جريدة الجرائد

لبنان أولاً... والسما زرقا !

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

راجح الخوري

مرة جديدة طمأن البطريرك بشارة الراعي الى انه سيواصل الطريق التي سلكها من قبله الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير: "لا تخافوا، انا هو"، واقول له: "من المكان الذي وصلت اليه سأبدأ. إنك البطريرك الدائم وانت ذخيرة حية في بكركي".
هذا الكلام يثلج صدور الكثيرين من المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما، الذين وجدوا دائما في صفير ضميراً ساهراً على لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، وتحديدا في ايام الوصاية السورية الضاغطة على البلاد والعباد.
لكن هذا الكلام لن يسرّ اطلاقا اولئك الذين نصّبوا وينصّبون انفسهم اوصياء وممثلين حصريين لهذه الحرية والسيادة والاستقلال، مفترضين ان اجنحة الملائكة تنبت فوق اكتافهم وانهم انما جاؤوا ليدينوا الناس رغم ان في تاريخهم تاريخاً من العيوب!
كذلك إن كلام البطريرك الراعي لن يعجب الذين ارادوا ويريدون للبنان ألا يبلغ سن الرشد وان يظل في حاجة الى رعاية خارجية قريبة او اقليمية تعطيهم بالتالي وكالة حصرية تجعلهم يسهرون على مصالحها فيه اكثر من مصلحته.
وعندما قالها ثلاثاً: "لبنان اولا، لبنان اولا، لبنان اولا"، تذكّر الحاضرون والمستمعون في امكنة بعيدة كل الابطال الذين ضحوا بحياتهم ليكون لبنان اولا من ايام العثمانيين الى يومنا هذا: "اولئك الذين عرفوا كيف يقدمون ذواتهم من اجله وبهدف خلاصه في كل مرة كان يصل الى شفير الهاوية، هؤلاء الابطال"، كما سمّاهم الراعي الذي سمعه اللبنانيون وتذكروا شهداءهم الذين سقطوا على مذبح السيادة والحرية، ربما لكي تبقى السما زرقا كما يقول الرئيس سعد الحريري، ولأن بقاءها هكذا يعني عمليا ان لبنان باق مهما ازدادت من حوله التهديدات.
لم يكن هناك من ضرورة لكي يقول الراعي: "لبنان اولا والسما زرقا"، ففي الوطن اكثرية كبيرة تردد معه ضمنا ومع سعد الحريري علنا هذا الشعار الذي يقود الكثيرين الى استذكار كوكبة من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم وسقطوا غيلة من اجل بقاء لبنان اولا، والذين فجروا "ثورة الارز"، فسارع "المحبون" ليقولوا إنها "ثورة القنبيط والزيتون" على سبيل الضيق والتهكم.
لكن لبنان لا يبنى بالكلام والضغائن والاحقاد، ولا بمحاولة ادخال الدولة ومشروعها من خرم اللون الواحد والحزب الواحد والرؤية الواحدة، كذلك لا يبنى من خلال الاوهام المتورمة جدا والشخصانية المرضية حتى الافتراض بامتلاك مفاتيح السماوات... وكل هذه المآثر هي التي تزدحم الآن وراء عقدة تشكيل الحكومة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انهم قادمون
سعد المازمي -

الوطن هو ايران ، وما دون ذلك كذب وخداع ( ومهما حاولوا ان يقنعونا بغير ذلك) يقولون نحن ايران في البحرين ،والبحرين في ايران. انهم قادمون اذا لم تتحرك دول مجلس التعا ون با ستراتيجيه موحده ومتماسكة تشمل جميع النواحي السياسيه والعسكريه والامنيه والإعلامية والثقافية ......الخ فان عليها وعلى مستقبل شعوبها السلام ، انهم امام تحدي البقاء.