صدق المعتوق ... وكذبت «القاعدة»!

مبارك محمد الهاجري


نشر موقع "ويكيليكس" برقية بعثتها السفارة الأميركية في الكويت إلى واشنطن، عن حوار دار بين السفير الأميركي السابق، ووزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبدالله المعتوق، تتعلق بجرائم تنظيم "القاعدة" الإرهابي، موضحاً أن الدكتور المعتوق قال أن الدين الإسلامي براء من أفعال هذا التنظيم، وأن هذه التصرفات الإجرامية تدل على حقيقة واحدة، أن هؤلاء الإرهابيين وعلى رأسهم ابن لادن، لم يدرسوا التعاليم الإسلامية السمحة، والتي تحرم قتل الأنفس المعصومة والترويع!
ما قاله الدكتور المعتوق في تلك المقابلة هو الحقيقة بعينها، فما يحدث من قتل وتفجير وتدمير وبث القلاقل والفتنة في كثير من بلدان العالم، لا يمت للدين الإسلامي بأي صلة، وما تردده "القاعدة" من أنها عمليات جهادية، كذب بواح واتهام مباشر للإسلام الذي يرفض رفضاً قاطعاً وصريحاً العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم "القاعدة" الإرهابي والذي أثبت بالصوت والصورة عمالته لإسرائيل من حيث الأسلحة والمندسين في صفوفه!
الجهاد لا يكون بالتدمير وقتل الأنفس البريئة، وإنما الجهاد الحقيقي، إن أراد هؤلاء الخوارج، فطريقه لا يحتاج إلى دليل، فها هو المسجد الأقصى الشريف يئن من وطأة الاحتلال الصهيوني منذ عقود أربعة ولم نسمع يوماً أن هذا التنظيم جيش جيوشه وزحف تجاه ثالث الحرمين وأولى القبلتين ليحرره من العدو الجاثم عليه، فأي جهاد يزعمه تنظيم الخراب والدمار، وأي جنة تنتظر من يقتل الأبرياء والعزل في الأماكن العامة؟ فإن أرادوا الجنة حقيقة فليقدموا النصرة والنجدة إلى الشعب الفلسطيني، بالفعل وليس بالبيانات التي اعتادت "القاعدة" أن تلقيها عبر وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن فلسطين بينما إسرائيل تنعم بالأمن والأمان بفضل تعاونها الوثيق مع هذا التنظيم الإرهابي، والذي امتلأت مخازنه برشاشات عوزي الإسرائيلية الصنع!
* * *
أين أنت من الجولان المحتل؟ سؤال يوجه إلى نظام البعث الحاكم في دمشق، يبدو أن الدبابات التي تحركت صوب المدن السورية ليست لديها بوصلة، أو أنها افتقدت الشجاعة للسير على الطريق السريع المؤدي إلى الجولان المحتل!
هل فقد النظام عقله لكي يأمر دباباته بالدخول إلى المدن الآهلة بالسكان العزل، هل هذه هي المروءة التي يتبجح بها هذا النظام، الذي استأسد على أبناء شعبه، بينما الجولان قابع تحت احتلال الصهاينة منذ العام67! ذاكرة التاريخ مازالت حية، تجاه جرائم حماة التي ارتكبها النظام السوري في عام 82، والتي تتفطر لها القلوب ألماً وحزناً، جريمة إرهابية خلفت وراءها ثلاثين ألف قتيل بريء سُيسأل عنها النظام الدموي يوم القيامة، بأي ذنب قتلوا!