جريدة الجرائد

سوريا.. واحتمالات الانفجار الشامل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سمير الحجاوي


فتح النظام السوري بوابة الدم على مصراعيها في معظم المدن السورية يوم الجمعة الماضي، في تعبير شرس عند بدء خوض المعركة التي أعلن الرئيس بشار الأسد استعداده لخوضها في خطابه أمام مجلس الشعب قبل شهر تقريبا.
هذا العنف من قبل قوات النظام الأمنية ومليشيات "الشبيحة" التابعة له أسفرت عن مقتل 112 شخصا خلال يوم واحد فقط، وهو الأعنف والأكثر دموية منذ اندلاع الثورة سوريا، مما يرفع عدد القتلى بين المتظاهرين إلى أكثر من 300 شخص على الأقل.
من الواضح أن مقاربة الأسد للتعامل مع المظاهرات الاحتجاجية أمنية بامتياز، أو أن الأجهزة الأمنية باتت تسيطر على صناعة القرار في سوريا حاليا، مما يدفعنا إلى السؤال عن حقيقة الجهة التي تقود سوريا حاليا، وتدفع باتجاه "الحل الأمني العنيف الملطخ بالدم".
قتل هذا العدد الكبير من الناس في يوم واحد يعني القطيعة بين النظام وبين الشعب، فالشعب الذي خرج ليطالب بالإصلاح والحرية بطريقة سلمية لم يكن ليقدم على هذه الخطوة دون أن يضع أمام ناظريه إمكانية دفع ثمن فادح من الدم، أي انه خرج وهو مستعد نظريا لدفع ثمن الحرية، وهذا يعني أن هؤلاء الناس لن يعودوا إلى بيوتهم دون أن يحصلوا على ما يريدون.
في المقابل فان نظام الحكم احرق أوراقه التي كان بإمكانه أن يلعبها في مواجهة الجماهير الغاضبة ودفع نفسه إلى زاوية المعالجة الأمنية الدامية وأطلق الرصاص بكثافة على الشعب الذي يحكمه، وهو بهذا كتب شهادة وفاته نظريا حتى الآن على الأقل.
من الواضح أن نظام البعث الذي يقوده الرئيس بشار الأسد يجازف حاليا بكل ما لديه من قوة وعنف للبقاء في السلطة، وهي مغامرة قد تؤدي بالوضع في سوريا إلى احتمالات متعددة أخطرها اندلاع حرب في البلاد تحرق الأخضر واليابس، ويبدو أن هذا الاحتمال هو الأقرب إلى الحدوث ما لم يتخلى بشار الأسد ونظامه طواعية عن السلطة، فالشعب الذي رفع سقف مطالبه "إسقاط النظام"، وعادة فان الجماهير لا تتراجع عندما تصل إلى مرحلة "المفاصلة" مع النظام، خاصة مع نزف الدم وخسارة الضحايا وتشييع الجثث وارتفاع شواهد القبور التي من شانها أن تغذي الثورة و غضب الناس.
ومن هنا فان النظام السوري يخطئ إذا ظن أنه يستطيع إخضاع الناس، لأن هذا الخضوع يتطلب استسلام الشعب، وهذا لن يحدث لان الشعوب لا تستسلم أبدا، ويخطئ النظام السوري أكثر إذا حاول المضي قدما في "الحل الدموي"، لأنه سينتهي إلى لفشل مهما سالت الدماء، ومن شانه تحويل سوريا إلى ميدان لصراع قاتل بين النظام والته العسكرية ومليشياته وبين بقية الشعب. ولذلك فان إصرار نظام الأسد على المغامرة والمقامرة لن يجدي والحل هو أن يرحل لأنه لا يوجد خيار آخر أمامه.
نظام الأسد انتهى لان الشعب السوري أعلن رفضه له، وهو "ميت سريريا" وسياسيا، وعلى الرئيس السوري أن يدرك أن حقبته وحقبة البعث قد انتهت إلى الأبد، وان التاريخ لن يعود إلى الوراء، وان تشبثه بالسلطة لا يعني إلا المزيد من القتل وسفك الدم، فهو لا يستطيع أن يحكم شعبا يلفظه، ولأن من شأن ذلك دفع سوريا إلى احتمالات الانفجار الشامل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدويلة العلوية
محمد الرفاعي -

تقرير جيد و لكني اقراه مختلفا... علم النظام ان سيطرته على سوريا انتهت عمليا و هو الان يسعى للاحتفاظ بدويلة علوية في الشمال السوري لذلك يكثر من سفك الدماء لأنشاء جدار الكره العنصري و دفع العلويين الى الانخراط في تقسيم سوريا,,, و هنا مقتله: ظن آل الاسد انّه روضنا و دجّننا,,, و لكننا انتظرنا 48 سنة لهذه اللحظات المجيدة و اذا فكّر العلوييون ,مع احترامي لطائفتهم,,انهم يستطيعون تحقيق هذا,, فنخن اهل الشام مستعدّون لمحاربتهم مئات السنين ,,,اذ نملك بفضل الله العلي القدير صبرا و عزما تزحزح الجبال,,,و السلام

راس الحر به
نبيل التلي -

لاتحاولوا لن تسمح ايران بسقوط النظام لانه راس حربة المشروع الإيراني للهيمنه على المنطقه .

الى نبيل التلي
محمد الرفاعي -

اعلم ان الله غالب على امره و لكن اكثر الناس لا يعلمون...ايران آتيها الدور باذن الله,,, يقول الله عزّ و جل في القرآن الكريم(و لا يحيق المكر السيء الا بأهله) فهم الطغاة قصير,, من كان يتوقع فبل اشهر سقوط مبارك؟؟ و لو ينفع دور دولة حليفة في قهر الشعوب لكانت نفعت امريكا مبارك,,, فاذهب انت و حزب البعث و ايران الى مزبلة التاريخ,, و ان غدا لناظره قريب

علوي وافتخر
بدوي -

الى السيد الرفاعي، لا هكذا تحل الامور يا سيد انك تصب الزيت على النار و انك تقدم الدعم الى كل الطائفيين من جميع الطوائف ، أني أشم روائح طائفية من الجميع سنة وعلويين الخ وكأن المشكلة هي ان الحاكم جيد ولكن هو ليس من طأفتك، اتمنى ان يحكم سوريا رئيس هندوسي عادل ولا رئيس غير جدير من طائفتي او سني... اخي الكريم اذا كان العلويين بنظرك يريدون دويلة وان السنة سينتقمون من العلويين وو ..الخ هذا يعني ان هذا الوطن مبني على اساس غلط وان السيدان سايكس و بيكو كانا على حق وسبقونا عشرات السنين باننا غير جديرين بالعيش تحت سقف واحد ولذلك وضعوا الحل الامثل واني اخش بالفعل من هذا الاتجاه. فالأجدر ان تدعوا الى الخير للجميع في دولة عصرية يعم بها العدل للجميع بما فيهم انصار النظام التي لا أظن انهم فقط من العلويين و غير ذلك ما هو الا ...

وذكّر
عبدالله حمدي -

يا مولانا شو منع التعليق من النشر وكمان التعليق على المطاوعة لم ينشر ليش اليوم شمسنا غايبة

أين تعليقي؟!
سيروان لرزاده -

المشرفون الأعزاء على الموقعربّما لايمكنكم تصوّر مدى احترامي وتقديري لموقعكم الديمقراطي الرصين وإدماني على متابعة ما ينشر على صفحاته في شتى المجالات، وقلّما يكتب سواي فيه تعليقات مهذبة تنسجم مع شروط النشر المعلنة، وبلغة سليمة ومفهومة ، ولكن يحز في نفسي حجب تعليقي على هذا الموضوع، وهو ما دفعني إلى التساؤل: أين تعليقي؟مع االشكر ***رسالة المحرر: السيد سيروان لرزاده،تحية طيبة وبعد،نشكرك على الملاحظة ونرجو منك ارسال التعليق مجددًا.