جريدة الجرائد

مخاوف العرقنة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حياة الحويك عطية

ldquo;إذا كان جارك بخير أنت بخيرrdquo;، أن يخرج وزيران مسيحيان يمثلان خطين لبنانيين بهذه المقولة على شاشات التلفزيون، وهما يعنيان سوريا، لأمر يدل على إحساس بالخطر من تطورات الأحداث الجارية على الساحة السورية فثمة شيء يتفق عليه الجميع: ما يحدث في سوريا ستكون له انعكاساته على لبنان، ولكن كيفية التعاطي مع هذا الذي سيحدث يختلف من طرف إلى آخر . كذلك فإن المقولة الأصح إن ما سيحدث ستكون له انعكاساته على المنطقة كلها وليس على لبنان وحده . أولا لأنها الجغرافيا التي لا يمكن لأي طرف وفي أي تاريخ الالتفاف عليها أو تجاهلها، وثانياً لأن التيارات التي تتصارع في واقع الأمر على الأرض هي نفسها في مختلف الساحات العربية، مع اختلافات طفيفة .

وكيف لنا أن نتصور الوضع العربي إذا ما امتدت الفوضى على الطريقة العراقية من البصرة إلى بيروت؟ أو بالأحرى إلى طرابلس؟

وإذا كان استمرار الحال من المحال، بمعنى أن استمرار الأحكام العرفية وعدم الاعتراف بالحريات وبالأحزاب، لا يصب في منطق التاريخ ولا في منطق التحولات العالمية منذ انهيار الكتلة السوفييتية، فإن العبور إلى دولة القانون، ومجتمع الديمقراطية والانفتاح، لا يمكن أن يعني الانفلات الأمني والاستخفاف بمصير الأمن الوطني . كما أن مقاومة القمع لا تكون بالعنف، والدليل الأمثل التغيير في تونس بالمقارنة مع التغيير في ليبيا . علماً بأنه لا حدود مع ldquo;إسرائيلrdquo; ولا احتلال لأراض (حتى الآن) لا في تونس ولا في ليبيا .

من جهة ثانية لا يمكن أن ينسجم منطق درء الخطر مع منطق تثبيت الخطاب الطائفي أو المذهبي، على أية ساحة من الساحات العربية، علماً بأن هذا التثبيت هو ما يحصل كأسوأ ما عرفناه في تاريخنا . فهل يدرك المسؤولون وقادة الرأي من مفكرين وكتاب ومربين وفنانين مأساة الوضع الذي وصلنا إليه، بحيث أصبحت الصفة الطائفية الملحقة بالاسم أهم من الاسم نفسه؟ وضع لا ينطبق بأي حال على منطق ما يسمى ldquo;ثورةrdquo; في مصطلح علمي الاجتماع والسياسة .

لم تكن تونس بقادرة على تقديم شيء في هذا المجال، لأن التعددية الدينية والمذهبية غير موجودة في تركيبتها السكانية، في حين أن مصر قدمت نموذجاً إيجابياً حين صلى المسلمون والمسيحيون في ساحة التحرير، كل منهما بحماية الآخر .

غير أن الخطورة الكبرى تظل كامنة في منطقة ما بين النهرين وبلاد الشام، ففي الأولى كان الفشل الذريع لمفهوم المواطنة على سكين الفرقة الدينية والمذهبية، سكين ذبح به الوطن ومئات الآلاف من أبنائه، وكان مسيحيوه هم الضحية الكبرى، لأنهم استئصلوا منه .

وبعملية حسابية بسيطة، لم يبق في رصيدنا إلا بلاد الشام، بدولها المعروفة، وهي المرشحة انطلاقاً من سوريا، إما لأتون التطرف والاقتتال والعنف، وإما لتجاوز النار وإرساء مفهوم الدولة، وإقرار خيار الأفراد بحرية، وذلك ما لا تحله المحاصصة الطائفية على الطريقة اللبنانية، لأنها تحول البلد إلى مزرعة لزعماء الطوائف، فإذا بالدولة مستحيلة، وبخيار الفرد مستحيل، لأنه لا يصبح، والحال هذه، إلا رقماً في طائفته أو مذهبه .

من هنا تكون الاصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السورية، خطوة كبيرة على الطريق الصحيح، شرط أن يتم تنفيذها عملياً، كذلك يكون استمرار ضغط الشارع لحصول ذلك، خطوة صحيحة إذا ما التزمت الأصول السلمية للتظاهر والتعبير وإلا فإن العنف سيكون طريقاً لسيادة جماعات يشكل عنفها خطراً على سوريا وعلى لبنان وعلى سائر دول المنطقة، كما يشكل حائطاً ذا كوى كثيرة ينفذ منها المندسون والمخربون .

نحن جميعاً بحاجة إلى بقاء نظام علماني في سوريا، ولكننا بحاجة له متطوراً، حديثاً، مقراً بالحريات العامة والحقوق، حقوق الانسان وحقوق المواطن . ولن نكون من السذاجة بمكان لنقول إن ذلك يتحقق بمسحة رسول، فهي مسألة تربوية إعلامية ثقافية اقتصادية وسياسية، لكنها تبدأ بالقوانين .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الطائفية مقيتة
طائفي -

تمهّل ياكاتب على القراء..عرقنة :ماذا تعني بها..للعلم رجاء أن العراق قادم بابناءه الشرفاء فقط (وليس المندسين الذين يكرهون الحكومة الشيعية ولا يؤمنون بديمقراطية وليدة)..العراق أنتصر وأعدم صدام وطوى البعث الى الابد وقارع القاعدة ودحر مخططات السعوديين والاماراتيين..سينتصر العراق على نفسه وسيكون له دور مشرف في حالة واحدة فقط وهي لو تركه العرب وألتهوا بمشاكلهم عندها يأتي الخير والبركة الى العراق..جميل جدا أن نسمع بعرقنة البحرين وهذه مسألة قادمة أنشاءلله لأن الشيعة الأغلبية يشكلون نسبة 70% من السكان المجنسين وسيقودون عملية العرقنة وهي تسيّد شيعة العراق..الحمد لله الذي جعل العراق يسير على خطى الامام جعفر الصادق (ع)..الحمد لله الذي انتصر للشيعة في العراق وجعلهم سادة للحكم ..الحمد لله الذي جعل في العراق خيرا كثيرا وهو لا يحتاج الى اخوته العرب لأن سكاكينهم تطعن في الظهر ولا امان لحكام نزوا على الحكم نزوا على آباءهم وأخوانهم..اخيرا أدعوا شباب الخليج للثورة على الرعاع لنحتفل بعرقنة الخليج في كل دولة خليجية عربية عندها سيكون الجميع عراقا واحدا يحرسه الله والملائكة وأئمة أهل البيت..

رد على الطائفي
حسن البندر -

هذا السم الطائفي هو الذي قتل الخميني وسيقتل كل اتباعه في الخليج العربي او في غيره، هذا الهوس غير المبرر يرفضه كل شيعي يؤمن بأمته ووطنه بعيدا عن الولاءات المشبوهة.

بشاعة
سوسن علوان -

الولاء الخفي للبعث العراقي يقارع الزمن لدى حياة الحويك عطية معبرا عن نفسه هنا بفكرة العرقنة البشعة.. ولا قيمة بعدئذ لمفردات حقوق الانسان والمواطنة التي هي لدى هذه الصحفية مجرد كلمات فارغة ما دام البعث السوري هو البديل.. فالطيور فقط على اشكالها تقع.. اي وفاء بائس للتاريخ هذا يا سيدتي..

ان لم تكونوا أحراراً
حمود -

يا تلميذة أنطون سعادة الذي يقول ان لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فعار عليكم حريات الأمم بيان الضباط السوريين الأحرار في الجيش العربي السوري إلى الشعب السوري العظيم بداية نؤدي التحية العسكرية ونقف بخشوع وإجلال تقديراً لأرواح شهداء شعبنا الأبرار الذين سقطوا على أيدي إخوتهم في الوطن دفاعاً عن الحق والحرية والكرامة.ونحني رؤوسنا وهاماتنا لهذه الأرض المباركة التي أنجبت هذا الشعب الأبي الخالد الذي لم يرض بالضيم والظلم يوماً وثار ......على القهر والاستبداد .يا أبناء شعبنا الأحرار :انطلاقاً من إيماننا بالله الواحد الأحد ، ووفاءاً للقسم الذي أقسمناه بأن نحمي الشعب والوطن وتجسيداً لمعاني النشيد الأغلى ، نشيد الوطن بأنا حماة الديار ، ولأننا أبناء هذا الشعب الأبي وهذه الأمهات الشامخات اللاتي منهن رضعنا قيم الأصالة والرجولة والعطاء والوطنية الصادقة ، فإننا نخاطبكم اليوم لنشد على سواعدكم وأنتم تسطرون صفحات مشرقة في حياة الوطن والأمة ، وتوقدون فينا الثقة والعزيمة بأن ربيع سورية قد أينع بأزاهير الثورة وبراعم الحرية وبشائر النصر على الطغاة لذا كان من واجبنا ولزاماً علينا أن نكون أوفياء لكم وللوطن لنجسد انتماءنا وإيماننا لهذه الوحدة الوطنية في بياننا التالي :إن ما تشهده سورية اليوم من تحركات شعبية وتظاهرات محقة تطالب بالعدل والحرية ، وما تفعله سلطات النظام السوري الساقطة حيال ذلك من قتل وتنكيل واعتقال بحق أبناء شعبنا ، بل وزيادة على ذلك بدؤها بمسلسل الأعمال الإجرامية والاغتيالات والتصعيد الدموي مروراً بالأكاذيب حول الخلايا المخربة وتهريب الأسلحة ، وتغطية كل ذلك عبر الإعلام السوري الرسمي الكاذب والوقح والمثير للفتن في محاولة دنيئة لوصف التحركات الشعبية بالمندسين والعصابات الإجرامية والسلفية والإرهابية وإلصاق كل ما يجري من جرائم وقتل وتخريب بهذا الشعب الباسل ، كل ذلك كان دافعاً لنتحرك الآن ولنجهر بالصوت عالياً لهذا النظام وأزلامه وأجهزته ونقول : كفى !!!!يا جماهير سورية الحبيبة :إن هذا النظام الفاسد والمجرم بل والخائن والذي هيمن واستبد بالبلاد والعباد ، وعاث فيها خراباً وإفساداً لأربعين سنة ، لا يزال يخطط وعبر مؤسساته الأمنية والعسكرية لارتكاب المزيد من الجرائم والفظائع بحق شعبنا وخاصة بعد أن تبين وبشكل واضح كذب ادعاءاته ووعوده بالإصلاح والحرية ومكافحة الفساد ، عبر ممارسة التضليل