فاشلون جميعا.. من غير استثناء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالمنعم الاعسم
من غير ان نكلف النفس بذكر اسمائهم واحدا واحدا، او جماعة جماعة، تعالوا نتأمل ماذا يمكن ان نسمي استعصاء إشغال اخطر الحقائب الوزارية ذات الصلة بامن وحياة المواطن وحماية حدود وسيادة البلاد، وطوال عام كامل، إن لم نسميه فشلا مسجلا على رئاسة الحكومة في المقام الاول؟.
وأية كلمة مناسبة غير كلمة الفشل تصلح ان تطلق على ضياع الفرصة السانحة من يد تكتل نيابي كبير اسمه العراقية في ان يحتل موقعا مؤثرا وحاسما في المعادلة السياسية؟.
وما هي الكلمة الاكثر انسجاما ودقة وصوابا لجهة تخبط وعجز مجلس النواب ورئيسه في تشريع القوانين والرقابة الحيوية على اعمال الحكومة إن لم تكن تلك الكلمة هي الفشل؟.
وما هو غير الفشل صفة لنهج التيار الصدري في تقديم الخدمات للجمهور والفضيلة في الوفاء لشعارات النزاهة والمجلس الاسلامي في حماية الامن في مناطق سيطرته والتحالف الكردستاني في ضبط العلاقات مع المعارضة.
وما هي الصفة المطابقة لواقع الحال لتقييم عمل ودور وإداء وفاعلية الفئات والزعامات السياسية النافذة والتي تملك ثقلا في العملية السياسية غير صفة وموصوف الفشل؟.
وفي اية خانة نضع غياب الدور المفترض لمجلس الأربعين وزارة في ترجمة البيان الحكومي الى الواقع وانعدام امكانية عمله كهيئة متجانسة ومتضامنة غير خانة الفشل؟.
واي حكم يصلح لحال الفوضى وتضارب المصالح الفئوية والانانيات ومشاهد الضعف التي تضرب مجالس المحافظات التي تمثل ايضا غرفة خطيرة من غرف العملية السياسية في البلاد غير حكم الفشل؟.
وماذا يمكننا ان نسمي غياب وهشاشة العلاقات مع الجيران والشركاء في الاقليم الى حد التوتر ووقف التعاملات والاتصالات في وقت احوج ما يكون العراق الى علاقات منتجة وطيبة ووطيدة مع تلك الدول إن لم نسم ذلك فشلا؟.
وما هي المفردة التي تناسب هذا الهزال والتراجع في الخدمة الاعلامية الممولة من الدولة، المرئية والمكتوبة، غير مفردة الفشل؟.
ثم، لماذا يخافون كلمة الفشل وهي تدخل في صلب عملية المراجعة والتصويب وإعدة بناء السياسات إذا ما جرى الاعتراف يه، وتشخيص اسبابه وتعيين المسؤولين عنه؟.
اقول، إعلان الفشل يدخل في اكثر الاحيان رصيدا في حساب اولئك الذين يعترفون به.. لكن الفاشل هنا يحتاج الى شجاعة الاعتراف.. والفشل، لكي يصبح نجاحا يحتاج الى شجعان حقا.
اكرر: الى شجعان.
*
"هناك من ينتظر سفينة النجاح وهناك من يسبح تجاهها"
همنغواي