جريدة الجرائد

«الأسد» وابن خاله!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

شريف عبدالغني

ثبت السادة معارضو "الأسد الجسور" حامي حمى الغابة السورية، أنهم يريدون جنازة ليشبعوا فيها لطماً. فمنذ خرج رجل الأعمال رامي مخلوف، ووظيفته المدونة في بطاقة الهوية "ابن خال سيادة الرئيس بشار الأسد"، وأطل عبر وسائل الإعلام ليدلي برأيه فيما تشهده "الغابة" حاليا، والهجوم لا يتوقف على الرجل بشكل يشكل إرهاباً له وانتهاكاً لحريته في التعبير.
"مخلوف" لم ينطق كفراً حينما تقمص شخصية القذافي وتابعه سيف الإسلام، وقال إن نظام "ملك الغابة" سيقاتل الفئة المندسة والمخربة والخونة والعملاء حتى آخر نفس. لقد نزلت حمم وصواعق الهجوم الفضائية من "المخربين" على نجم "البزنس" الأوحد في سوريا، متناسين أن قتال "الفئة المندسة" واجب على الجميع، نظرا لخطورة الشعارات الإرهابية التي يرفعونها والأهداف التدميرية التي يخططون لها. وأظن أنه لا يختلف عاقل على رعب وغرابة مطالب "الحرية" و "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان". الرد على هذا الهراء بالكلام لا يكفي، لكني سأستعين بكاريكاتير عبقري للفنان المصري أحمد طوغان نشره قبل سنوات طويلة، وصوّر فيه العالم العربي على حقيقته.. معتقل كبير، يقف أمامه مندوب البريد حاملا خطابا موجها إلى "الإنسان"، فيرد عليه جندي شرطة متجهم الوجه غليظ الملامح: "ما عندناش حد بالإسم ده!!".
إذن كيف أيها المخربون تطالبون بحقوق كائن هلامي غير موجود أصلا في وطننا العربي الزاهر؟!
ثم أليس من حق "مخلوف" أن يدافع عن نظام قريبه، ضع نفسك مكانه أيها "المخرب" منك له، أحد أفراد عائلتك يتعرض لمؤامرة قلة مندسة تعمل على تشويه الإنجازات العملاقة التي تحققت على الأرض السورية، وجعلتها مصدر حقد وحنق من الدول الصناعية الكبرى، فراحت تفكر في ضرب هذه التجربة التنموية وإسقاط الأسد الذي يحمي شعبه، ويحرص على الحفاظ على أمواله سليمة دون نقصان بدلا من صرفها يمينا ويسارا على المنتجات الاستهلاكية وغيرها. لذلك لم يفهم الكارهون لملك الغابة المغزى الفلسفي الذي يتجلى على الحدود السورية اللبنانية، فأصغر قرية داخل حدود لبنان ستجدها عامرة بمختلف السلع والأجهزة، بينما متاجر أكبر مدينة سورية مقابلة لها تكون خاوية على عروشها، والهدف واضح طبعا: حماية السوريين من إغواء شيطان الشراء!
كما أن الإخوة المندسين يأتون في "الهايفة ويتصدروا"، ويجعلون منها حكاية تكشف عن قصورهم الفكري. إنهم يسخرون من كلام "رامي" وغيره من المرتبطين بالنظام بشأن الجماعات السلفية المخربة التي تقود المؤامرة داخل سوريا، ويتساءل "الخونة العملاء" دعاة الحرية عليها وعليهم اللعنة: إذا كانت جماعات سلفية متشددة هي التي تقود المظاهرات، فلماذا تعتقل السلطات الكثير من النشطاء المسيحيين؟!
حقيقة السؤال يحمل تشدداً من المعارضين، ويؤكد أن صدرهم يضيق عن تقـبّـل الضعف البشري، فلم يضعوا في حسبانهم أن يكون الجنود المكلفون بالقبض على المندسين مصابين بـ "الحول" في عيونهم، فاتجهوا إلى هدف آخر غير السلفيين المتشددين. مثلما أن تحب "سعاد" وعند الاختيار تنطس في نظرك وتختار "نوال". عادي جدا وتحصل في أحسن الرجال وأجهزة الأمن.
أما ثالثة الأثافي فهي الغمز واللمز حينما أكد "مخلوف" أنه "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا". استغل كثير من "الفئة المغرضة" هذه العبارة البريئة ليقولوا كلاما غير بريء من عـيّـنة أن نظام الأسد غيـّر بوصلته من "وحدة المسار والمصير" بين الملفين السوري واللبناني في مفاوضات السلام، إلى أن تكون هذه الوحدة وذلك المسار وذاك المصير مع الملف الإسرائيلي. إن نجم "البزنس" في اعتقادي لم يكن يقصد هذا إطلاقا، فالرجل تحدث من منطلق الدين الذي أوصانا بسابع جار، وإسرائيل لــ "سوريا الأسد وابن خاله" ليست جاراً عادياً إنما هي "الجار الجُنب"، والذي يطل جنوده على دمشق من شرفة "الجولان"، فيرفع لهم الرئيس وابن خاله إشارات المحبة والسلام، ولم يحدث أبدا أن أطلقا عليهم ولا حتى "طوبة" حرصا على الجيرة والعشرة. ومن هنا طبيعي جدا أن يكون استقرار سوريا في صالح استقرار إسرائيل. وهذا ليس جديدا بالمناسبة حتى يتحدث عنه "المندسون" وكأنه سبق واكتشاف، فكل التقارير الواردة من تل أبيب تشير إلى أن بقاء الأسد وابن خاله في القصر الحاكم بدمشق الفيحاء هو في صالح "الدولة العبرية"، وإذا كانت إسرائيل تعتبر حسني مبارك كنزاً إستراتيجياً بالنسبة لها، وقادتها يتوجهون صباح كل يوم إلى حائط المبكى للبكاء على خلعه من الحكم، فمن حقهم قانوناً البحث عن "الكنز" البديل عند الأسد وحبيبه ابن خاله.
والحمد لله أن هؤلاء المعارضين لم ينتبهوا إلى أن تصريحات "مخلوف" تتعارض مع الخطاب الإعلامي لنظام قريبه الأسد، الذي يشدد على أن سوريا بلد "الممانعة". ولو توصل "المندسون" لهذا التناقض لملأوا الدنيا صياحا بأن كل "أسود سوريا" استغلوا اسم "الممانعة" و "إسرائيل" ورفعوا شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، كحجة لعدم القيام بأي إصلاحات سياسية واقتصادية طوال عقود، وتسخير كل إمكانات الدولة لملف الأمن.. أمن النظام والرئيس وابن خاله.
وبمناسبة الخال وابنه، فالقلة المندسة تدس أنفها بشكل فج في شأن عائلي خاص لا يجوز التدخل فيه. إنهم يتهمون سيادة الرئيس بأنه يجامل ابن خاله حينما وضع مفاتيح اقتصاد الدولة في جيبه ليغرف منه لحسابه الخاص. من أنتم وما دخلكم بهذا الأمر الأسريّ الخاص. حينما تتولون الحكم أعطوا المفاتيح لمن تحبون.. فهذا -حسب العُرف العربي- حقكم الدستوري الذي لا ينازعكم فيه أحد. ثم إن سيادة الرئيس إذا لم يساعد ابن خاله لقلتم أن الأسد غير بار بأهله وأقاربه، ومن ثم لن يكون باراً بالشعب على اعتبار إن "اللي مالوش خير في ابن خاله، ينكسف من بنت خالته".
لكن اللافت أن هؤلاء المعارضين من قلة عقلهم وغبائهم المعتـّـق تركوا القضية المحورية وتمسكوا بسفاسف الأمور، فقد تجاهلوا السؤال الجوهري الذي كنت سأحترمهم لو طرحوه، وهو: لماذا أعطى الأسد المفاتيح لابن خاله ولم يعطها لابن عمته؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النظام الساقط
khalid Saeed Jamal -

ساقط عندما قتل شعبه!ساقط عندما سجن الاطفال و الشباب والشيوخ!!!ساقط عندما هجر أكثر من مليون سوري قسريا خارج وطنهم !!!ساقط عندما اعتدى على الحرمات و دمر البيوت و اعتدى على الاعراض فهو ساقط محليا و دوليا و اخلاقيا . تبا له من نظام قذر منحط

النظام الساقط
khalid Saeed Jamal -

ساقط عندما قتل شعبه!ساقط عندما سجن الاطفال و الشباب والشيوخ!!!ساقط عندما هجر أكثر من مليون سوري قسريا خارج وطنهم !!!ساقط عندما اعتدى على الحرمات و دمر البيوت و اعتدى على الاعراض فهو ساقط محليا و دوليا و اخلاقيا . تبا له من نظام قذر منحط

كلكم مثل بعض
ماجد الدومري -

هذا كله في صوب وأن يكتب صحفي مصري في جزيرة قطرية يسب فيها نظاماً عربياً آخراً هو في صوب آخر! لا بل ويتندر بكاريكاتير يقول فيه صاحبه بأنه لا يوجد في العالم العربي إنسان. وهل أنت إنسان يا مستر عبد الغني عندما تكتب لحكام أكثر خيانة وكذباً وتسولاً على موائد اسرائيل من الأسد ومن جميع العرب مجتمعين؟... رحم الله امرئ عرفه قدره فوقف عنده... ولو نظر كل منا في المرآة قبل أن يتصيد عيوب الآخرين لغمر رأسه في الوحل خجلاً من نفسه... إذا كان إنساناً.

كلكم مثل بعض
ماجد الدومري -

هذا كله في صوب وأن يكتب صحفي مصري في جزيرة قطرية يسب فيها نظاماً عربياً آخراً هو في صوب آخر! لا بل ويتندر بكاريكاتير يقول فيه صاحبه بأنه لا يوجد في العالم العربي إنسان. وهل أنت إنسان يا مستر عبد الغني عندما تكتب لحكام أكثر خيانة وكذباً وتسولاً على موائد اسرائيل من الأسد ومن جميع العرب مجتمعين؟... رحم الله امرئ عرفه قدره فوقف عنده... ولو نظر كل منا في المرآة قبل أن يتصيد عيوب الآخرين لغمر رأسه في الوحل خجلاً من نفسه... إذا كان إنساناً.

عصابة أسد
محمد السوري -

أصلا مشروع عائلة الأسد قائم على حاجة الغرب لنظام في سورية يحفظ , أمن الكيان الصهيوني , واللعب على عدة ملفات في المنطقة لصالح الغرب عبر لبنان وفلسطين بحيث عندما يفكر احد بفتح ملف حرائمهم يهددهم بتخريب كل شيء , على مبدأ علي وعليكم

عصابة أسد
محمد السوري -

أصلا مشروع عائلة الأسد قائم على حاجة الغرب لنظام في سورية يحفظ , أمن الكيان الصهيوني , واللعب على عدة ملفات في المنطقة لصالح الغرب عبر لبنان وفلسطين بحيث عندما يفكر احد بفتح ملف حرائمهم يهددهم بتخريب كل شيء , على مبدأ علي وعليكم