الفاضل

رغم المحاولات التي بذلها وفد الوساطة الإفريقية من أجل حل الازمة في ليبيا خلال اليومين الماضيين، فإن الاتحاد الإفريقي ليس بعيدًا تماما عن صورة الانقسام التي تميزت بها المواقف الدولية من الأحداث الجارية في ليبيا، فبينما رحبت بعض البلدان بالتدخل الغربي لإسقاط نظام القذافي رأت دول أخرى ظلت خلال السنوات الماضية حليفة لهذا النظام أن الحوار هو الوسيلة التي يمكن من خلالها حلحلة الوضع، بينما تواترت أنباء عن عروض قدمتها دولا مثل السنغال وكينيا وأوغندا لاستضافة القذافي على أراضيها. وشكل الاتحاد الإفريقي الشهر الماضي لجنة لمتابعة الوضع في ليبيا ضمت جنوب إفريقيا والكونغو وموريتانيا ومالي وأوغندا. ودعت اللجنة اثر اجتماعها في 19 مارس في نواكشوط الى "الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية"، وذلك غداة بدء التحالف الدولي تحركه العسكري في ليبيا تنفيذه للقرار 1973 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين الليبيين.
-----------------------------------------------------------
حل تفاوضي
فى الخامس والعشرين من مارس الماضي عقد الاتحاد الإفريقي اجتماعا مهما في اديس ابابا في محاولة للتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة في ليبيا، بمشاركة وفد حكومي ليبي وممثلين للاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ودول منظمة المؤتمر الإسلامي. وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ في خطاب الافتتاح أن "الوضع السائد ليبيا بالغ الخطورة بالنسبة إلى هذا البلد وأيضا بالنسبة إلى المنطقة برمتها". وأوضح بينغ أن هذا الاجتماع يهدف إلى "تسهيل تبادل وجهات النظر في اتجاه تحرك حول الوضع في ليبيا والبحث عن السبل والوسائل لتجاوز الأزمة سريعا". ورفض الاتحاد الإفريقي "التدخل العسكري الخارجي" المستمر في ليبيا ودعا الأطراف الليبيين إلى "الحوار".
وأضاف بينغ "كلما طال النزاع ازداد الخطر، من هنا تنبع أهمية الإسراع في السعي إلى حل دائم للازمة، مع احترام الوحدة الوطنية وسلامة أراضي ليبيا والتطلعات المشروعة للشعب الليبي". وذكر بأن لجنة الاتحاد الإفريقي "أعدت خارطة طريق واقعية وملائمة في الوقت نفسه" تقترح "الوقف الفوري لكل الأعمال العسكرية" و ldquo;تعاون السلطات الليبية المعنية لتسهيل ايصالrdquo; المساعدة الإنسانية وldquo;حماية المواطنين الأجانب بمن فيهم العمال الأفارقة المهاجرونrdquo;.
وأوضح بينغ أن الخارطة تلحظ أيضا "تبني إصلاحات سياسية ضرورية لإزالة أسباب الأزمة الراهنة وتطبيقها"، معتبرا أن "الاتحاد الإفريقي شدد على الدوام على مشروعية مطالبة الشعب الليبي بالديمقراطية". وأكد ان المنظمة الإفريقية "تنوي إدراج تحركها في شأن ليبيا في اطار شراكة مع كل الفرقاء الدوليين المعنيين" بهدف التوصل إلى "ادارة مرحلة انتقالية ينبغي أن تفضي إلى انتخاب مؤسسات ديموقراطية".
-----------------------------------------------------------
ملك ملوك إفريقيا
ترى بعض الدول ان علاقاتها القوية بليبيا تمنعها من تأييد الضربات الغربية، مثل تنزانيا على سبيل المثال. يقول الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني لصحيفة ldquo;أوغندا تايمزrdquo;: "في الوقت الذي جاء فيه القذافي للسلطة عام 1969 كنت طالبًا جامعيًا بتنزانيا. رحبنا بحركته لأنه كان على طريق القومية للزعيم جمال عبدالناصر. لكن سرعان ما نشأت مشاكل مع القذافي فيما يتعلق بأوغندا بلدي والقارة السوداء. فهو ساند وقتها عيدي أمين الذي جاء للسلطة عام 1971م في أوغندا وكانت المساندة بسبب أن عيدي أمين مسلم وفي الفترة من عام 72م إلى 79 أرسل القذافي جنودًا إلى عيدي أمين الذي كنا نحن نحاربه في الجبهة الأوغندية الوطنية للتحرير. أذكر ان طائرة (توبوليف- تو 22) حاولت قصفنا لكن الطيارين الليبيين ألقوا القنابل في بوروندي، وذلك خوفًا من مضادات الطائرات لدينا التي أسقطت طائرات لعيدي أمين. لقد تم القبض على العديد من الجنود الليبيين وبواسطة التنزانيين تمت إعادتهم من جديد إلى ليبيا. كان هذا من أخطاء القذافي ضد شعب أوغندا وشرق إفريقيا".
يضيف موسيفيني ان الخطأ الثاني الكبير للقذافي هو الدفع تجاه تأسيس اتحاد الولايات الإفريقية، حيث دعا القذافي الاتحاد الإفريقي لتكوين حكومة واحدة للقارة الإفريقية فورًا. كان ذلك في عام 1999م. لم يكن القادة الأفارقة يرغبون في إحراج القذافي لكنه بدا مثل شخص يتكلم مع شخص ناضج مثله كما لو انه يتكلم مع طفل في روضة الأطفال كان يقول لنا: ldquo;يجب القيام بهذا وعدم القيام بهذاrdquo;، وحاولنا جاهدين أن نوضح للقذافي أن إنشاء حكومة إفريقيا مسألة صعبة المنال على المدى القريب والمتوسط، ويجب التركيز بدلًا عن ذلك على المجال الاقتصادي والفيدراليات الإقليمية ما أمكن. لكن القذافي لم يكن يستمع للانتقادات؛ ولم يكن يحترم قوانين وقرارات الاتحاد الإفريقي التي يتم إقرارها من قبل كل قادة الدول الإفريقية الآخرين، الأمر الذي جعل بعض القادة يعارضونه بشكل علني ويقفون ضد مواقفه الخاطئة. وبالتعاون مع الآخرين كان يتم الوقوف ضد تلك المواقف. والخطأ الثالث كان في زعم القذافي أنه ملك ملوك إفريقيا، وذلك بالتدخل في الكثير من الشؤون الداخلية للدول الإفريقية مستخدمًا المبالغ القليلة من المال التي يقدمها لهذه الدول. فعندما يئس القذافي من استمالة القادة السياسيين في الاتحاد الإفريقي لجأ إلى السلاطين المحليين وهم قادة مجتمعات وقبائل في إفريقيا -مثل شيوخ القبائل في العالم العربي- وقد حذرت معمر القذافي في أديس ابابا بأننا سنتخذ خطوات ضد أي سلطان يعمل بالسياسة، لأن ذلك ضد دستورنا. وقمت بحراك داخل الإتحاد الإفريقي أدى إلى حذف كل مداخلات سلاطين إفريقيا (قادة الثقافات المحلية) من سجلات مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي باديس أبابا. وكان القذافي قد دعاهم إلى ذلك المؤتمر من وراء ظهر قادة الدول.. الخطأ الرابع الكبير للقذافي هو تجاهله مثل الكثيرين من القادة العرب لمشاكل مواطني جنوب السودان في الحرب الطويلة مع الشمال، ولكن زيارة معمر القذافي للخرطوم مع الرئيس حسني مبارك لنصح البشير بضرورة الالتزام بنتيجة الاستفتاء كان من النقاط الإيجابية التي تحسب مع ذلك لصالح القذافي.
-----------------------------------------------------------
الزعيم ودعم الثورات
قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني لصحيفة "أوغندا تايمز" انه: فيما يتعلق بعلاقة القذافي بالإرهاب فهو كما بعض الراديكاليين لا يفرقون أحيانا بين الإرهاب والكفاح من أجل التحرير فنحن في حركاتنا بإفريقيا لم نقم أبدًا بمهاجمة غير المقاتلين.
هذه هي النقاط السلبية في مسيرة القذافي مع الوطنيين الأفارقة، لكن للقذافي مع ذلك نقاط إيجابية عديدة إذا تكلمنا بموضوعية فهو لديه نزعة وطنية تجنح إلى الاستقلالية عن الغرب.
ساعد القذافي حركات مسلحة في إفريقيا عديدة ففي عام 1981م منح القذافي على سبيل المثال حركتنا التحريرية في أوغندا 96 بندقية و100 لغم مضاد للدبابات وكان هذا الدعم مفيدًا لحركتنا. وقد قام بذلك بدون استشارة للغرب أو موسكو وساهم القذافي في زيادة سعر البترول فعندما جاء إلى السلطة كان سعر البترول 40 سنتًا فقاد حملة وقتها بضرورة امتناع العرب عن بيع بترولهم ما لم يزد الغرب الأسعار وأعتقد أن السعر ارتفع وقتها إلى 20 دولارًا للبرميل. وبنى القذافي ليبيا الحديثة. لم تتح لي الفرصة لفحص الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لليبيا لكنني عندما كنت هناك رأيت شوارع معبدة جيدًا. من الذي شيد هذه الطرق ومصافي البترول كما في البريقة.
فيما يتعلق بالأزمة الراهنة يجب التفريق بين المظاهرات العادية والتمرد.لا يجب على الحكومات قمع المظاهرات العادية بالقوة لكن ما حدث في ليبيا حين استولى المتظاهرون على الأسلحة تحول الأمر إلى تمرد، وما كان يجب ان تتطور الامور الى تدخل خارجي ضد الحكومة، بل يجب ترك ذلك لاستراتيجيات المتمردين أنفسهم في التعامل مع حكوماتهم. أنا أتحسس للغاية ضد التدخل الخارجي في الدول الإفريقية فلو كان التدخل الخارجي مفيدًا لأفاد بلداننا التي شهدت اكبر تدخل خارجي في شؤونها. ثانيًا إذا أجازت الدول الغربية ومجلس الأمن التدخل وفرض منطقة حظر طيران على بلد صغير مثل ليبيا فماذا ستفعل مع بلد كبير مثل الصين هل ستقوم بحظر طيران على ذلك البلد إذا حدثت أحداث مماثلة لتلك التي حدثت بليبيا؟.
ظل الغرب يكيل بمكيالين ففي ليبيا فرض منطقة حظر طيران وقد ظللنا ننادي بفرض منطقة حظر طيران في الصومال دون جدوى.
-----------------------------------------------------------
أزمة البطالة
تعيش بعض البلدان الفريقية في حالة قلق من موجة بطالة، حيث فقد العديد من العمال عملهم فجأة في ليبيا وبدأوا يعودون إلى أوطانهم، مما يزيد جيوش العاطلين عن العمل أساسًا في تلك البلدان. وفي هذا الخصوص يقول ديفيد شين السفير الأمريكي السابق في إثيوبيا إن أعداد المرتزقة المجندين لكتائب القذافي مبالغ فيها ولكنه قلق حول ماذا سيفعل الأفارقة الذين كانوا يعيشون في ليبيا عندما يعودون لأوطانهم فجأة. إن نحو 20% من سكان ليبيا هم من الأفارقة جنوب الصحراء وكانوا قد هاجروا إلى ليبيا من أجل العمل في هذه الدولة النفطية.
وهنالك ضرر آخر من الأحداث في ليبيا على إفريقيا جنوب الصحراء فالقذافي وحكومته يسيطرون على بلايين الدولارات من الاستثمارات عبر إفريقيا في هيئة فنادق ومحطات وقود ومزارع دواجن، كما في توجو وشركات اتصالات وتعدين في النيجر وغير ذلك. حيث يقول السفير الأمريكي السابق شين إن تمويل هذه الشركات سيتم ايقافه في حالة سقوط نظام القذافي.
-----------------------------------------------------------
القذافي وأوغندا
كانت أوغندا أول دولة تقول أنها سترحب بالزعيم الليبي إذا طلب الخروج للمنفى، حيث عرضت اللجوء على القذافي إذا رضخ للمطالبات الدولية بالتنحي، فقد ذكر تاميل ميروندي المتحدث باسم الرئاسة الأوغندية أنه سيسمح للزعيم الليبي بالعيش في أوغندا إذا اختار هو ذلك. وأضاف ميروندي الذي يتحدث نيابة عن الرئيس يوري موسيفيني يقول إنهم لا يمانعون في منح الباحثين عن اللجوء السياسي هذا الحق. ويمكن للجوء السياسي أن يكون حلًا للقذافي كما سيساعد ذلك أوغندا بالحصول على حظوة لدى الغرب، الذي تبحث حكوماته عن مخرج من هذه الأزمة في ليبيا. وهذا المقترح من أوغندا ربما يساعد حكومتها في المزيد من المساعدات الغربية.
أظهر الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني مساندة للقذافي في الأسابيع الأخيرة، حيث نادى بإنهاء الضربات الجوية على مواقع الجيش الليبي وأثنى على قيادة القذافي في خطاب مطول على الرغم من تضمينه لبعض الانتقادات في ذلك الخطاب.
العلاقة بين الرئيسين الأوغندي والليبي لها تاريخ طويل ففي سبعينيات القرن الماضي قام العقيد الليبي بدعم الديكتاتور الأوغندي السابق عيدي أمين بالمال والسلاح وفيما بعد، وبعد أن قام موسيفيني بالمساعدة في إقصاء عيدي أمين أقدم العقيد الليبي على مساعدة يوري موسيفيني وحركته المسلحة التي جاءت به للسلطة عام 1986م وتبادل الزعيمان منذ ذلك الحين التشريفات إذ قام القذافي عام 1988م بمنح الرئيس موسيفيني قلادة الفاتح أعلى وسام ليبي وفي عام 2004م رد موسيفيني التحية بمنح القذافي وسام ldquo;كاتونجاrdquo;، وهو أعلى وسام عسكري في أوغندا.
وكان العقيد القذافي يكثر من زيارة مملكة (تورو) التقليدية القبلية بغرب أوغندا وعندما تكررت زياراته اتهمته الصحف المحلية بعلاقة مع الملكة الأم لمملكة تورو، وقد نفيت هذه العلاقة وقدم الصحفيون الذين روجوا لهذه الشائعة للمحاكمة.
لكن العلاقات بين الزعيمين أصابها الفتور في السنوات الأخيرة، وذلك لاتهام موسيفيني للزعيم الليبي بأنه يثير النعرات القبلية في إفريقيا جنوب الصحراء.
وعندما حدثت اضطرابات في عام 2009م بين المواطنين في منطقة (بوغندا) بأوغندا اتهم موسيفيني جهات أجنبية بأنها وراء الأزمة في إشارة للزعيم الليبي وتدخلاته وأمواله.
والعلاقة بين موسيفيني والقذافي لم تكن دائمًا على ما يرام ففي عام 2007م وقف موسيفيني ضد مشروع القذافي لتكوين حكومة إفريقية جامعة. وفي عام 2008م جمع القذافي 200 من السلاطين الأفارقة المحليين ببنغازي حيث تم تتويجه ملكًا لملوك إفريقيا.
وتدهورت العلاقة بين الزعيمين الأوغندي والليبي عام 2008م عندما جاء الزعيم الليبي وافتتح مسجدًا بسعة 15 ألف مصل وهو مسجد موله القذافي وسماه باسمه مستكملًا عملًا كان قد بدأه في عهد عيدي أمين. وتعرض الرئيس الأوغندي أثناء الزيارة لحادثة تفجير وسط حرسه وقطع القذافي الزيارة وغادر أوغندا دون أن يخطر الرئيس موسيفيني في خرق واضح للبروتوكولات، وبعد ذلك بثلاثة أشهر طلب الرئيس الأوغندي عونًا من الولايات المتحدة قائلًا إن القذافي يخطط لاغتياله. وتسربت هذه المعلومة عن طريق وldquo;يكيليكسrdquo;.
لقد لاحظ موسيفيني أن العلاقات بينه وبين العقيد القذافي تدهورت وأنه بات يخشى أن يهاجم القذافي طائرته وهي في الجو في أي من رحلاته. جاءت هذه المعلومات عن الرئيس الأوغندي في رسالة لأحد الدبلوماسيين الأمريكيين عام 2008م.
ولكن وبعد اكتشاف النفط بكميات تجارية في حوض بحيرة البرت بأوغندا عادت العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها. وأصبحت ليبيا راغبة في الاستثمار في مصفاة بسعة 150 ألف برميل يوميًا في أوغندا. واليوم تدخل العلاقة بين الزعيمين مرحلة جديدة، فلو اختار القذافي المنفى فهو لن يختار أوغندا فأوغندا من الدول الإفريقية الثلاثين الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية وهي المحكمة التي يبحث مدعيها العام لويس أوكامبو منذ أسابيع في إمكانية توجيه تهم بجرائم ضد الإنسانية للزعيم الليبي معمر القذافي. هنالك دول إفريقية ليست أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وتشمل أنجولا وغينيا الاستوائية واريتريا وإثيوبيا ورواندا وزيمبابوي.وهي ربما تكون ملاذًا آمنًا لمعمر القذافي لكن أي من هذه الدول لم يعرض حق اللجوء للزعيم الليبي الحائر، وإذا عرضت فربما لا يقبل.
-----------------------------------------------------------
أزمة النازحين والمرتزقة
يقول الكاتب السنغالي درو هنشو تعليقا على الأحداث في ليبيا ان دول الجوار الجنوبية لليبيا تبدو غير مستعدة للتعامل مع موجة النازحين، خاصة العاملين ممن سيفقدون أعمالهم والذين بدأوا في الخروج من ليبيا.
ويضيف: تقع مدينة (دركاو) الصحراوية في النيجر على بعد 1600 كيلومتر من مدن ليبيا الساحلية التي يجري حاليًا فيها القتال، لكن دركاو تخشى حاليًا من تدفق النازحين إليها من ليبيا وهي مدينة فقيرة فالمعارك الجارية بليبيا من المتوقع أن ترسل إلى هذه المدينة موجات وموجات من النازحين.
يقول الباحث جيريمي كينان من مركز لندن للدراسات الإفريقية إن المجتمع الدولي ليس مستعدًا لمساعدة مدن الجنوب مثل دركاو لمواجهة سيل النازحين إليها. ويقول كينان إن القلق الرئيسي يجب أن يكون من المرتزقة فالعقيد القذافي قد استقدم بضعة آلاف من المرتزقة من الدول جنوب الصحراء ويضم جيشه أيضًا نحو 10 آلاف جندي تم تجنيدهم من مجتمعات الطوارق البدو الذين يجوبون الصحاري طلبًا للرعي عبر ليبيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو. ويضيف كينان إنه إذا سقط نظام القذافي فإن هؤلاء الجنود الذين أحضرهم القذافي لجيشه لن يكون لهم مخرج آخر غير العودة لأوطانهم ، ويمكنك أن تتصور عودة نحو 10 آلاف مقاتل من رجال الطوارق المقاتلين المسلحين الذين أصبحت لديهم خبرات قتالية؛ إلى بلدان هي أصلًا غير مستقرة سياسيًا وتشهد تجاذبات واضطرابات في داخلها بدرجات متفاوتة ولا يحتاج الأمر لخيال كبير، فقد نرى هذه القوات وقد سيطرت على الصحراء الوسطى لإفريقيا والساحل الشمالي دون صعوبات تذكر.
الصحراء أساسًا منطقة عدم استقرار حتى قبل أحداث ليبيا. وفرع القاعدة المعروف باسم القاعدة في المغرب الإسلامي يقوم عن طريق اختطاف عمال الإغاثة والسياح بالحصول على ملايين الدولارات من أجل عملياته الإرهابية.وهذه الصحراء تشهد أيضا عمليات تهريب ونقل للكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا.
هناك قلق في كل السودان وتشاد ومالي والنيجر من دخول المقاتلين الليبيين في حالة سقوط نظام القذافي خصوصًا إذا علمنا أن معمر القذافي لديه تاريخ علاقات مع المتمردين في إفريقيا، حيث يقدم لها العون لإثارة القلاقل مثل المساعدات التي كان يقدمها لتشارلس تايلور رئيس ليبيريا السابق وتلك التي يقدمها للمنظمات المسلحة في دار فور وتشاد وغيرها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف