جريدة الجرائد

الخيبات السورية والواقعية العربية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد


لا بد أن القيادة السورية مصدومة مما تسمعه وتراه من الذين كانوا حلفاءها الإقليميين. لم تكف تركيا عن استنكار ممارسات الأمن السوري وانتقاد القيادة السورية علانية. كما تعاطت قطر بسلبية أيضا مع دمشق حيال ما يحدث هناك. وفي حركة بهلوانية انقلبت حركة حماس على دمشق، طارت إلى القاهرة وتصالحت مع السلطة الفلسطينية في غفلة من القيادة السورية المشغولة بإطفاء الحرائق في درعا ودوما وبقية المدن المحترقة.

لا بد أن السلطات السورية اكتشفت فشل سياستها الخارجية، ليس بسبب مواقف هذه الأطراف الثلاثة فقط، بل أهم من ذلك لأنها أغفلت العامل المحلي في التعاطي الخارجي، فما الفائدة من حلف سورية مع إيران الذي صار عبئا عليها، وأين هم حلفاء أيام الرخاء؟ الخيبات السورية الثلاث، التركية والقطرية وحماس، تعبر عن الواقعية في إدارة السياسة العربية. لا دولة تريد أن تشاهَد إلى جانب نظام وهو في نزاع مع شعبه إلا عندما يطالها التهديد أيضا. فبعد سقوط النظام في مصر سقطت أسطورة النظام الحديدي، وتعلمت الدول أن تؤجل الإفصاح عن مواقفها الحقيقية إلى ما بعد حين، إضافة إلى أن هول القمع في سوريا يجعل الحكومات العربية محرجة أمام مواطنيها. لا يمكن لأي حكومة أن تجاهر بالتأييد إلا إذا كانت هي نفسها متورطة في ممارسات مشابهة.

وهذا ذكرني بموقف محرج مررت به قبل نحو ثلاثين سنة، عندما كنت طالبا جامعيا في الولايات المتحدة وأعمل في الوقت نفسه مراسلا متعاونا مع صحيفة "الجزيرة". في طريق العودة، في إجازة عيد الميلاد الدراسية، طلب مني رئيس التحرير خالد المالك أن أتوقف في دمشق من أجل إنجاز عمل للجريدة. في بهو الفندق جلس إلى جانبي أحد الدبلوماسيين السعوديين حيث حدثني عن الوضع في العاصمة السورية، كان هناك انتشار عسكري والطريق إلى فندق الشيراتون مليء بالعديد من الحواجز ونقاط التفتيش. وقعت في تلك الفترة ما عُرف لاحقا بـ"مذبحة حماه". قلت له إنني جئت في مهمة لا علاقة لها بالحدث. نصحني أن أغادر فورا. كان يخشى أن يسهم وجودي في حدوث أزمة سياسية وشيكة بسبب زميل سابق مر قبلي بدمشق. قال إن الرئيس الراحل حافظ الأسد يبدو أنه أراد أن يتحدث عما حدث للصحافة السعودية، ومن أجل إنجاز الحديث عثر مسؤولو الإعلام السوريون على صحافي مغمور مثلي كان في زيارة للعاصمة، استضيف على عجل وجيء به إلى الرئيس للتصوير معه، وأعطي مقابلة عن حسن العلاقة والتواصل مع السعودية. باختصار قال لي الدبلوماسي إن المقابلة لم تنشر. كان من الواضح أن الجميع يتعمدون أن يباعدوا بينهم وبين النظام في مواجهته الدموية مع مواطنيه. في اليوم التالي غادرت المدينة التي كساها الثلج الأبيض.

التاريخ يعيد نفسه، فها هو صديق دمشق أردوغان، رئيس وزراء تركيا، يحذر علانية نظام الأسد بأن حكومته لا تستطيع السكوت على ما يحدث من قمع، خاصة أن الانتخابات التركية على الأبواب.




التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هيبة النظام
برجس شويش -

ان النظام السوري فقد اعتباره بين كل شعوب المنطقةو العالم و هذا النظام كشف عن وجهه الحقيقي في قمعه الهمجي لشعبه وانه سيخسر الكثير من اصدقائه و حلفائه كما تعلمنا من وكالات الانباء, نظام لا يدرك مدى خطورة المجابه مع شعبه فكان بامكانه تجنب ذلك لو حقا كان صادقا في اصلاحاته فهو الان يصف كل ما يجري في سوريا بانها مؤامرة و مندسين و مغرورين و ارهابين و تكفيرين وعجبي هل يمكن ان يكون كل هؤلاء مئات الالوف من الشعب السوري و المنتفضين ضد هذا النظام الاستبدادي وفي مناطقة عدة في سوريا يحملون هذه الصفات و التهم الباطلة و هم يطالبون بالحرية و الديمقراطية

إنها السياسة
عمار تميم -

أستاذنا وصلت لكبد الحقيقة ثم انصرفت عنها إنها السياسة بالمطلق لايوجد فيها أخلاقيات أو مبادئ وعدو الأمس قد يصبح صديق اليوم والعكس صحيح والقاعدة الأمريكية تقول لاصداقات أو عداوات دائمة وإنما مصالح دائمة وقد قيل في السابق أن أحد السياسيين عرضت عليه إحدى الصحف مقابلة بتاريخ معين فوافق وقبلها بيوم واحد عنونت الصحيفة غداً موعدكم مع السياسي الشريف فلان ، فاتصل الرجل بالصحيفة وقال لها عليكم الإختيار إما سياسي أو شريف !! مشكلة الأمة العربية أنه لاتوجد لها رؤية استراتيجية مستقبلية مشتركة مثل قاعدة الإتحاد الأوربي ، وإنما تتعامل مع الحدث وظروفه تتحد وتنفصل تحارب ثم تهادن تصرخ ثم تهدئ من نبرتها ، المشهد العالمي السياسي مرت خلال الفترة السابقة كثيرٍ من الأحداث ولو عقلناها وحاولنا تجميع الصورة برمتها أن المستقبل القادم سيؤدي إلى مواجهة عربية إيرانية لإضعافها وإبقاء إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة (الهدف المنشود أمن إسرائيل) لذلك يتم إضعاف الجيوش وإلهاء الشعوب وإيجاد الفرقة بين القيادات العربية وصولاً للمشهد المرتقب ، مجرد رؤية شخصية ، أردوغان يخوض انتخابات فيتكلم عن سوريا وينضح ، وأوباما بصدد انتخابات قادمة فيقتل بن لادن بعد انخفاض شعبية الأول داخلياً ، حماس طوال الشهور الماضية لم يعد أحد يتحدث عنها فلجأت للمصالحة للعودة إلى المشهد السياسي ، أما قطر فتذكرني بالإنسان النحيل يريد أن يلبس عباءة نبيل شعيل (مع احترامنا وتقديرنا الكامل لشخصه وفنه وإنسانيته) ، هناك دول تحاول أن تبرز إلى القمة رغم أن حجمها لايتناسب مع تطلعاتها من باب رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه ، أعود للخانة الأولى إنها السياسة أستاذنا العزيز وقانا الله من شرورها ، مع الشكر .

هيبة النظام
برجس شويش -

ان النظام السوري فقد اعتباره بين كل شعوب المنطقةو العالم و هذا النظام كشف عن وجهه الحقيقي في قمعه الهمجي لشعبه وانه سيخسر الكثير من اصدقائه و حلفائه كما تعلمنا من وكالات الانباء, نظام لا يدرك مدى خطورة المجابه مع شعبه فكان بامكانه تجنب ذلك لو حقا كان صادقا في اصلاحاته فهو الان يصف كل ما يجري في سوريا بانها مؤامرة و مندسين و مغرورين و ارهابين و تكفيرين وعجبي هل يمكن ان يكون كل هؤلاء مئات الالوف من الشعب السوري و المنتفضين ضد هذا النظام الاستبدادي وفي مناطقة عدة في سوريا يحملون هذه الصفات و التهم الباطلة و هم يطالبون بالحرية و الديمقراطية

Boy
rash -

القطريون ذهبوا الى اوروربا ودفعوا لهم الاموال من اجل التدخل العسكري بسوريا....وهذا واضح بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء القطري لفرنسا والمانيا ...لقد أصبح السياسيون الاوروبيون كالكلاب المسعورة بعد مشاهدة الاموال الخليجية على الطاوله .محدثي النعمة ورؤوس البغال واحلام العصافير

Boy
rash -

القطريون ذهبوا الى اوروربا ودفعوا لهم الاموال من اجل التدخل العسكري بسوريا....وهذا واضح بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء القطري لفرنسا والمانيا ...لقد أصبح السياسيون الاوروبيون كالكلاب المسعورة بعد مشاهدة الاموال الخليجية على الطاوله .محدثي النعمة ورؤوس البغال واحلام العصافير

فاقد الشيء
الشاطر -

الذي يقرأ مقالات بعض الكتاب السعوديين والنصائح (الديموقراطية) جدا التي يوزعونها يمينا وشمالا بغير حساب وينصحون الأنظمة العربية ومنها النظام السوري المتخلف كيف يكون ديموقراطيا يتعجب حقا فكأن هؤلاء الكتاب يعيشون في اكثر البيئات العربية ازدهارا ديموقراطيا وتداول للسلطة بينما الواقع مأساوي في ظل انظمة عائلية عشائرية مقفلة ومنغلقة على نفسها تتداول الكراسي بين الأباء والأبناء والأعمام والأخوال وصندوق الأنتخاب رجس من الشيطان والتعددية خروج على طاعة ولي الأمر لأن الشعوب غير راشدة والعائلات الحاكمة فقط هي التي تفهم ...فكفوا عنا نصائحكم الديموقراطية وسخريتكم من الشعوب الثائرة ..واصلحوا احوالكم ..ففاقد الشيء لن يعطيه

فاقد الشيء
الشاطر -

الذي يقرأ مقالات بعض الكتاب السعوديين والنصائح (الديموقراطية) جدا التي يوزعونها يمينا وشمالا بغير حساب وينصحون الأنظمة العربية ومنها النظام السوري المتخلف كيف يكون ديموقراطيا يتعجب حقا فكأن هؤلاء الكتاب يعيشون في اكثر البيئات العربية ازدهارا ديموقراطيا وتداول للسلطة بينما الواقع مأساوي في ظل انظمة عائلية عشائرية مقفلة ومنغلقة على نفسها تتداول الكراسي بين الأباء والأبناء والأعمام والأخوال وصندوق الأنتخاب رجس من الشيطان والتعددية خروج على طاعة ولي الأمر لأن الشعوب غير راشدة والعائلات الحاكمة فقط هي التي تفهم ...فكفوا عنا نصائحكم الديموقراطية وسخريتكم من الشعوب الثائرة ..واصلحوا احوالكم ..ففاقد الشيء لن يعطيه

النظام السوري الساقط
khalid salama -

كلام رائع هذا النظام ساقط لا محالة فليس لديه شيء حي غير الرصاص الحي نظام قائم على القتل و السجن و التهجير لشعبه و التلاعب بأمن و مقدرات الدول المجاورة انتهت اللعبة وجاء الاستحقاق

النظام السوري الساقط
khalid salama -

كلام رائع هذا النظام ساقط لا محالة فليس لديه شيء حي غير الرصاص الحي نظام قائم على القتل و السجن و التهجير لشعبه و التلاعب بأمن و مقدرات الدول المجاورة انتهت اللعبة وجاء الاستحقاق

المعلقون أعلاه
syriana -

بعض المعلقين، ومنهم عمار تميم المتفرغ للدفاع عن كل ديكتاتور عربي، يبدو أنهم صاروا يتخبطون يمينا ويسارا. لم يعد بامكانهم الدفاع عن النظام السوري المجرم فتراهم يرددون اسطوانة اعلامه عن المؤامرة الخارجية. والمضحك في تعليق رقم3 قوله ان الساسة في اوربا هم فقراء ويقبلون الرشوة من قطر والدول الخليجية ويغامرون بعلاقات بلادهم الاقتصادية مع سوريا؟؟ ورقم 4 يتكلم عن الديمقراطية في دول الخليج.. يا أخي قليلا من الحياء ومئات آلاف السوريين يعملون في تلك الدول طوال عشرات السنين بدون أي مضايقة أمنية، بينما لا يجرؤ صحافي سعودي أن يمر بدمشق لأكثر من يوم واحد خوفا على حريته وكرامته من ان يتهم بالاشتراك بتسليح وتمويل المؤامرة على نظام الأسد المقاوم الممانع الصامد. ولكن كما يقول المثل: اذا لم تستح فاكتب كما شئت. تحية للكاتب القدير وللمعلق رقم 1

المعلقون أعلاه
syriana -

بعض المعلقين، ومنهم عمار تميم المتفرغ للدفاع عن كل ديكتاتور عربي، يبدو أنهم صاروا يتخبطون يمينا ويسارا. لم يعد بامكانهم الدفاع عن النظام السوري المجرم فتراهم يرددون اسطوانة اعلامه عن المؤامرة الخارجية. والمضحك في تعليق رقم3 قوله ان الساسة في اوربا هم فقراء ويقبلون الرشوة من قطر والدول الخليجية ويغامرون بعلاقات بلادهم الاقتصادية مع سوريا؟؟ ورقم 4 يتكلم عن الديمقراطية في دول الخليج.. يا أخي قليلا من الحياء ومئات آلاف السوريين يعملون في تلك الدول طوال عشرات السنين بدون أي مضايقة أمنية، بينما لا يجرؤ صحافي سعودي أن يمر بدمشق لأكثر من يوم واحد خوفا على حريته وكرامته من ان يتهم بالاشتراك بتسليح وتمويل المؤامرة على نظام الأسد المقاوم الممانع الصامد. ولكن كما يقول المثل: اذا لم تستح فاكتب كما شئت. تحية للكاتب القدير وللمعلق رقم 1

طيور الظلام
abu omar -

أخيرا الراشد يحشر أنفه فى ثورات الشعوب ؟بدلا من أن يواسى الشعب السورى جراحاته ويترحم على شهداءه..جاء بقلمه شامتا فى نظام هالك وهو كالضرب على الميت وهكذا دوما ......اين كنت عندما هبت شعوب مصر وتونس؟؟اين كنت عندما دخلت أمريكا العراق ودكت اسرائيل الشعب الفلسطينى واهل لبنان.. ..الم تكن انت من من كانوا يطبلون للمشروع الامريكى ويزينونه لاهل المنطقة ..لقد رمتكم الجماهير الثائرة ..الخير لك ان تتقاعد وتستمتع او تكمل باقى متعك فى فيلا جميلة هادئة فى ضواحى الريفيرا او جبال الالب ..وبعدها سيعمر الربع لانو بالتاكيد وقريبا ستزول عروش ممالك السحت والبترودولار وعندها ستحمد الله على هذا التقاعد المبكر.. ..

طيور الظلام
abu omar -

أخيرا الراشد يحشر أنفه فى ثورات الشعوب ؟بدلا من أن يواسى الشعب السورى جراحاته ويترحم على شهداءه..جاء بقلمه شامتا فى نظام هالك وهو كالضرب على الميت وهكذا دوما ......اين كنت عندما هبت شعوب مصر وتونس؟؟اين كنت عندما دخلت أمريكا العراق ودكت اسرائيل الشعب الفلسطينى واهل لبنان.. ..الم تكن انت من من كانوا يطبلون للمشروع الامريكى ويزينونه لاهل المنطقة ..لقد رمتكم الجماهير الثائرة ..الخير لك ان تتقاعد وتستمتع او تكمل باقى متعك فى فيلا جميلة هادئة فى ضواحى الريفيرا او جبال الالب ..وبعدها سيعمر الربع لانو بالتاكيد وقريبا ستزول عروش ممالك السحت والبترودولار وعندها ستحمد الله على هذا التقاعد المبكر.. ..