سيادة الرئيس... أنت حرامي!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حسن عبدالله جوهر
نتمنى أن تكشف المحاكمات المصرية فنون النهب، وأسرار سرقة أموال الشعوب، وفك رموز الودائع المليارية في الداخل والخارج، لأن مصر بوابة الأمة العربية؛ ليس فقط في التاريخ والحضارة والثقل البشري والعمق الاستراتيجي، إنما بوابة أخرى خلفية لعصابات المافيا المالية و"البلطجة" السياسية.
عندما سقط نظام صدام حسين طبع الأميركيون نسخة خاصة من ورق اللعب أو كما يسميها الكويتيون "الجنجفة" تحمل صور أزلام البعث العراقي لمطاردتهم والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة، ولعل أحد أسباب هذا التكتيك الإعلامي والميداني يعود إلى عدم دراية الجنود الأميركيين بالشأن العراقي وعدم معرفتهم بشخصيات النظام البائد، وللتأكد منهم في حال الإمساك بـ"تلابيبهم"، وقد نجحت هذه الخطة ولم يتبق من "الجنجفة" العراقية سوى "الجيكر" عزت الدوري.
وفي الأمس اقتيد الرئيس المخلوع حسني مبارك وابناه للمحاكمة، وأمر النائب العام بحبسهم على ذمة التحقيق أسوة بالعديد من الوزراء ورؤساء الحكومات السابقين والنواب ورؤساء مجلسي الشعب والشورى ورجال الأعمال والعسكريين، ولم تحتج الثورة المصرية إلى طباعة نسختها من ورق "الكوتشينة" هذه المرة للتعرف ثم القبض على أركان النظام المصري البائد لأسباب عدة، منها أن عدد رموز الفساد و"الحرمنة" المتهمين بـ"شفط" خيرات الشعب المصري والمشاركين في قتله إبان الانتفاضة الشعبية يتجاوز بكثير أوراق "الكوتشينة" من "الخال" إلى "البوثنتين"!
ومنها أن من يقف وراء القضبان اليوم من كبار المسؤولين يعتبرون أشهر من نجوم الفن والرياضة؛ لكثرة ما "رزّوا" أنفسهم على وسائل الإعلام، وبات يعرفهم أصغر مواطن في صعيد مصر، كما أن المصريين بطبيعتهم هم "عيال قرية" وكل "يعرف أخاه"!
والحالة المصرية التي تسجل اليوم سابقة عربية يجب أن تكون مدرسة يتعلم منها العرب، بدءاً بحكامهم، أقوى العبر والدروس في معاني العدالة والقصاص، وتحمل المسؤولية ودفع ثمن الظلم والفساد، والتحكم برقاب أضعف خلق الله، وبهذا الشكل الحضاري وأمام المحاكم المدنية وعلى درجة من الشفافية التي تتناولها وسائل الإعلام.
نعم تمت محاكمات رؤوس أنظمة مخلوعة في بعض الدول العربية بعد الإطاحة بها بانقلابات عسكرية، ولكنها كانت سريعة وشكلية وسرية انتهت معظمها بالإعدام أو النفي من أجل طمس معالم جرائمهم، ولكن محاكمات اليوم يجب أن تكون من الوضوح والتفصيل اللذين يستفيد منهما الشعوب في نظم أمورهم مستقبلاً.
وكما أن محاكمة صدام وأزلامه كشفت للشعب العراقي والرأي العام العالمي فنون الإجرام والقتل والتعذيب، نتمنى أن تكشف المحاكمات المصرية فنون النهب، وأسرار سرقة أموال الشعوب، وفك رموز الودائع المليارية في الداخل والخارج، لأن مصر بوابة الأمة العربية؛ ليس فقط في التاريخ والحضارة والثقل البشري والعمق الاستراتيجي، إنما بوابة أخرى خلفية لعصابات المافيا المالية و"البلطجة" السياسية، ولهذا لا نستغرب استنفار العديد من الحكومات العربية ووساطتهم المستميتة لدى حكومة الثورة بعدم محاكمة "الريّس" وعياله لأن أصابع الاتهام قد تطولهم سواء في مصر أو داخل بلدانهم أو في الإمبراطوريات المالية في أوروبا وأميركا.
وسبحان مغير الأحوال، هل كان لأحد حتى تاريخ 25 يناير الماضي أن يقول لـ"الريّس" أنت حرامي؟! وماذا كان مصير من يتفوه بذلك وأهله وعشيرته و"عيال حتته"! أما اليوم فالشعب كله يقول وبصوت عال يا سيادة الرئيس "كنت حرامي"!
الثورة المصرية فتحت قريحة الجرأة والشجاعة لدى الشباب العربي ليواجهوا كبار المسؤولين في بلادهم بتهم الفساد و"الحرمنة" والظلم، ويخاطبوهم بصيغة الحاضر وليس الماضي بالقول: "أنتم حرامية وظلمة"!
التعليقات
المجرم الشامل
مواطن بلا وطن -الأصح أن يكون عنوان المقال : سيادة الرئيس...أنت مجرم؟ فالحرامي تطلق على السارق فقط؟؟ بينما مانواجهه من حقائق بعض الحكام هو أداؤهم الأجرامي الذي يفوق عتاد المجرمين المحترفين عبر التاريخ.الذين فاقت أعمالهم كل الشرور والآثام والخطايا في كل الأديان والشرائع.وأستحقوا عن جدارة لقب المجرم الشامل...ونستغرب بعدها لماذا نحن أمة ضحكت من دونها الأمم؟؟؟؟
حسابات موازية
mahmoud58 -ياسيدى اعلن المجلس العسكرى بوضوح انة ضد المحاكم الاستثنائية ولم ينسب لنفسة انة مجلس قيادة الثورة ..وذلك لكى لايتوارد للاخرين عودة الحقبة الناصريةالاتهامات نوعان اقتصادية و(سياسية-ادارية) والثانية هى الاصعب لانها مرتبطة بتسيير الاعمال مثل قتل المتظاهرين ومن الممكن الدفع بانها لحفظ امن الوطن لكنها مرتبطة بقرار ادارى كان يجب ان يتخذ ومن الممكن الخلاف معةاما الاتهامات الاقتصادية فهى اتهامات بتضخم الثورة بالسرقة والاحتيال بانشاء مجموعة من الحسابات الموازية يتم عبرها تمرير التبرعات لة واسرتة ومن ثم اخراجها خارج مصر(وهناك مثال حسابات مكتبة الاسكندريةالحساب الاساسى والرسمى موجود فىالبنك التجارى الدولى والموازى فى بنك اخر.... وهناك حوالى 40 حساب موازى مثل الحساب السابق ياسيدى هل يعقل ان يكون للرئيس وزوجتة واولادة تعاملات فى البورصة والتى هى فى النهاية صراع على المعلومات من يصل اليها فى البداية يحقق ربح ..والحالة هنا هو الذى كان يصنع المعلومة النتيجة خراب بيوتلمن يؤمن بالاقتصاد الحر ومبادئة....
دراكولا القرن
الياس الزغبي -يا عرب من المحيط للخليج... حسني مبارك وزين بن علي وعبدالله الصالح هم قديسين امام بشار الاسد الذي فاق الجميع في الاجرام والتطرف في التعذيب والاذلال انه بالنسبة لباقي المجرمين هو الاكثر اجرام وقمع وهو مثل دراكولا وفرنكشتاين ويجب تطبيق حكم عالمي يطلبه للمحكمة ومعقابته باشد عقوبة
قديسينا العرب
قيس الحربي -أتفق مع تعليق ٣ من أن بن علي ومبارك وربما علي صالح هم قديسين، أو على الأقل بن على ومبارك هما رجلين من مستوىً راقٍ مقارنة مع غيرهم. فهما تركا الحكم دونما مزيد من المآسي التي كانت ستحدث لو أنهما تشبثا به أطول. أما عصابة الإجرام التي تضم في عضويتها القذافي والأسد، فإن الرقي ليس من مفرداتها المستعملة لا لغوياً ولا عملياً. ما زلت معتقداً حتى هذه اللحظة أن القذافي لن يتورع عن محق كل ما في ليبيا وما عليها في سبيل أن يبقى (القائد)، كذلك هو الشأن نفسه مع (الرئيس) الآسد.;
اريد ان اعرف
ذيد -يجب ان يسئل حسنى مبارك لماذا فعلت ذلك فىشعبك وهل كان هناك دول تساعدك على تدمير بلدك لانك كنت تتاجر فى ارضك وكرامت شعبك وكنت تساعد على تدمير بلدك التى انت تحكمها فكيف تريد ان تحكم بلد وكنت كل يوم تدمرها نريد ان نعرف من كان معك وممن كنت تخاف منهم فجعلوك تدمر بلدك