جريدة الجرائد

الصحافة الفرنسية: الحل السياسي في ليبيا... والاستقلال العاجي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الصحافة الفرنسية:الحل السياسي في ليبيا... والاستقلال العاجي الجديد!

البحث عن تسوية سياسية لمشكلة ليبيا، وحرب في الخفاء بين إسرائيل و"حماس"، وتحديات ساحل العاج في مرحلة ما بعد لوران جباجبو... موضوعات من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة في الصحافة الفرنسية.


"من أجل ليبيا بدون القذافي"

في عموده بعدد يوم الخميس لماضي من صحيفة لوفيجارو، يرى بيير روسلان أن الوقت قد حان، بعد شهر على بدء العملية العسكرية في ليبيا، لاعتماد استراتيجية جديدة ترمي للتوصل إلى تسوية سياسية تفضي لرحيل القذافي. وفي هذا الإطار، حدد ساركوزي وكامرون وأوباما هذا "الطريق نحو السلام" في مقال مشترك نشرته عدة صحف غربية، والهدف الرئيسي هو مواصلة الضغط العسكري من أجل حماية المدنيين، وكذلك حتى يُظهر التحالف للنظام الليبي أن لا مصير لـ"الطاغية" غير الزوال، إذ لابد من تقديم مخرج للأشخاص الذين يدعمون النظام من أجل تشجيعهم على التخلي عنه.

إن رحيل القذافي أمر لابد منه في نهاية المطاف، يقول بيير روسلان، وقد بات ذلك هو الهدف المعلن للائتلاف الدولي. غير أنه ليس شرطاً مسبقاً لوقف إطلاق النار، إن كان حقيقياً ومقروناً بعودة للقوات الحكومية إلى ثكناتها. ومن أجل دعم هذه الاستراتيجية الجديدة، يقول الكاتب، يسعى الناتو إلى تعبئة قوات جوية إضافية. أما على الصعيد السياسي، فقد رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات التي تستهدف وزير الخارجية الليبي السابق موسى كوسا الذي انشق عن النظام، وهو أمر من شأنه تشجيع آخرين من محيط القذافي على تغيير الخندق، أو على الأقل الانخراط في المفاوضات المعروفة نتيجتها، كما يقول الكاتب.

"كيف تستعد إسرائيل لحرب جديدة"

تحت هذا العنوان نشرت مجلة "لو بوان" هذا الأسبوع مقالاً لميشيل كولمي أشار فيه إلى أن البؤر الساخنة في العالم حالياً مثل ليبيا وساحل العاج، والانتفاضات الشعبية في اليمن وسوريا، غطت مؤقتاً على نزاع كامن في الشرق الأوسط، ذي عواقب أعظم، ألا وهو الحرب بين إسرائيل و"حماس". والحال أن الجانبين يعدان العدة للحرب، كل بطريقته، كما لو أنها ستندلع غداً. وفي هذا الإطار، أشار الكاتب إلى عملية عسكرية قال إنه تم الإعداد لها بإتقان وبعثت برسالة تحذير إلى المنطقة: استهداف سيارة ضمن قافلة مؤلفة من أربع سيارات بصاروخ من طائرة بدون طيار، على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مطار بورتسودان على البحر الأحمر. ويقول الكاتب إن السيارة لم تدمَّر جراء الضربة فحسب، وإنما انفجرت على نحو يشبه ما تحدثه الألعاب النارية؛ انفجار هائل لا يمكن أن يفسَّر إلا بوجود شحنة مهمة من الذخيرة على متن السيارة، يقول الكاتب، الذي يضيف أنه إذا كان الجيش و"الموساد" الإسرائيليان قد رفضا التعليق على الحادث، فإن الصحافة الإسرائيلية خصصت عناوينها لمقتل قيادي في "حماس" في عملية يراد منها، حسب الكاتب، أن تُظهر أن إسرائيل لن تقبل أبداً تهريب الأسلحة إلى الحركة التي تسيطر على قطاع غزة.

دروس فوكوشيما

الناشط البيئي الفرنسي ميشيل إيرو كتب مقالة رأي في عدد الجمعة الماضي من صحيفة "لوموند"، شدد فيه على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من كارثة "فوكوشيما" في اليابان بعد الزلزال القوي الذي ضرب بلاد الشمس المشرقة، لاسيما في بلد مثل فرنسا التي تعتبر الأولى عالمياً من حيث الاعتماد على الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء. وقال إيرو في هذا السياق إن الطاقة النووية في فرنسا والعالم أجمع، وحتى باستبعاد خطر حدوث زلزال بقوة ذلك الذي ضرب اليابان، تطرح الكثير من المشاكل، معدداً قائمة طويلة من الأخطار الممكنة المرتبطة باستعمال الطاقة النووية، من قبيل تعرض المسؤولين عن الصيانة في المحطات لقدر معتبر من الإشعاعات، وإمكانية تعرض المحطات النووية لهجوم إرهابي، ومشكلة مستقبل النفايات النووية... مُركزاً بشكل خاص على ما وصفه بعجز فرنسا عن مواجهة حادث نووي من مستوى متوسط أو أكبر بإمكانياتها الحالية.

وحتى إذا ادعت السلطات الفرنسية العكس، يقول الكاتب، فإنه بات مؤكداً اليوم أن البلدان المتقدمة تفتقر إلى الوسائل البشرية والإمكانيات الكافية لمواجهة حوادث نووية كبيرة الحجم. وأضاف يقول إن ضحايا الحوادث النووية هم أولاً موظفو الشركة التي تقوم باستغلال المحطة النووية، ثم العدد الكبير جداً من عمال الإنقاذ والعسكريين الذين ينبغي تعبئتهم، وسكان المناطق لمجاورة للمحطة النووية... وليس صناع القرار من السياسيين وممثلي المجموعات الاقتصادية لقطاع الطاقة النووية. وفي ختام مقاله، يقول إيرو إن أي طريقة لإنتاج الطاقة تنطوي على خطر ولو ضعيف لحدوث كارثة يعتبر غير مقبول من الناحية الأخلاقية، معتبراً أن كلفة حل مشكلة الطاقة لا يمكن أن تظل مبرراً لمثل هذا الاختيار، وأن مصادر الطاقة المتجددة توفر إمكانية منطقية للخروج من الطاقة النووية شريطة امتلاك الإرادة السياسية.

واتارا وضرورة تأكيد استقلال ساحل العاج

صحيفة ليبيراسيون خصصت افتتاحية عددها ليوم الجمعة الماضي للتشديد على أهمية استقلال ساحل العاج، معتبرة في هذا السياق أنه إذا كان لوران جباجبو قد فقد السلطة، فلأن الناخبين العاجيين أرادوا ذلك في انتخابات حرة ونزيهة. لكنها أشارت بالمقابل إلا أنه لولا التدخل الفرنسي، لما تمكنت قوات الرئيس الحسن واتارا من القبض على جباجبو أبداً. واليوم، تضيف الصحيفة، تقوم وحدات مشتركة تابعة للجيشين العاجي والفرنسي بدوريات في شوارع أبيدجان. هذا هو حال ساحل العاج اليوم التي حصلت على استقلالها رسمياً في السابع من أغسطس 1960. ولهذا فعلى الحسن واتارا، الذي يتُهم من قبل خصومه بأنه "رجل الخارج"، أن يعمل بسرعة على تأكيد استقلاله واستقلال بلاده، متسائلة حول ما إن كان من المفيد حقاً أن يتصل به ساركوزي ثلاث مرات في اليوم ويعلن عن ذلك.

الصحيفة اعتبرت أن الاختبار الأول الذي يواجهه واتارا هو مصير خصمه المهزوم وأنصاره وناخبيه؛ حيث يتعين على واتارا والأمم المتحدة أن يوضحا بسرعة الأسس القانونية لاعتقال جباجبو وزوجته، مشيرة إلى أن الديكتاتور العاجي ومليشياته ارتكبا في عشر سنوات من الحكم انتهاكات وخروقات عديدة، على أن المعسكر الآخر ليس بريئاً. وفي الختام، تشدد الصحيفة على أهمية استقلال ساحل العاج، قائلة إن العاجيين هم من سيقرر نوع المحكمة التي تنظر في قضية جباجبو، وطنية أم دولية؛ وإن العاجيين هم من يحدد المسار الصعب بين واجب الذاكرة والمصالحة، بين العدالة وضرورة العيش معاً؛ معتبرة أن المجتمع الدولي، وبخاصة فرنسا، تدخل كثيراً في شؤون ساحل العاج؛ وعلى هذا الرئيس الذي وصل إلى السلطة عن طريق انتخابات شرعية، أن يبتكر استقلالية جديدة لبلاده.

إعداد: محمد وقيف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف