ذهب بن لادن وجاء «بوعزيزي»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بدرية البشر
يحب الناس كثيراً نموذج الرجل الذاهب للموت، لأن للموت هيبة، من دون أن يدروا أن الحياة هي الأمانة التي تستحق أن ندافع عنها ونحتفي بها، الذاهب للموت لا ينتصر بل المدافع عن الحياة هو من ينتصر، لهذا انهزم بن لادن الذي دافع عن الموت بينما انتصر رجل بسيط مثل "بوعزيزي" دافع عن حقه في الحياة.
ليست للقصة عند بن لادن - كما يقول البعض - علاقة بالإيثار والتضحية بالنفس، لأن بوعزيزي هو من ضحّى بنفسه، كي يعيش شعبه الحرية، بينما بن لادن الذي أراد أن يموت كان يتمتع بالنساء وينجب الذكور والإناث ويملك الوقت، وهو مطارد تتربص به أكبر وأقوى استخبارات العالم، لكي يبني قصراً وينتظر عامين ليجهز. وبوعزيزي لم يرد أكثر من متر فقط ليبيع خضاره الطازجة، لكن الشرطة سلبته صندوق تفاح طازج ثم صفعته، وقد استغرب البعض من أن تقوم ثورة من أجل صفعة، فهكذا يبرر العبيد اضطهادهم.
بن لادن كان يريد أن يسقط الأنظمة المستبدة فقتل 3500 مدني يجلسون في مكاتبهم في عملية واحدة، واعتبر أن هذا شجاعة، بينما بوعزيزي لم يدْعُ للقتل، بل افتدى بنفسه أول إعلان صارخ ضد الظلم والاستبداد، فتحرر التونسيون منهما. بوعزيزي لم يرفع شعاراً إسلامياً، لكي يكسب معركة، بل قال بغريزته الحرة: لا للظلم. هذا الدرس الذي لم يتعلمه بعض جهابذة المحللين السياسين وقياديي الحركات السياسية، الذين كلما ثارت قنبلة في مكان ما، تركوا الضحايا ودافعوا عن القتلة بقولهم إن القتلة هم ضحايا أنظمة مستبدة لم يجدوا سوى هذه الوسيلة ليعبّروا عن رفضها، ويكرّسون قانون الغاب.
بوعزيزي حرر المظلومين من الخوف ليثوروا ويحرروا أنفسهم، بينما بن لادن أثار الرعب في العالم وجعل المظلوم يزداد عجزاً، لأن بن لادن كان أوضح نموذج للعجز والتخبط. بوعزيزي حرر الإيمان بالمقاومة السلمية لمصلحة الطبائع الخيرة، بينما بن لادن صالح الناس مع القتل وأجاز قتل المسلم المتمترس بعدو، والصائل، ولا يزال فقه القاعدة يمتلك الكثير مما لا توافق عليه حضارة ولا مروءة ولا قانون.
بن لادن بهجماته القاعدية جعل العالم يرى العرب والمسلمين حفنة من الإرهابيين ومضطهدي النساء، بينما أعاد بوعزيزي للعرب احترامهم فسمّت فرنسا ميداناً باسمه رمزاً للحرية. بن لادن شجع الفاسدين على التنكر بثياب التقوى وتحويل الدين إلى تجارة وسلعة يتكسبون بها، بينما كشف صدق بوعزيزي بشاعة الرياء وهشاشة التبريرات الفاسدة.
شجاعة بوعزيزي هي التي فجّرت الإيمان في قلوب الناس بأن شرف المقاومة السلمية أكثر قوةً وأكثر فضحاً لآليات الاستبداد، وفتح أفقاً أكثر رحابةً من الحرب، فالمثل يقول: إذا أردت السلام فعش السلام.
بن لادن مات في عصر وُلد فيه بوعزيزي، والشعب العربي المسلم كان يريد مخلصاً يحارب بدلاً منه، وأسطورة يرمي عليها أحلامه وضعفه، لكن بوعزيزي جاء وزرع فيهم فكره بأن الضمير الشخصي والعقل الفردي هو مخلصك، وكذّب وهَم انتظار الأساطير المخلّصة.
بن لادن لو مات قبل ستة أشهر لكان موته صدمة كبيرة، لأن العرب والمسلمون كانوا أمة يائسة، تريد أن يكون في تاريخها بطل، ترى أن أخطاءه هي أعراض جانبية للجهاد النبيل ضد الظلم، فصنعت من صدام حسين بطلاً يتحدى أميركا الغاشمة، وصنعت من بن لادن بطلاً مسلماً يتحدى الأنظمة والاستخبارات، حتى جاء بوعزيزي وقال العكس.
التعليقات
مقارنه
عبدالله العثامنه -بسم الله الرحمن الرحيمابن لادن قاتل من اجل قضايا قوميه بو عزيزي قاتل من اجل عرباية الخضرجيهابن لادن انتصر للاسلام وفلسطين وافغانسان والعراقبو عزيزي انتصر للطماطم والخيار والخس والفجلابن لادن خلدته تورا بورابو عزيزي خلدته سحّارة البندوراابن لادن قاتل من اجل صفعه من امريكابو عزيزي قاتل من اجل صفعة من امرأهابن لادن قتل العديد من الابرياء خطئابو عزيزي اتهم نفسه وقتلها عمداابن لادن زهد بمئات الملايين والقاها وراء ظهرهبو عزيزي من اجل حفنه دنانير على عرباية الخضرهبن لادن تأول فأخطأبو عزيزي جاع فأخطأابن لادن عاش حميدا ومات شهيدا (نحسبه والله حسيبه)وبو عزيزي عاش عنيدا ومات فطيسا(والله اعلم)
مقارنه
عبدالله العثامنه -بسم الله الرحمن الرحيمابن لادن قاتل من اجل قضايا قوميه بو عزيزي قاتل من اجل عرباية الخضرجيهابن لادن انتصر للاسلام وفلسطين وافغانسان والعراقبو عزيزي انتصر للطماطم والخيار والخس والفجلابن لادن خلدته تورا بورابو عزيزي خلدته سحّارة البندوراابن لادن قاتل من اجل صفعه من امريكابو عزيزي قاتل من اجل صفعة من امرأهابن لادن قتل العديد من الابرياء خطئابو عزيزي اتهم نفسه وقتلها عمداابن لادن زهد بمئات الملايين والقاها وراء ظهرهبو عزيزي من اجل حفنه دنانير على عرباية الخضرهبن لادن تأول فأخطأبو عزيزي جاع فأخطأابن لادن عاش حميدا ومات شهيدا (نحسبه والله حسيبه)وبو عزيزي عاش عنيدا ومات فطيسا(والله اعلم)
إفلاس التطرف
نصر محمد فتحي -بعد ما حققه بو عزيزي والمصريون دون رفع شعار إسلامي واحد، لم يبق للمتطرفين سوى المحاولة اليائسة التي حاولها الظواهري في رسائله المتعددة للمصريين محرضاً الشعب على تخريب ثمار ثورتهم بالتمرد والعنف ضد السلطات، ومحرضا ثوار ليبيا على رفض المساعدة ممن بادروا بإنقاذهم من الدمار؛ وكل هذه كانت محاولات مكشوفة ويائسة من "القاعدة" من أجل التواجد في هذه البلاد بدلا من الإعتراف بأن العنف لا يولد إلا العنف والدمار الذي خلفه بن لادن .. واليوم يتباكى عليه مؤيدوه من المتطرفين الذين يحتاجون إلى الرجوع إلى كتاب الله والسنة والإسترشاد بالموعظة الحسنة من علماء المسلمين وفقهائهم.
أين البطولة
سيد الطحان -أين البطولة في زعيم إختفي لسنين طويلة في مكان آمن مع زوجاته وأبنائه، بينما ظل يحث شبابنا المسلم على ترك عوائلهم وبلادهم للعيش في معاقل الإرهابيين في الجحور والتطوع للإنتحار لبث الرعب وقتل المسلمين والأبرياء ؟
إفلاس التطرف
نصر محمد فتحي -بعد ما حققه بو عزيزي والمصريون دون رفع شعار إسلامي واحد، لم يبق للمتطرفين سوى المحاولة اليائسة التي حاولها الظواهري في رسائله المتعددة للمصريين محرضاً الشعب على تخريب ثمار ثورتهم بالتمرد والعنف ضد السلطات، ومحرضا ثوار ليبيا على رفض المساعدة ممن بادروا بإنقاذهم من الدمار؛ وكل هذه كانت محاولات مكشوفة ويائسة من "القاعدة" من أجل التواجد في هذه البلاد بدلا من الإعتراف بأن العنف لا يولد إلا العنف والدمار الذي خلفه بن لادن .. واليوم يتباكى عليه مؤيدوه من المتطرفين الذين يحتاجون إلى الرجوع إلى كتاب الله والسنة والإسترشاد بالموعظة الحسنة من علماء المسلمين وفقهائهم.