مجلس التعاون الخليجي الموسع..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
لماذا السعي لتوسيع مجلس التعاون الخليجي لإضافة الأردن والمغرب إلى عضويته، وهل هذا الاتجاه حتمته الظروف العربية الراهنة، أم أنه كان مخططاً مسبقاً ولد في هذه اللحظة التي تمر المنطقة من خلالها بتحولات متسارعة؟
السمات بين هذه الأنظمة متقاربة إلى حدود التكامل الأمني والاقتصادي، وقد يبرز تساؤل لماذا المغرب البعيدة والتي مع الدول العربية هناك أكثر تلاحماً، وعوامل التنسيق أقرب من الدول الخليجية؟ والأمر هنا ليس قضية التباعد الجغرافي، وإلا كيف نرى أستراليا ذات الثقافة الأوروبية أقرب إلى جذورها العرقية والاجتماعية عن آسيا القريبة لها، وتفصلها عنها قضايا متعددة، بينما يقرّبها مع الغرب طبيعة النشأة التاريخية؟
ويبرز تساؤل آخر يقول: أليس اليمن أقرب وأحق بالعضوية للمجلس قبل غيره بحكم الجوار الجغرافي والتواصل الاجتماعي؟ وهذا صحيح، وقد طُرح الأمر وحاولت الدول الأعضاء تهيئته اقتصادياً من خلال مشروع كبير حتى تكون له الأولوية، ولعل حالة الاضطراب الراهن بين السلطة والشعب، والمصالحة المقدمة من دول الخليج العربي إذا ما نجحت، فإن تسوية الأمور المختلفة يمكن التغلب عليها بإجراءات قادمة..
لقد قامت اتحادات ووحدات عربية في الخمسينيات، وهي مجرد تحالفات ضد بعضها أي ملكيات ضد جمهوريات تنزع إلى الفكر السياسي، وتحزبات أخذت مسار اللعبة السياسية، لا مسار الأهداف القومية، ولذلك فشلت لأنها نشأت على فكر الصراع أكثر من الاتجاهات التي تعمل على إنشاء مكوّن يحظى بالنجاح، ثم إنها موجهة أصلاً لعداء الغرب، وكل من يحمل اتجاهه تحت بند الاتهام بالرجعية مقابل البلدان التقدمية العربية..
مجلس التعاون، ومنذ نشأته، ظل بعيداً عن المعارك السياسية أو استخدام أفعل التفضيل بين نظام عربي وآخر، بل قرّب المسافات بين كل القوى المتصارعة في المنطقة، وعملية أن تكون هناك نواةٌ لاتحاد عربي وفق قواعد منهجية تتخذ أسلوب المرونة وبصياغة أنظمة تحقق أهدافاً ماتت قبل ولادتها فإنه يجب عدم التقليل من طروحات كهذه طالما البدايات تبقى صعبة، لكن الطرق مثلما تبدأ بخطوة، فإن وضع الأساس لتكامل عربي في كل الاتجاهات يخدم المصلحة القومية في المستقبل البعيد..
صحيحٌ أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تحقق كل ما خططت له من أهداف لكن الاتجاه يسير في خطه المعقول، والدليل أن الرغبة موجودة ليس على المستوى الرسمي، بل على المستوى الشعبي، وفي الطريق إنهاء الخطط التي وُضعت أمام القادة بحيث تشمل الاقتصاد والأمن والصناعة وتوحيد السياسات وفق مصالح هذه الدول، ومع ذلك لايمكن القفز على العوائق بين ليلة وضحاها، غير أن ما يجري يبشر بعمل جاد ينفذ على مراحل، ويكتسب كل يوم تجربة جديدة وبعداً آخر سوف يضعنا على الطريق الصحيح..