قمة استفزاز الشعوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هاشم عبده هاشم
** لم يكن العراق هو المقصود بالحديث هذه الأيام حول إلغاء عقد القمة المقرر عقدها يومي ١٠ و١١ مايو القادم.. بقدر ما هو تجنب الدعوة إليها في ظل الواقع العربي الراهن.. وهو واقع يشهد حالة غير مسبوقة من التوتر.. والصدام بين بعض الأنظمة العربية وشعوبها..
** وإذا كان وزير خارجية العراق "ميشال زيباري" قد بدا منزعجاً من فكرة إلغاء القمة.. وكأن العراق.. وأوضاع العراق الأمنية هي المقصود بهذا الإلغاء.. إلا أن الحقيقة تقول إن عقد قمة عربية في الظروف الراهنة مسألة شبه مستحيلة.. وإلا فهل تجرؤ الجامعة العربية - مثلاً - على دعوة رئيس المجلس الانتقالي الليبي المستشار "مصطفى عبدالجليل" بدلاً من العقيد معمر القذافي في وقت يطالبه العالم فيه بالتنحي..؟
** أو هل يمكن للقمة أن تشهد حضور زعماء عرب آخرين في وقت تمر فيه بلدانهم بحالة توتر شديدة تفرض عليهم متابعة أوضاعها والبقاء فيها وعدم مغادرتها؟
** تلك ناحية.. أما الناحية الثانية فإن عقد القمة في وقتها المحدد هذا يبدو وكأنه استفزاز لبعض الشعوب وتحد لإرادتها ما أحوج الجامعة العربية إلى أن تتجنب الوقوع فيه.. أو الاصطدام بإرادة الناس.. إلى هذا الحد "المزعج"..
** إن عاطفتنا نحن العرب.. تبدو طاغية.. إلى درجة لا تسمح لنا بالتفكير بموضوعية كافية.. بل إنها تجعلنا باستمرار في حالة غرق في حساسيات لا مبرر لها.. وتبريرات غير منطقية وغير مقبولة..
** ومن تلك التبريرات التي قد نسمعها في ضوء التوجه إلى إلغاء عقد هذه القمة في هذا الوقت بالذات.. ان هذه الأحداث والتطورات هي التي تفرض عقد هذه القمة بهدف مواجهتها وتنسيق المواقف بشأنها وتجنب المزيد من تداعياتها الخطرة.. وإذا هي لم تنعقد في مثل هذه الظروف فمتى يمكن أن تنعقد؟!
** هذا الكلام.. وإن بدا منطقياً.. ومقبولاً.. إلا أن طبيعة الظروف التي تعيشها المنطقة بكل ما تنطوي عليه من مواجهات داخلية بين بعض القادة وشعوبهم.. هي غير الظروف التي قد تواجهها الأمة.. وتواجه معها أخطاراً وتحديات خارجية.. وبالتالي فإن من الصعب ان تنعقد القمة في مثل هذه الظروف.. وإلا فإنها ستصبح بمثابة مواجهة بين القادة العرب وشعوبهم.. وذلك أكبر خطر إستراتيجي تقع فيه الجامعة في حالة عقد القمة..
** ومن أجل ذلك فإن هذه الشؤون الداخلية المحضة لابد وان تعالج من داخل نفس الأوطان.. أو بدعم وتعاون دول الإقليم وفقاً لاتفاقيات الجمعية المنظمة للعلاقة فيما بينها.. وليس بأي طريق آخر..
** فهل يتفهم الإخوة في العراق هذه الحقيقة.. ولا يعطون الأمر أكثر من حقه من التفسير؟!