جريدة الجرائد

بشار الأسد ينقذ مصر من جمال مبارك!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شريف عبدالغني

صورتان بثتهما مؤخرا "رويترز" و "أ.ف.ب" لخصتا شؤون وشجون المشهد السوري والعربي بشكل عام. في الأولى يتجمع أعضاء مجلس الشعب السوري في دائرة، الفرحة والابتسامات مرسومة على الملامح، والأكف مرفوعة بالتصفيق، والكل يولـّي وجهه شطر شخص واحد.. الرئيس بشار الأسد، الذي كان يستعد لإلقاء خطاب إلى الأمة بعد اندلاع الثورة أو "المؤامرة" -حسب تعبيره- في بلاده. أما الصورة الثانية فأكملت الأولى وأوضحت جليا ثقافة "تأليه" الحكام العرب.. يسجد عمال سوريون على الأرض لتقبيل صورة بشار، وعلى ظهورهم أيادٍ تثبتهم على وضعهم. ليس معروفا إذا كانت تلك أيادي جنود تدفعهم إلى هذا الفعل المهين أو زملاء لهم يستعجلونهم ليأخذوا دورهم في السجود!
السوريون لهم مكانة خاصة في قلوبنا نحن المصريين، حملوا سيارة عبدالناصر في دمشق من شدة حبهم للزعيم، ربطتنا "وحدة" يوما ما، زيجات متبادلة استمرت رغم "الانفصال" السياسي، ولذلك ما يحدث هناك ينعكس صداه فوراً في القاهرة. تغاضينا حينما تم تعديل الدستور السوري في 3 دقائق وإنزال التخفيض على سن الرئيس من 40 عاما إلى 34 ليكون على مقاس "الأسد الصغير" لوراثة "الأسد الكبير". قلنا لا بأس مادامت المسافة بيننا وبين الديمقراطية لا تسمح بغير هذا "التفصيل" حتى نرى رئيسا عربيا شابا، وعلقنا الآمال على رقبة "الدكتور بشار" حتى يغير تصلب الشرايين العربي، ويصدّر بشارة الحرية والديمقراطية والدماء الجديدة من "الإقليم الشمالي" للجمهورية العربية المتحدة التي كانت، إلى جسد المنطقة الشائخ، وفي قلبه مصر.. "الإقليم الجنوبي"!
مرت سنة وراء أخرى ولا جديد على نهر "بردى" أيقونة دمشق الفيحاء، بل اضمحل النهر وشحت مياهه وامتلأ بالقمامة والطحالب. بالتبعية خشينا أن تصل هذه العدوى إلى النيل فيزداد تلوثا أكثر مما هو عليه في عصر مبارك. مع صعود نجم جمال مبارك وحكاية "التوريث" في مصر راح الجميع ينظر إلى "سابقتها السورية". فالنظام الأمني القمعي انتقل من الأب إلى الابن، وقانون الطوارئ اعتبره "بشار" هدية قيـّمة وذكرى تركها الوالد عيب أن يفرط فيها، والحزب الواحد ظل مسيطرا على البلاد والعباد. الجديد أن حكم العائلة تحول إلى حكم "نصف العائلة" بعد انشقاق فرع العم رفعت الأسد وأولاده. الصورة السورية ظهرت واضحة في عيون المصريين، فوضعنا أيادينا على قلوبنا خشية أن يكررها "جمال" عندنا رغم أحاديث الدم الجديد و "النيولوك" الجديد والفكر الجديد الذي سيضفيه "مبارك الصغير" على مصر. لم تفلح جهود "الأب" في إزالة المخاوف حينما أكد أن مصر ليست سوريا، وأن ما حدث هناك لن يتكرر هنا. لكن "السيدة الأولى" استمرت في مخططها لـ "التوريث" حتى تكون -بحسب تعبير مصطفى الفقي أحد منظري حزب زوجها والمرشح لأمانة الجامعة العربية- "زوجة العمدة" ثم "أم العمدة" كما يحدث في القرى المصرية. ومن مفارقات القدر أن جاء الدور على "بشار" ليكرر عكسياً مقولة مبارك بعد اندلاع ثورة "التحرير" بالقاهرة: "سوريا ليست تونس ومصر"، مؤكدا أن ما حدث في البلدين لن ينتقل إلى دمشق باعتبارها حائط الصد العربي أمام إسرائيل ولا تقيم علاقات معها. ولم يكد ينتهي من كلمته حتى بدأت ثورة "درعا".
من عجائب دمشق أن النظام هناك احتفى بالثورات العربية الحالية، وأكد أنها تعبر عن حاجة الشعوب إلى الحرية والديمقراطية والإصلاح الحقيقي، ووصف من قام بها بـ "الثوار الشجعان". لكن عندما وصلت الشرارة إلى الحواضر السورية، تحولت الثورات -بحسب بشار ورجاله- إلى "صرعات"، وأصبح الثوار "عناصر مخربة"، والحاجة إلى الحرية صارت "مؤامرة". وانتقلت الازدواجية نفسها إلى إعلام الفريق الموالي لدمشق في لبنان، فبعد الإشادة والمساندة للثورة والثوار في تونس مصر وليبيا والبحرين واليمن، بدأ الحديث عن "القلة المندسة" التي تحاول زعزعة استقرار "الشقيقة الكبرى". واكتملت هزليات المشهد بخروج وزير الخارجية وليد المعلم يتحدث عن برنامج إصلاحات سياسية واقتصادية، ولم يكد حلق الوزير يجف بعد كلامه حتى اتصل أحد قادة الأمن بـ "سميرة المسالمة" رئيسة تحرير صحيفة "تشرين" الحكومية يبلغها بإقالتها، بعدما تحدثت لـ "الجزيرة" عن أحداث درعا وطالبت بمحاسبة من أطلق النار على المتظاهرين "لأن هذه أرواح شعب لا يمكن التسامح فيها".
وكالعادة فقد سار السادة أركان حرب النظام السوري على درب زملائهم الأشاوس الذين سبقوهم وأعلنوا الثورة على المتظاهرين السلميين في شوارع تونس وميدان التحرير بالقاهرة وساحة التغيير في صنعاء وكل ليبيا "زنجة زنجة"، لكنهم أقسموا بأغلظ الأيمانات أنهم بريئون من إراقة دماء الشعب، وألقى السادة في سوريا فأس المسؤولية عن قتل المتظاهرين الأبرياء في رقبة "العناصر المخربة"، مؤكدين أن "العصابات المسلحة" أسقطت "19 شهيدا من قوات الأمن والشرطة". ويبدو أن هذه العصابات من القوة بحيث لم يستطع قادة الأمن البواسل أن يمنعوها من إطلاق النار على مشيعي ضحايا "درعا"، في الوقت الذي لم يطلقوا فيه رصاصة واحدة على قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تطلع لهم لسانها كل يوم من أعلى هضبة الجولان، حتى أصبحت الجبهة السورية هي الأكثر أمانا لإسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973، ليذهب قادة تل أبيب إلى حائط المبكى كل صباح يدعون الرب ألا يصيب نظام بشار أي مكروه أو دور "برد"!
عموماً نحن أهل مصر نشكر "الأسد الابن" كونه سببا رئيسيا في إنقاذنا من "مبارك الابن" ومعه "مبارك الأب". وأثبت هؤلاء الثلاثة جميعا ومعهم زملاء الكفاح والتوريث في ليبيا واليمن أنهم جميعا من طينة واحدة، فلا خاضوا حروبا ولا حققوا تنمية اتساقا مع مبدئهم "خايب الصيف خايب الشتا.. خايب الحرب خايب السلام".
لقد فوّت بشار فرصة تاريخية علقناها عليه، ولم يقم بأي خطوة في طريق الإصلاح باستثناء ما هو معتاد من الأنظمة الشبيهة.. مجرد وعود وعهود، لكنها بحسب عمنا بيرم التونسي وست الكل أم كلثوم "وعود لا تصدق ولا تنصان.. عهود مع اللي مالوش أمان.. وصبر على ذله وحرمان"!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سورية مزرعة لآل اسد
محمد زهير الخطيب -

الطامة الكبرى بان تحولت سورية إلى مزرعة كبيرة لآل أسد وآل مخلوف وشركائهم، وأصبحوا يديرون البلد بعشر فروع مخابرات تعمل كالاخطبوط، تُحرّك البرلمان والحكومة والمحاكم والاعلام بالتحكم عن بعد وبأوامر عليا لا رقيب عليها ولا حسيب، فعم الظلم وظهر الفساد واستعصت الحلول.

خبر عاجل
سوري للعضم -

علمنا من مصدر موثوق أن الأسد قرر أستئناف الحرب مع اسرائيل وقد أصدر أوامره لقادة الجيوش التي يقودها باستخدام كافة الوسائل و الدسائس و الأسلحة الكفيلة بتحريرالأراضي و تحطيم العدو و أجباره على التراجع و النكوص آخذاً بعين الأعتبار مدى قدرة جيوشه على تحقيق النصر و الحاق الهزيمة بالعدو و قد باشرت قواته بالفعل بالتحرك بأتجاه درعا و دوما و حمص و بانياس و ديرالزور مع العلم انه ترك في العاصمة عدة فرق لحمايتها من الأعداء ، كما علمنا أن هذه العمليات يقودها الجنرال فوق العادة ماهر و يساعده عدة جنرالات يفوق عمرهم الخمسين سنة من الخبرة العسكرية سابقاً في حماة و حلب وجسر الشغور وهم من الحائزين على عدة اوسمة أثناء خوضهم تلك الحروب ، ومن جهته أكد نصر الله و خامنيئي وقوفهم ودعمهم الكامل لهذه الحرب و أرسال مايلزم من المساعدات الأستراتيجية لتأمين اللوجستية اللازمة ، ومن جهته ناشد وليد المعلم الدول الصديقة الوقوف إلى جانب الحق ضد العدو المغتصب الذي يحاول السيطرة على الأراضي السورية وشدد على أن هناك العديد من المؤامرات تحاك ضد بلده و طالب من وصفهم بالمندسين و المتأمرين و اللاساميين بتأييد حكومته و دفاعها عن حقوقها المغتصبة و وعد بالقضاء عليهم على مبدأ حارة حارة و بيت بيت وزنقة زنقة .