متى تفهم أمريكا من الأقوى في البحرين الآن؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف البنخليل
بما قدمه العاهل في واشنطن تايمز حول مستجدات الأوضاع في المنامة، والرؤية الملكية لتقييم الأوضاع، نتساءل هل مازالت الإدارة الأمريكية مترددة في تحديد الطرف الأقوى في نظامنا السياسي بعد الأحداث الدامية التي مرت علينا؟ الموقف الأمريكي منذ 14 فبراير الماضي كان لافتاً في تذبذبه المستمر، ففي بعض الأوقات نجد أحد المسؤولين يطالب الحكومة بضمان حقوق المعتقلين، وفي وقت آخر نجد مسؤول آخر يستنكر التدخل الإيراني، وفي بعض الأوقات نجد ضغوطات علنية من الخارجية الأمريكية تجاه هذه القضية أو تلك الأحداث. هذه المواقف الغريبة جاءت مختلفة عن طبيعة المواقف الأمريكية خلال تاريخ العلاقات البحرينية-الأمريكية. ولكن السبب معروف وواضح، فواشنطن كانت لها أجندة معينة، وكانت تراقب وتترقب، وكانت تبحث عن الطرف الأقوى حتى تتمكن من مد صلات جديدة معه لحماية مصالحها الاستراتيجية في أرخبيل البحرين، وفي مقدمتها مقر الأسطول الخامس. حتى نحو أسبوع، وقد يكون حتى لهذه اللحظة الإدارة الأمريكية لم تفهم بعد الطرف الأقوى في معادلة النظام السياسي البحريني، والطرف الأقوى في معادلة النظام الإقليمي الخليجي. ولنكن أكثر صراحة، من الواضح أن واشنطن كانت تعوّل كثيراً على نجاح التيار المؤيد لولاية الفقيه في البحرين لإحداث تغييرات جوهرية في الدولة البحرينية، ولكن الطرف الذي تمكن من فرض أجندته هو التيار المناهض لولاية الفقيه والمؤيد لاستمرار الحكم الخليفي. أما على مستوى النظام الإقليمي الخليجي، فكانت واشنطن تعوّل أيضاً على قدرة قوتين سياسيتين رئيستين لهما ثقلهما في المنطقة لإحداث تغيير جوهري في معادلات القوة بين دول الخليج، وهما إيران والعراق، ولكن المعطيات كشفت أن إيران ليست قادرة على تحقيق ذلك في الوقت الراهن مع تزايد مشاكلها الداخلية، وظهور نزعة قوية لاستقلال إقليم الأحواز العربي تمهيداً لعودة الدولة العربية في الساحل الشرقي من الخليج العربي. فضلاً عن أن العراق مازالت تعاني من تحديات أمنية وسياسية لا تتيح لها ممارسة مزيد من الضغوطات والنفوذ الإقليمي على دول مجلس التعاون الخليجي. باختصار واشنطن كانت تراهن على أطراف خاسرة، وهي -أي الإدارة الأمريكية- تدرك جيداً مثل هذه المعطيات، وقد لا تكون مدركة لمسألتين، الأولى: وجود أطراف إقليمية لها تأثيرها بإمكانها المساهمة في قلب المعادلة، مثل السعودية وتركيا ومصر. والمسألة الثانية هي تأثير التهديدات الداخلية والإقليمية على الطائفة السنية في منطقة الخليج، مما دفعها خلال 4 أسابيع إلى تغيير مسارات عملها بطريقة جماعية مشتركة لمواجهة مثل هذه التهديدات التي كانت ستؤثر على مستقبلها ووجودها الكياني في هذه الدول. بعد هذا العرض، وطرح العاهل في الواشنطن تايمز، وتقديمه رؤية جديدة تجاه العلاقات البحرينية-الأمريكية بمشاريع مشتركة في مجالات الاستثمار المالي عبر البورصة، والبعثات الدراسية، والتدريب الأمني والعسكري المشترك. نتمنى أن تفهم واشنطن جيداً من الأقوى الآن في البحرين والخليج العربي!