جريدة الجرائد

إلى الأمام.. وإلى الوراء أيضا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سمير عطا الله

كنت قد كتبت مقالة أمس عن الرئيس حسني مبارك، وخرجت لأشتري جرائدي. وعندما توقفت في محطة الوقود تجمهر حولي العمال المصريون كما يفعلون دائما في الأزمات. وغالبا يسألونني عن رأيي في ما يحصل. لكنهم أمس أبلغوني رأيهم، وهو أنهم فرحون بإحالة الرجل إلى التحقيق. واشتريت صحف الصباح فوجدت "اليسارية" منها فرحة أيضا "بحبس الرئيس المخلوع". ولم تخف "الوسطية" أيضا عدم حزنها لما يحدث. وفي المساء أصغيت إلى الأخبار على إحدى القنوات "المستقلة" فلاحظت أنها تستخدم هي أيضا عبارات العهد السابق.

وفي النهاية قرأت "الأهرام" التي لا أكتفي بنسختها الإلكترونية. ومنذ تغيير إدارتها وأنا أتابعها كمهني لكي أرى ماذا سوف يتغير فيها، بالإضافة إلى دافع دائم، هو قراءة عمود أنيس منصور، زيادة في المتعة والفائدة، هنا وهناك. ولاحظت أن "الأهرام" تضبط إيقاعا شديد الموضوعية، ليس فقط في الحديث عن "الرئيس السابق" بدل "الرئيس المخلوع"، بل حتى في الحديث عن رموز الإساءة إلى عهده.

عندما قرأت الصحف اللبنانية شعرت بشيء من الحرج: هل كنت على خطأ عندما دعوت إلى عدم محاكمة مبارك في المرة الأولى، ثم كررت الخطأ عندما دافعت عن الموقف الأول؟ هل أمارس اختلافا لا مبرر له، مع أصدقائي في محطة البنزين، وأشرف ناطور العمارة، وأصدقائي وزملائي في مصر، الذين قلبوا الصفحة وبدأوا حياة جديدة، لأنه ليس في الدنيا قانون يقضي بأن يلحق الناس برئيسهم بعد خروجه من الرئاسة، لأي سبب من الأسباب؟

أليس من الأفضل لنا أن ننضم إلى أهل القافلة ونسارع إلى القطار الجديد؟.. فماذا سوف تغير كلمة أو زاوية في مسيرة الشعوب ومسار التاريخ؟.. لا شيء. لكن هل من الضرورة أن يركب المرء كل قطار، وأن يجري خلف كل محطة؟ ومتى يخالف المرء ضميره، أو مسلكه؟.. حين يشعر بالندم لأنه تسرع، أم حين يندم لأنه تخلف؟.. دائما كنت أفضل النوع الأخير من الندم.

وعلى أي حال، فقد حان لنا أن نتابع أخبار المستقبل في مصر، وأن نترقب الوجوه التي سوف تصنع هذا المستقبل. والمستقبل عملية لا نهاية لها. ولا يعني ذلك ترك الماضي من دون محاسبة، والشوائب من دون تنظيف، والاهتراء من دون اجتثاث. كما لا يعني منع الصحافة المكبوتة كل هذا الوقت من التعبير عما لم تستطع قوله من قبل. ولكن يُخشى من الانزلاق إلى فيضان من الحبر كما حدث بعد نهاية عبد الحكيم عامر، وإلى إعصار من النقد بعد وفاة عبد الناصر، وإلى زلزال الرشق الذي حدث بعد مقتل السادات. صحيح أنه لم يعد جائزا استخدام تعبير "إلى الأمام" بعدما استخدمه الأخ القائد في الدعوة إلى فتح أبواب المجازر، لكن إلى الأمام يا مصر.. إلى الخلاص من وقاحة الفساد ومدن المقابر وذل العشوائيات. وإلى الوراء قليلا.. إلى عصر النهضة والفكر وأضواء الأدب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غرييييب.....
مالك -

صراحة مقال غريب لكاتب غريب. أنا لم أفهم موقف الكاتب لكن أعتقد أن محاكمة مبارك و أبنائه و نظامه هي أول خطوة في طريق بناء المستقبل و لن يكون الانتقال سليما ما لم يحاسب الماضي.

غرييييب.....
مالك -

صراحة مقال غريب لكاتب غريب. أنا لم أفهم موقف الكاتب لكن أعتقد أن محاكمة مبارك و أبنائه و نظامه هي أول خطوة في طريق بناء المستقبل و لن يكون الانتقال سليما ما لم يحاسب الماضي.

التناقض
أحمد توفيق -

ربما لأنها المرة الأولى التي يحاسب ويحاكم بها رئيس عربي عما إقترفت يدا نظامه السابق(!) الثورة لم تكتمل بعد! ما الذي حصل؟ هل الثورة هي إزالة النظام كأفراد يجثمون على مقدرات وصدور الشعب المصري منذ فترة؟ أم أنها وتكملة لها تغيير بضع قوانيين تمس الحكم في مصر أو تعديلها؟ الثورة مازالت ناقصة! ماذا إستفاد الشعب مما جرى؟ سيأتي رئيس جديد حكومة منتخبة مجلس شعب يمثل قطاعات الجماهير المختلفة وماذا بعد؟ ما الجديد؟ هل تحسنت مصر؟ هل هو إساس بالغلبة وبأننا فعلنا ما نريدالشعب يريد إسقاط النظامومكانك سر! مازالت الطريق طويلة جداً وستكون محفوفة بالمصاعب والمخاطر إن لم نتدارك ماذا نريد حقيقة وإن لم نعرف سبب ما وقعنا به سابقاً وما الذي أوصلنا إلى ما كنا به، الثورة يجب أن يتبعها ثورات ثقافية وعلمية وإقتصادية وعدم إقصاء الآخر مهما يكن، النهوض بكل مرافق الإنسان التربوية، يجب على مصر أن تكون خلية نحل دائمة لتدارك 100 عام من التأخر إن لم يكن أكثر من عمر الإنسان القصير على هذه الأرض ولكن هل نستحق نحن مصر؟ هذا سؤال سيجيب عنه أحفادنا وشكراً

التناقض
أحمد توفيق -

ربما لأنها المرة الأولى التي يحاسب ويحاكم بها رئيس عربي عما إقترفت يدا نظامه السابق(!) الثورة لم تكتمل بعد! ما الذي حصل؟ هل الثورة هي إزالة النظام كأفراد يجثمون على مقدرات وصدور الشعب المصري منذ فترة؟ أم أنها وتكملة لها تغيير بضع قوانيين تمس الحكم في مصر أو تعديلها؟ الثورة مازالت ناقصة! ماذا إستفاد الشعب مما جرى؟ سيأتي رئيس جديد حكومة منتخبة مجلس شعب يمثل قطاعات الجماهير المختلفة وماذا بعد؟ ما الجديد؟ هل تحسنت مصر؟ هل هو إساس بالغلبة وبأننا فعلنا ما نريدالشعب يريد إسقاط النظامومكانك سر! مازالت الطريق طويلة جداً وستكون محفوفة بالمصاعب والمخاطر إن لم نتدارك ماذا نريد حقيقة وإن لم نعرف سبب ما وقعنا به سابقاً وما الذي أوصلنا إلى ما كنا به، الثورة يجب أن يتبعها ثورات ثقافية وعلمية وإقتصادية وعدم إقصاء الآخر مهما يكن، النهوض بكل مرافق الإنسان التربوية، يجب على مصر أن تكون خلية نحل دائمة لتدارك 100 عام من التأخر إن لم يكن أكثر من عمر الإنسان القصير على هذه الأرض ولكن هل نستحق نحن مصر؟ هذا سؤال سيجيب عنه أحفادنا وشكراً