جريدة الجرائد

سوريا والتدخّل الأجنبي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أمجد عرار

قترب التدخّل الأجنبي في سوريا، فيما يزداد المشهد تعقيداً وتسخيناً . ولا ندري إن كان تعطيل التبريد سيؤدي إلى انصهار في مفاعل الوضع الداخلي إلى درجة يصعب معها وقف إشعاع الفوضى القاتل في بلد قال عنه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، إن لا سلام من دونه، مثلما لا حرب من دون مصر . بعيداً عن المناكفات والسجال الذي يتمترس طرفاه في موقعيهما، حتى قبل الأحداث الأخيرة، وقبل أن تراق قطرة دم واحدة، وبعيداً عما يشبه الاشتباك الغبي بين مشجعين متعصّبين للعبة رياضية، فإن ما يجري في سوريا ينبغي ألا يسرّ أحداً سوى أولئك الذين لا يريدون الخير لهذا البلد العربي . لا ينبغي أن تخدعنا دموع تماسيح يذرفها البعض . على الضحايا يبكيهم أهلهم صادقين، ونحمّل نظام الحكم مسؤولية إراقة دمهم، فهو المسؤول الأول عن أرواح الناس سواء من تقتله قوات الأمن أو أي سلاح آخر . ألم ينشئ أحد أشد الأجهزة الأمنية قبضة، ويفرض حالة طوارئ منذ نصف قرن؟ .

في التشخيص العام، ربما أن هناك داخل النظام، مثلما داخل معسكر خصومه، من يريد تعطيل الإصلاح لغايتين مختلفتين . فالطرف الأول يشعر بأنه سيدفع ثمن الإصلاحات من مكتسباته، والثاني، ولا نعني المطالبين بالحريّة، يتناغم مع استهداف بلد مصنّف كعضو في ldquo;محور الشرrdquo; . لم تُعط قرارات الإصلاح، غير الكافية، أية فرصة لكي تُختبر، ولم تتمتّع قوى الأمن بثقافة التعامل الحضاري مع المتظاهرين، وليسوا كلهم ldquo;مجموعات مسلّحةrdquo; . بين روايتين يضيع الباحث عن مصدر موثوق للحقيقة . ففي أحداث كهذه، يستسهل المعادي للنظام تداول كل رواية تدين النظام، والشيء ذاته يفعله من يمنح النظام ldquo;الحقrdquo; في القتل ما دام داعماً للمقاومة . وفي ظل العواصف الهائجة، يستطيع أي شخص أن يقتلع شجرة ويتهم العاصفة، فلا تحقيق مستقلاً، ولا وسيلة إعلام محايدة، ولا النظام يفتح أبوابه لوسائل الإعلام .

هذه الحالة وصفة سحرية وذريعة للتدخّل الأجنبي الذي بات يطفو على السطح، وهو يبدأ عادة بإرسال إشارات إيحائية من نوع ldquo;كل الخيارات مطروحةrdquo;، وrdquo;عدم الاستبعادrdquo;، ثم تتصاعد اللهجة وضوحاً . في الطرف الآخر، تبدأ ردود الفعل برفض التدخّل الأجنبي المقرون ب ldquo;لكنrdquo;، وهذا التعبير، ما دام مرهوناً بتفاقم الوضع والدم، فسيتحوّل إلى ldquo;فليأت الشيطان ويخلّصناrdquo; . هذا المنطق دفنه الشعبان المصري والتونسي، ليعود الآن من جديد على شكل نقاش بالنسبة لسوريا . أول الغيث قطرة أمريكية سقطت من الابيض الأبيض تقول: نحن نعتمد الدبلوماسية ldquo;حتى الآنrdquo;، فماذا بعد الآن . نيكولا ساركوزي رفع الجرعة بالقول إن أي عمل ضد سوريا يحتاج إلى تأييد مجلس الأمن، ثم سمعنا سوزان رايس تتحدّث في مجلس أمنها بحرارة جعلتنا نظن أن اسمها سوزان عبدالناصر .

نحن نضم صوتنا إلى صوت المعارضة السورية سهير الأتاسي التي تقول إن السوريين هم أصحاب الشأن في تحقيق حريّتهم لأنهم بكل أطيافهم يلتقون تحت مظلّة سوريا . نعم نحن مع هذا المنطق الذي يُخرِج من تحت الخيمة أي بحث عن مصالح الآخرين . نحن مع الأسلوب التركي بالضغط السياسي على النظام، وإطلاق ألف لا للتدخّل الأجنبي العسكري والأمني .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صدقت
محب لسوريا -

نحن السوريون وبكل مكان بالعالم لن نسمح لاي قوة خارجية اجنبية كانت ام عربية ان تتدخل بالوضع السوري لاننا و بالاعتماد على رب العالمين سوف نحل مشكلتنا بانفسنا والله هو القادر على حماية سوريا و من ثم اهلها

صدقت
محب لسوريا -

نحن السوريون وبكل مكان بالعالم لن نسمح لاي قوة خارجية اجنبية كانت ام عربية ان تتدخل بالوضع السوري لاننا و بالاعتماد على رب العالمين سوف نحل مشكلتنا بانفسنا والله هو القادر على حماية سوريا و من ثم اهلها

لا بد من التدخل
برجس شويش -

لا افهم من الذين يريدون التغير في سوريا ولا يرغبون في اي دعم و مساعدة من القوى الدولية, حتى ولو تطلب التدخل لانه بكل بساطة النظام دموي ولن يتوانى في حملات الابادة و القتل و الاعتقالات, فالنظام بحد ذاته يبحث عن الدعم الدولي في قمعه بطريقة دموية لشعبه, التناقض الاول و الاساسي هو بين الشعب و النظام ولماذا البعض يريدون بطريقة او اخرى ان يزاودوا على الاخرين في وطنيتهم وهم لا يدرون بانهم يخدمون النظام فيجب استعمال كل الاساليب ضد النظام لئلا يتمادى في ابادته و قمعه للشعب بما فيها طلب مساعدة القوى الخارجية

لا بد من التدخل
برجس شويش -

لا افهم من الذين يريدون التغير في سوريا ولا يرغبون في اي دعم و مساعدة من القوى الدولية, حتى ولو تطلب التدخل لانه بكل بساطة النظام دموي ولن يتوانى في حملات الابادة و القتل و الاعتقالات, فالنظام بحد ذاته يبحث عن الدعم الدولي في قمعه بطريقة دموية لشعبه, التناقض الاول و الاساسي هو بين الشعب و النظام ولماذا البعض يريدون بطريقة او اخرى ان يزاودوا على الاخرين في وطنيتهم وهم لا يدرون بانهم يخدمون النظام فيجب استعمال كل الاساليب ضد النظام لئلا يتمادى في ابادته و قمعه للشعب بما فيها طلب مساعدة القوى الخارجية

نظام مجرم ساقط
سوري وطني -

بشار من اكبر عملاء اميركا واسرائيل والحظر الاوروبي على معدات قمع المتظاهرين مثل القنابل المسيلة للدموع اكبر دليل على انه عميل للغرب ضد شعبه... فليكن الشعب عميلا للغرب اذا. هذه حرب والحرب خدعة.

نظام مجرم ساقط
سوري وطني -

بشار من اكبر عملاء اميركا واسرائيل والحظر الاوروبي على معدات قمع المتظاهرين مثل القنابل المسيلة للدموع اكبر دليل على انه عميل للغرب ضد شعبه... فليكن الشعب عميلا للغرب اذا. هذه حرب والحرب خدعة.

النظام هو البادئ
عصفور مهاجر -

النظام (المدجج بكل الاسلحة) طلب مساعدة خارجية من ايران لقمع وقتل المتظاهرين المسالمين في سوريا، في حين أن شباب الثورة (وهم غير مسلّحين) لم يطلبوا حتى الآن أي مساعدة عسكرية خارجية.... فمن هو الوطني ومن هو العميل الخارج عن الشرعية؟؟

النظام هو البادئ
عصفور مهاجر -

النظام (المدجج بكل الاسلحة) طلب مساعدة خارجية من ايران لقمع وقتل المتظاهرين المسالمين في سوريا، في حين أن شباب الثورة (وهم غير مسلّحين) لم يطلبوا حتى الآن أي مساعدة عسكرية خارجية.... فمن هو الوطني ومن هو العميل الخارج عن الشرعية؟؟