جريدة الجرائد

عبود الزمر: لا يجوز الخروج على حكومة عصام شرف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أشهر سجين سياسي مصري يتحدث عن السجن والثورة

أكد أن رجال المجلس العسكري "وطنيون" يحاولون إصلاح ما أفسده مبارك

القاهرة


ارتبط اسم عبود الزمر بمقتل السادات عام 1981وحكم عليه بالمؤبد في حادثة الاغتيال الشهيرة هو وابن عمه ورفيق دربه د. طارق الزمر وانتهت مدة سجنهما عام 1996 لكن نظام الحكم السابق في مصر رفض خروجهما لاصرارهما على ممارسة حقهما الشرعي والقانوني في العملين السياسي والدعوي "النهار" التقت عبود عبداللطيف حسن الزمر ليجيب عن أسئلة كثيرة مازالت حائرة مثل لماذا رفض هو وابن عمه التوقيع على مبادرة وقف العنف رغم موافقتهما على بنودها وهل يمكن ان يعاود التنظيم حوادث القتل والانتقام من أفراد الأمن مرة أخرى وماذا كان يقصد الضابط الحربي السابق بدعوته لتشكيل مجلس أعلى للتكفير وهل يطالب بفرض الجزية على النصارى في مصر كما رددت وسائل الاعلام أم لا. وفي الحوار الذي ننشره على اربع حلقات يكشف الزمر عن تفاصيل جديدة في عملية اغتيال السادات ودوره فيها ولماذا لم يتم الحكم عليه بالاعدام وأين كان يختبئ بعد مقتل الرئيس المصري الأسبق حتى تم القبض عليه وتفاصيل المحاكمة، وهل ندم على مقتل السادات كما صرح قياديون آخرون في التنظيم أم لا وما علاقتهم حالياً بالدكتور عمر عبدالرحمن. ويدلي القيادي الجهادي برأيه عن ثورة 25 يناير ومستقل مصر بعد سقوط النظام السابق ولماذا شارك في مظاهرات بعد خروجه من السجن. وأدلى بشهادته عن فتح السجون والانفلات الأمني الذي صاحب أيام الثورة ولماذا لم يهرب هو ود. طارق و كيف أصيب في محبسه ولماذا اتهم النظام السابق بمحاولة قتله. ولفت أشهر سجين سياسي مصري في العصر الحديث الى محاولته الانضمام الى نقابة الأشراف للقيام بدور فاعل وملموس في الحياة السياسية.

وفي الحلقة الأولى يتحدث الزمر عن موقفه من قتل زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن ورؤيته لمستقبل البلاد بعد ثورة 25 يناير التي اودعت رمزا من السلطة السابقة في السجن ويدعو الى منح الحكومة " المتعاونة " فرصة لتحقيق اهداف الثورة التي قال ان رجال المجلس العسكري الحاكم لن يخونوها. بماذا تعلق على مقتل أسامة بن لادن؟

توقيت الغارة الأميركية التي نتج عنها مقتل بن لادن، جاء مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة خلال العام المقبل نظرا لما يعاينه اوباما من هبوط شعبيته واوباما كان حريصا على الوصول لهذه النتيجة قبل الانتخابات المقبلة في ظل فشله في كثير من المجالات كان ينتظر نجاحا بهذا الشكل يرفع من رصيده الانتخابي. أنا حزين بشدة لمقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة "ندعو له ان يتقبله الله في الشهداء الذين وقفوا أمام احتلال البلاد الغازية لبلاد الاسلام" لكن علينا ان لاننسى فشل أجهزة المخابرات العالمية الأميركية والاسرائيلية في الوصول الى أسامة بن لادن لمدة 10 سنوات وأيا كانت الطريقة التي تمكنوا بها من الوصول اليه فان ذلك يؤكد ان أجهزة الاستخبارات التي يروج لها أنها تراقب "دبيب النمل" لا تعرف أشياء كثيرة مما يجري في العالم.

هل ستتأثر العمليات الجهادية المقاومة في البلاد الاسلامية؟

استبعد تأثر العمليات الجهادية المقاومة في البلاد الاسلامية التي يوجد فيها احتلال أجنبي بمقتل بن لادن، لان المقاومة مشروعة وفقا للدين وللقانون الدولي لكنني سبق ان طالبت الاسلاميين الجهاديين بعدم اباحة العمليات العشوائية في أي مكان، مضيفا ان الجماعات الاسلامية الجهادية في معظم أنحاء العالم، وفي البلاد التي لا يوجد فيها احتلال أصبحت تميل الى العمل الاجتماعي والسياسي.

كيف ترى المشهد السياسي في مصر حاليا؟

أرى أمامي انجازات ثورة جميلة ورائعة تتمثل في افراز حكومة وطنية، صحيح أنها مؤقتة، لكنها حكومة جيدة تؤدي ما عليها بوطنية، وتخلصت من كل رموز وبقايا النظام السابق الموجود معظمهم في السجون، ربما نحتاج الى بعض الوقت فقط لكي تستطيع تلك الحكومة تنفيذ ما يريد الشعب.. كما أرى المجلس العسكري يقوم بدوره بكفاءة وجدارة، وأنا أعرف عددا من أعضائه مثل المشير طنطاوي رئيس المجلس، والفريق سامي عنان رئيس الأركان وللعلم فهو كان دفعتي في الكلية الحربية، وأعرف أيضاً عددا من أعضاء المجلس، وكلهم رجال وطنيون ويحاولون اصلاح ما أفسده نظام مبارك، وهناك أيضا مجموعة من الطلبات الفئوية التي تقلقني، لأنه ليس وقتها الآن واثارتها حاليا يثير القلق حول من يقف ورائها، وهناك أيضا تحولات كبرى تجري في الحياة السياسية في مصر بعد 25 يناير، فمثلا التيار الاسلامي، مثل الجماعة الاسلامية والجهاد وغيرها من الحركات الاسلامية بدأت تتجه نحو الظهور على الساحة السياسية بتشكيل أحزاب سياسية لتعمل من خلالها، بعد ان كانت كل الجماعات والتيارات الاسلامية مقصية تماما، باستثناء الاخوان المسلمين، الذين خاضوا الانتخابات وحصلوا على مقاعد في البرلمان.

هل كنت تتوقع ان يحدث هذا الانفجار الشعبي في مصر؟

كنت متوقعا ان هذا النظام حتما ستحدث له كارثة وذلك بسبب الظلم الشديد الذي حدث في السنوات الأخيرة، ولكن لم أكن أتوقع ان أرى ذلك بعيني، ولم أكن أتوقع ان يتحرك الشباب خاصة ان كل ما كان يصلني عنهم أنهم مغيبون، وأصابني اليأس وازداد هذا اليأس بسبب عدم تحرك الناس بسبب رغيف العيش، لذلك كتبت عن وقفة اليوم الواحد لكسر حاجز الخوف وكسر الداخلية، وعندما وجدت 50 ألفا خرجوا يوم 25 يناير قلت في البداية انها حركة احتجاجية ودعمتها، وبعد ذلك سالت الدماء فقلت ان هناك انتصارا سيحدث، وعرفت ان الناس ستصمد وتأخذ بالثأر وطالبت شباب الجماعة بالانضمام لميدان التحرير ونصرة المطالب المشروعة. ومع بداية أحداث الثورة اعتقدت أنا ود. طارق أنها مجرد عمل احتجاجي محدود ستتم السيطرة عليه ويوم جمعة الغضب واطلاق الشرطة الرصاص على المتظاهرين وقتلهم أيقنت ان هذه نهاية نظام مبارك وان النصر سيكون حليفاً لهؤلاء الشباب.

متى تيقنت ان الثورة ستنجح وان النظام السابق سيرحل؟

عندما تساقطت الدماء علمت ان هذه الثورة ستكون لها ثمار جيدة وعندما صمد الثوار علمت أنها ستنجح، وخاصة أنها كانت لها أهداف كبيرة وكان من هذه الأهداف والثمار التي جنيناها، استعادة الحرية للشعب المصري وكسر حاجز الخوف، فالحمد لله انطلق الشعب بكل فئاته واجتمع فيها كل أطياف المجتمع قوي معارضة و تيار اسلامي، أقباط ومسلمين.

ماذا كان رد فعلك تجاه دعوة أحد قيادات الجماعة بعدم الخروج في المظاهرات؟

قمت من داخل السجن بدفع الشباب وطالبتهم بعدم ترك الميدان والصمود، وكان هناك خلاف بين أعضاء الجهاد والجماعة الاسلامية والسلفيين حول الراية التي سيخرجون من أجلها فحسمتها وقلت انها راية المطالب العادلة ونصرة المستضعفين، وقلت لهم من يمت في الميدان فهو شهيد، وبالفعل ذهب عدد كبير من الشباب وكان لهم دور مهم في "موقعة الجمل" نظرا لخبرتهم في هذا المجال.

تنحي مبارك

كيف تلقيت خبر تنحي مبارك وأنت داخل السجن؟

تلقيت الخبر بسعادة بالغة، وسجدت لله شكرا لأنه أراحنا من ظلم كبير، فلو أني كنت في سجن ضيق فمصر كلها كانت في سجن واسع..الحريات مقيدة والأفواه مكممة، والأمن يتحكم في كل شيء.. والحمد لله ان كل هذا انتهى.

صرحت بان مبارك كان يقلقك عندما كان في شرم الشيخ.. فهل زال القلق بعد سجنه ؟

نعم وهناك خطوات جادة تتعلق بالتحقيق معه ومحاكمته وبالفعل كان يقلقني كثيرا وجود حسني مبارك طليقا في شرم الشيخ، وحملته وقتها مسؤولية ما يحدث في مصر ساعتها من اضطرابات ومظاهرات فئوية.

هل سبب كراهيتك للنظام السابق هو أنه زج بك في السجون لمدة 30 عاما؟

أنا مدة سجني انتهت عام 1996، فيما يعرف بالافراج بعد قضاء نصف مدة العقوبة، وهو ما تم تطبيقه مع جواسيس اسرائيل الذين ضبطتهم السلطات المصرية وأفرجت عنهم بعد نصف المدة أي انني بقيت في السجن ظلما 15 عاما بعد انتهاء فترة عقوبتي.. والسبب في ذلك هو ان نظام حسني مبارك يرى ان جواسيس اسرائيل أفضل مني وأنهم يستحقون الافراج بعد نصف المدة وأنا لا أستحقه، وقد عرض النظام السابق علينا (أنا والدكتور طارق) الكثير من الصفقات لنكسبه الشرعية أو نضع يدنا في يده، لكننا رفضنا الرضوخ للضغوط وقررنا ألا نضع يدنا في يد النظام السابق حتى لو كلفنا ذلك البقاء في السجن مدى الحياة، ولكن من فضل الله علينا ان جعلنا نرى زوال النظام الظالم ونخرج من السجن مرفوعي الرأس.

أي الفترات كانت الأصعب خلال الـ30 عاما خلف القضبان؟

هناك مرحلتان كانتا في غاية الصعوبة مرحلة التحقيقات، في بداية السجن، بسبب ما صاحبها من تعذيب لنا ولكل الاخوة، والثانية أنا أسميها مرحلة القهر التي أرادوا فيها التأثير على معتقداتنا الفكرية، خاصة مع التصعيد من الاخوة خارج السجن في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وشملت التعذيب وغلق الزيارات لفترات وصلت الى سبع سنوات لبعض الاخوة، والحمد لله لم أكن منهم، وأيضا بعد انتهاء فترة أحكامنا ومطالبتنا بالافراج والدعاوي القضائية التي أقمناها لاثبات حقنا في الخروج تعرضنا لضغوط كثيرة من أجل ان نركع ونسلم للنظام، الا أننا أبينا ورفضنا وبقينا في السجن حتى سقط النظام، وخرجنا بفضل الله أولا ثم بفضل الثمار الجميلة لثورة 25 يناير.

جمع سجن مزرعة طرة بينك وبين جلاديك السابقين حبيب العادلي وزير الداخلية السابق ومساعديه.. كيف ترى ذلك؟

أرى ان الله أراد ان يرد اعتبارنا وكرامتنا كأمة وشعب، فالظالم لن يفر من عقاب الله، لأنه يعز من يشاء ويذل من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ولو كنت سمعت ان العادلي ومساعديه سيدخلون نفس السجن لما صدقت ذلك أبدا، وأنا لا أشمت في أحد ولكنها ارادة الله.

كيف كان يعامل العادلي ومساعدوه في السجن؟

كانوا يتعرضون للشتائم من السجناء السياسيين والأهالي ويقذفون بالأحذية عند خروجهم أو دخولهم ومن ثم فضلوا الخروج والدخول من الباب الخلفي الذي يطلق عليه "باب القمامة" والمتأمل لهذا المشهد يرى عظة وعبرة، وأشكر الله على أنه أطال في عمري حتى رأيت تلك اللحظة التي كنت على يقين أنها ستحدث لان عقاب البغي والظلم يخلصه الله في الدنيا قبل عذاب الآخرة، ومرة أخرى أؤكد ان ما يحدث فيه معان ايمانية كثيرة لمن يتدبر.

كيف ترى حل جهاز مباحث أمن الدولة؟

هذا الجهاز لم يكن في أي وقت معنيا بأمن الدولة وكان طول الوقت مشغولا بأمن كرسي الرئاسة وأمن الجالس عليه، ومنذ 25 عاما كتبت قائلا: "ان جهاز مباحث أمن الدولة جهاز خبيث ويجب استئصاله" لذلك أنا مع حله وايجاد آلية جديدة لعمله حتى يصبح معنيا فعلا بأمن المصريين بدلا من أمن الحاكم.

في بيانك للجيش المصري أثناء ثورة 25 يناير قلت "أدعو زملائي في الجيش المصري لعدم الاصطدام بالشعب" هل مازلت ترى نفسك ابنا للجيش المصري؟

في الحقيقة، المؤسسة العسكرية لها مكانة خاصة في كل من ينتمي اليها، فكلنا التحقنا بالكلية الحربية في سن صغيرة لا تتجاوز17 عاما ولذلك تلعب المؤسسة العسكرية دورا مهما في تكوين شخصية الفرد واكسابه قيما ومعاني تظل معه طوال عمره، مثل الشجاعة والشهامة والوفاء واحترام الكبير والتعاون مع الغير.. وأنا أفخر بانتمائي الى هذه المؤسسة العريقة.

حكومة د. شرف

كان مقررا ان تلتقي الدكتور عصام شرف رئيس حكومة تصريف الأعمال وأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فور الافراج عنك، ولكن هذا اللقاء تأجل، ما السبب في ذلك ومتى سيتم؟

نسعى لمقابلة وحوار معه لكنه مؤجل لأسباب عدة ولا أعلم له موعداً وقدمنا له عدة طلبات ونأمل ان تتم الاستجابة لها قريباً، وأريد في البداية ان أؤكد دعمي لوزارة عصام شرف وأدعو للصبر عليه ومساعدته في البناء وان نعرض مشاكلنا عليه ونترك له فرصة في الحل، كما أدعو لدعم المجلس العسكري لأنه مجلس جاد وأنا أعرفهم جميعا، فرئيس الأركان الفريق سامي عنان كان دفعتي، وهذه شخصيات لايمكن أبدا ان تغدر بالثورة.

ونحن نشكرهم على خطوات أخرى جيدة في طريق الافراج عن بقية المعتقلين، قد تتم خلال الأيام المقبلة لان هناك الكثير من الاخوة الذي انتهت مدة أحكامهم ومازالوا في السجون منذ 30 عاما وهؤلاء من المفترض ان يخرجوا فورا بالاضافة الى بعض الاخوة في الجماعة الاسلامية الذين أنهوا نصف مدة عقوبتهم وتنطبق عليهم شروط الافراج بعد نصف المدة.

بماذا تقيم أداء حكومة د. عصام شرف ؟

أكرر طلبي لجميع المواطنين بدعم د. عصام شرف لأنه مرهق جداً، فمبارك ترك له نظام الأرض المحروقة بالفساد السياسي وتحريك النعرات الطائفية وبأذياله السابقين والمطالب الفئوية وهو يريد الاصلاح ويسمع المواطنين ويقابلهم وأنا أؤيده حتى لو كنت مختلف معه فكريا. والحكومة الحالية لا يجوز الخروج عليها لأنها حكومة متعاونة وتريد اصلاح هذا الوطن وتقع على أكتافها مسؤولية كبيرة، وعلى المواطنين ان يصبروا على تحقيق المطالب مع هذه الحكومة.

لو جاء نظام جديد وسار على نهج مبارك الاستبدادي.. هل ستكون مع الخروج السلمي عليه أم ستفكر في الانقلاب بالسلاح؟

الفكرة الانقلابية تكون مسيطرة في حالة عدم وجود آلية لعزل الحاكم، وثورة 25 يناير كسرت حاجز الخوف أمام الناس، وأصبح من السهل حشد الجماهير لتغيير ما لا يرضيهم، وهو ما اختلف عن العهد السابق حيث لم يكن في استطاعة أحد جمع الناس لعدم وجود الوسائل المتاحة في هذا العصر من فيس بوك وانترنت ولا اعلام وضغط دولي، ومن ثم يمكن القول، عندما تتوافر وسيلة أقل في التكلفة فأنا أؤيدها بدلا من الخروج المسلح على النظام كما أنه في ظل تعدد هذه الوسائل وآليات الحشد لن يفكر أحدا في ان يكون ديكتاتورا أو مستبدا. ينبغي للحاكم ان يحكم مدة قصيرة حتى يتسنى لنا الصبر علي ظلمه دون اللجوء الي العنف مع ملاحظة ان الحاكم في الاسلام ممكن ان يحكم مدي الحياة واذا اخطأ يتم اعدامه ثاني يوم "عبر محاكمة عادلة" وهذا ما أريد تفعيله حيث انه موجود في الدستور والقانون محاكمة ومساءلة رئيس الجمهورية لكنها غير مفعلة وتم تعطيلها في الماضي وتفعيل مساءلة الرئيس تعصم المجتمع من الخروج أو العنف ضده ولكن حتى بافتراض عدم تفعيل ذلك النص فالمظاهرات سلاح فعال كما قلت.

هل لو كان تم التعامل مع الاسلاميين بالحجة والفكر والانفتاح علي المجتمع هل كنتم ستصلون الي قتل رجال الأمن والحاكم والتكفير؟

بلا شك لا، لان من يتم تعذيبه ويمنع من الصلاة.. لا يظن ان من يفعل به ذلك مؤمن أو يعرف الله وبلا شك ان المعاملة لها تأثير كبير وكل الأنظمة تلجأ أحيانا للعنف والقتل والسادات قتل أمين عثمان رئيس وزراء مصر قبل الثورة وكان يفتخر بذلك حتى قبل موته بشهور وكل الأنظمة قد تمارس ذلك بطريقة أو بأخرى والا لماذا قتل النظام السابق الاسلاميين.التكفير منتشر في الجماعات الاسلامية لانتشار العنف ضدهم لأنه كما قلت مثلا شخص يأخذني ليعذبني ويسجنني ويحرمني من الصلاة وقتها سأقول هذا كافر ومن المستحيل يكون مسلما وسأستنكر ان تكون هذه أفعال شخص مسلم انما عندما تكون هناك حرية للدعوة الاسلامية سيكون هناك ضابط أمني وشرعي لهذا الأمر.

ذكرت أنك سعيد بمشاركة التيار الاسلامي في الحياة السياسية فهل يعني ذلك أنك توافق على تشكيل الجماعة الاسلامية لحزب سياسي؟

نعم، والنية تتجه لتشكيل ائتلاف حزبي يضم التيارات الاسلامية من دون جماعة الاخوان المسلمين سواء في حزب واحد أو أكثرحسب مايتفق الاخوة في الجهاد والجماعة الاسلامية والسفليين بهدف ان يكون هناك تعدد في الرؤى واستشارة قبل اتخاذ القرار.

لكن "الجهاد والجماعة الاسلامية" كانتا تنتهجان العنف في فترات سابقة، وربما كان ذلك السبب في اقصائهما؟

هذا العنف كان مرجعه النظام السابق الذي كان يبدأ بالعنف تجاه أعضاء الجماعات الاسلامية، فكان أعضاء تلك الجماعات يردون بالعنف المضاد أي أنهم لم يكونوا البادئين بالعنف، والنظام السابق هو السبب، وأنا أرى ان أعضاء الجماعة الاسلامية مؤهلون للعمل السياسي والحزبي، والدليل على ذلك أنهم نبذوا العنف وأغلبهم حصل على مؤهلات عليا ودرجات الماجستير والدكتوراه وهم في السجون كما كانوا دائمي الحرص خلال وجودهم في السجن على متابعة شؤون مصر في كل المجالات، وهم ربما ينقصهم بعض التدريب على العمل السياسي ولايجب ان ننسى ان نظام مبارك استخدم الاسلاميين كنوع من التخويف لأميركا والغرب وهذه الفكرة ستتغير، بل بدأت بالفعل في التغيير بعد ثورة 25 يناير. وأؤكد ان الجماعة الاسلامية ستعمل على الدعوة السلمية وان التيار الاسلامي كله لن يتنازل عن الدعوة السلمية ولا تراجع عن مبادرة وقف العنف، والدليل على العمل السلمي هو الاتجاه لانشاء أحزاب سياسية.

لكنكم مارستم العنف قبل مجيء مبارك في عصر السادات وقتلتموه؟

كانت لها ظروفها وملابساتها وتمت مراجعة فكرنا وأعلنا ذلك ولن نعود للعنف في المرحلة المقبلة لان العنف يولد العنف.

ومن يضمن عدم عودتكم للعنف مرة أخرى؟

لأننا تخلينا عنه بارادتنا وأعطينا للدولة قوائم ومخازن السلاح كما انه حالياً توجد وسائل سلمية أخرى للتغيير مثل المظاهرات السلمية وهي أصبحت محمية الآن من قبل الاعلام الدولي وأيضاً من قبل القانون والمنظمات الدولية، والثورة بوضعها الجديد صنعت آلية جديدة وهي آلية المظاهرات السلمية القوية، والميادين اليوم في العالم العربي جاهزة لاستقبال ملايين الرجال وتستطيع ان توقف أي حاكم وتفضحه هذا شكل جديد، والحمد لله ولم يعد باستطاعة رئيس ان يفني شعبه عن أخره وقد تقع بعض أحداث الاعتداء على المتظاهرين لكن في النهاية تنتصر ارادة الشعب.

ما رأيك في حل مجلس شورى الجماعة واستقالة كرم زهدي ود. ناجح ابراهيم والدعوة الى انتخاب مجلس جديد؟

أنا مع ذلك وطالبت بان يقود الشباب المرحلة المقبلة، وقلت أنا وطارق اننا لن نشارك في أي هيكل تنظيمي ورفضنا حضور اجتماعات للمجلس حتى لا نقره، وقلت لابد من عقد جمعية عمومية لانتخاب مجلس جديد وهناك خطوات عملية تجرى الآن لتحقيق ذلك.

يتم الخلط بين الجماعة الاسلامية و تنظيم الجهاد.. فما الفرق بينهما؟

في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي كان فكرهما متقارباً وكانا تنظيماً واحدا وبعد مقتل السادات ودخول معظم القيادات السجن حدثت خلافات في الفكر وفي بداية التسعينييات حدث تقارب مرة أخرى وحالياً هناك خطوات لتقريب وجهات النظر وأكرر ان تنظيم الجهاد سيؤسس حزبا وسيعلن عنه وعن برنامجه قريبا ويوجد به مجموعة كبيرة من الأسماء المحترمة، وسيتم عمل ائتلاف بين حزبي الجماعة والجهاد لأنه من الصعب ان يندمج التياران في حزب واحد نظرا لوجود تلك الاختلافات الفكرية.

أين موقع آل الزمر من الحزبين؟

وجدت أنا ود. طارق ان المصلحة تقتضى عدم وجودنا في أي تشكيلات حزبية وسيقتصر دورنا على التوجيه والدعم والاصلاح والتوفيق بين التيارات لنجاح هذه الائتلافات ولاعطاء الفرصة للشباب للقيادة وكفانا ثلاثين عاماً في القيادة.

ولماذا لا تتحد الجماعة الاسلامية والجهاد مع الاخوان المسلمين للاستفادة بخبراتهم السياسية؟

لأسباب عدة منها ان الاخوان بدأوا العمل السياسي مبكرا كما أننا لا نريد ان نكون عبئاً على الاخوان وان نحملهم تبعات ماضينا الذي مارسنا فيه تغيير المنكر باليد ولا نريد ان يتخوف الناس من الاخوان ويقولوا انظروا الى الاخوان لقد تحالفوا مع من قتلوا السادات وقد يلجأون الى العنف أو ما شابه ذلك كما أننا لانريد ان ينحصر العمل الاسلامي في حزب واحد بل يكون أمام الناس أكثر من خيار وأكثر من فهم وتطبيق للمنهج الاسلامي وكما ان هناك مذاهب فقهية يجب ان تكون هناك مذاهب سياسية.

لكن عوام الناس لن يعرفوا الفرق بينكم وبين الاخوان ؟

مع الممارسة والتجربة ومرور السنين سيعرف الناس الفرق ويختارون من يرونه الأصلح

هل سينتج عن ذلك شقاق أو خلاف بينكم وبين الاخوان ؟

لا بالعكس، سيكون هناك تعاون وتكامل في الأدوار بيننا وتنسيق في اختيار الدوائر وأدعو جميع الحركات الاسلامية الى التعاون والعمل على خدمة الدعوة الاسلامية ونبذ الفرقة والخلاف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحاكم العادل
قيس الحربي -

هو مختلف فكرياً مع رئيس الوزراء كما يقول، لكنه (لا يسمح) يالخروج عليه. وهو (مَن حَسَم) النقاش من داخل السجن حول الشعار الواجب رفعه في ميدان التحرير، وهو (يرى) أن الإسلام يسمح للحاكم أن يَبقى في منصبه لباقي العمر إن لم يَرتكب الأخطاء.. فإن إرتكبها، يُعدم في اليوم التالي بعد محاكمة عادلة. كما ترون، هي أدبيات كتب اللاهوت الإسلامي الذي رغب في الحُكم أكثر من رغبته في العبادة فأوجد لذلك الحكم قاعدة فكرية تتمحور حول الحاكم العادل نفسه ولا شيء أكثر من ذلك. الحاكم الذي يَحكم بالحق فيُطاع، وأنه وبه سترتقي أمة الإسلام إلى مراتب العُلى. فكر يرى أن الأمة كلها متجسدة في الحاكم الصالح المتدين الذي يجوب الأزقة ليلاً ليرى إن كان هناك من إمرأة تتظلم شاكية فيُنجدها. أين يمكن لهذا الفكر أن يسود في عالم اليوم خارج خيالات حامليه التي تنهل وتستزيد من أساطير الحُلم؟ هذا فكر ما عاد يصلح لزمننا هذا بكل ما فيه من تعقيداته الدولية والإقتصادية والعلمية وغيرها المئات الأخرى. في زمننا هذا، تُدار الدول الناجحة (وليس دولة طالبان) بالمؤسسات التي تحكمها أنظمة معقدة تسمح للفرد بالنقد والتصحيح دون أن يتهم بالخروج على ولي الأمر. السيد الزمر يشعر بالنشوة بالطبع لكونه يملك التأثير في مريديه من السلفيين والمحبين، دعونا نأمل منه إذن التدخل لدى هؤلاء والطلب إليهم تخفيف غلوائهم تجاه كل من يخالفونهم الرأي كرامة لمصر لا غير. وهو الغلواء الذي لم نكن نشاهده قبل 25 يناير! هل هي أجواء الحرية المستجدة التي رأوا أنها أوجدت الظروف المناسبة لإظهار إختلافهم وخلافهم مع المجتمع الذي هم جزء منه؟ سيَصعب على السيد الزمر التنكر لماض إمتد لثلاثين عاماً في السجن وإعتباره نتاج فكر أسطوري ما كان يوماً صالحاً لبناء الدول. لذا، سيبقى السيد وفياً لهذا الإرث الثقيل الذي يتطلب من حامله الدفاع عن كل فاصلة يحتويها سفره لأنها تثير التساؤل حول صلاحيتها. إنها طاقة ضائعة في غير مكانها الصحيح، وتلك هي معضلة هؤلاء القوم.

ولسه ياما حنشوف !
نجيب المصرى -

..... ! - حتى انت ياجريدة النهار تقومين بتلميع.... وتجعلى منه مفكرا سياسيا ودينيا . قلت ... وعملت .... وسويت ..... ونحن اصدقاء دفعة واحدة !! وكأن من كانوا فى دفعة واحدة لهم نفس الفكر ونفس الاتجاهات !!- قلت لهم من مات فى الميدان فهو شهيد وكأننا كنا نحتاج لنصيحة بديهية لنتلقاها كفتوى من سيادته و من محبسه حتى يقتنع الناس بها او المجموعات التى لم تظهر الا بعد التاكد من انتصار الثورة لتتحرك.- دعوة كريمة من جريدة محترمة وعبود حر فى ان يقص مايراه كبطولات شخصية وتوهمات يراها اتباعه انها عين البطولة فيما يراها كثيرون انها لاتستحق وقت سماعها ولكن الاخطر ان تساله الجريدة عن مستقبل مصر بعد الثورة .. فعبود وامثاله هم اكثر الناس استفادة من الثورة : اخرجتهم من السجون و فتحت الابواب لمن كان ممنوعا منهم من لمس ترابها , والسلفيون الذين حاربوا الثورة بالايات والاحاديث التى وزعوها فى مناشير وداروا يتلونها من ميكروفونات فى كل مصر حتى يوم الرحيل متمسكين بالحاكم الجائر منعا للفتنة و بدلا من ان ينزوا حرجا من فعلتهم , اشتد تهديدهم وطال الجميع وكان عليهم ان يساندوا الثورة التى ارجعت لهم كرامتهم وفكت محابسهم واعطتهم كل هذه الحرية التى ماكانوا يحلمون بها ابدا والاهم كان عليهم رد الجميل بدلا من الاستئساد الغريب وتعطيل الاقتصاد وترويع البشر .. وبعد كل هذا تسألونه عن المستقبل .. ربنا يستر ! .. فى معرض حديثه عن العنف ارجعه للنظام السابق وكأن قتل المدنيين فى مصر والسياح وترهيب البشر وشل الاقتصاد وتجويع الناس مع كل ماقاموا به مع الجماعات الاسلامية كان ضد النظام ولم يتأثر به المصريون !- وعن مستقبل مصر نحن نرى للاسف ملامحه المرسومة بريشة السلفيين فلهم لوحات مدهشة فى اطفيح وقنا والمنيا مع تراجيديا هدم الاضرحة ثم مسرحية العباسية من فصلين اولهما فى جامع النور والاخر لدى اخواننا المسيحين بالكنيسة الكبرى ثم الطامة الكبرى من نوع الدراما السوداء من فصلين بامبابة وكان التصوير خارجى باستخدام 2 لوكيشن بينهما 2 كيلو متر .- يا استاذى لدينا الاف المفكرين والعلماء فى مصر يمكنك التحدث معهم عن مستقبل مصر المشرق بالدولة المدنية. وعندك عالم الفمتو ثانية الذى يعرف معنى الوقت وقدسيته وحصل على 33 دكتوراة فخرية اخرها منذ ايام من اكبر جامعات مدريد بعد عمل شاق لمدة 9سنوات بعد نوبل ( نوبل يا استاذ مش قتل نفس

الحقبقه
the truth -

انثال هذا ناويين على خراب و تخلف مصر