بشار الأسد جزء من المستقبل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي حماده
لا يحتاج المراقب الى عناء كبير ليدرك ان ما حصل قبل يومين في ذكرى النكبة الثالثة والستين عند الحدود اللبنانية وفي الجولان جاء بتدبير محكم يهدف الى حرف الانظار عن الوضع الداخلي في سوريا، ويمثل دفعة على الحساب مما صرح به ابن خال الرئيس بشار الاسد رامي مخلوف الذي يمثل خزنة العائلة والحلقة الضيقة. فقول رامي مخلوف لصحيفة "نيويورك تايمس" انه لن يكون هناك استقرار في اسرائيل اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا (الممانعة) يصور بأمانة كبيرة ودقيقة حقيقة المعادلة القائمة بين النظام السوري واسرائيل منذ اربعة عقود، وأتى مخلوف بكلامه ليتجاوز كل الخطاب الرسمي التافه والشعارات الاكثر تفاهة التي اشبعت بها المنطقة على مدى عقود من الزمن، فكان للكلام الواقعي لرجل اعمال شاب متهور بعض الشيء، الكثير من الصدقية في ضوء مسار النظام ايام الرئيس الراحل حافظ الاسد، ثم في حقبة ابنه في الرئاسة. فلو كانت لمخلوف فضيلة واحدة في هذه الدنيا فكانت لتكون تصريحه المشار اليه.
يحصل هذا وآلة القتل لا تتوقف عن الدوران في سوريا. فالنظام المنتهج مسارا امنيا دمويا يعمل بطاقة قصوى لكسر شوكة المحتجين في انحاء البلاد. ومع ارتفاع اعداد القتلى والجرحى، والآن عدد المهجرين ( تلكلخ) لا بد من طرح سؤال بسيط: الى اين يسير هذا النظام؟ فالقتل لا يحل الازمة التاريخية العميقة التي تفجرت في بلاد حكمت لعقود طويلة بأسلوب ستاليني كان يفترض ان يتغير منذ امد بعيد. فالرئيس بشار الاسد الذي جرى توريثه عام 2000 ابقى البلاد اسيرة المعادلة التي كانت قائمة ايام والده، ولم تتغير سوى الاسماء، بل ان طبقة حيتان المال امثال رامي مخلوف انتفخت في عهده، حتى صار الحديث عن فساد بارقام فلكية لم تعهدها سوريا حتى في احلك ايام حافظ الاسد وطبقة كبار الضباط الفاسدين.
في مطلق الاحوال، ما يواجهه الرئيس بشار الاسد يتجاوز موضوع الفساد، ويتعلق بطبيعة النظام نفسه. لقد انتهى النظام بمعنى انه ولو بقي رموزه في السلطة لزمن معين، فإن سوريا لن تحكم بعد اليوم بالاسلوب الذي حكمت فيه حتى الخامس عشر من آذار 2011. فمئات القتلى في ساحات الحرية صنعوا التغيير بقوة دمائهم التي رووا بها ارض بلادهم. والاسد الابن مدعو الى ادراك معنى ان ترتفع فاتورة الدم المسفوك باسم الدفاع عن النظام. وهو مدعو الى ان يتمعن في الخيارات المتاحة، وخيار الدم الذي اختاره ان لم يتوقف سوف يسرع في سقوط النظام ورحيله. ومهما فعل فإن دينامية المجتمع السوري في اتجاه الحرية ما عاد ممكنا تعطيلها بالقوة مهما بلغت.
ان تغيير طبيعة النظام لتصير سوريا ديموقراطية حديثة هو المستقبل. فهل يريد الرئيس بشار الاسد ان يكون جزءا من المستقبل بعدما اغرق ماضيه في بحر من دماء الاحرار؟
التعليقات
مقال واقعي
monsef -لكن لااعتقد ذلك
مزبلة التاريخ
احمد عبد القادر -بشار الاسد سيكون جزء من مزبلة التاريخ والشعب السوري سيتذكرة بأجرامه وسيقدم لمحكمة الشعب على مااقترفت يداه (تبت يداك)
عربي
عربي -الى كاتب المقال يقال اذا كان الكلام من فضة فالسكون من ذهب .......
You wish
Sam Ramsy -bashar and his gang are part of the dirty past. Anything else wont be acceptable by Syrians. It is yor wish and his gang''s wish to stay in power. We wont allow it. Let me make it very clear: bashar is history.
عربي-3
ابن سورية -السكوت من ذهب إن كان الشخص سيتفلسف مثل بشار الوحش الذي انفلت ضاحكاً و الناس تقتل في الشوارع، احتفظ بنصائحك للشبيحة.
المرآة
حسن البندر -مع تحفظي الشديد على قاموس الشتائم العربي ، فان احد الشعراء العرب القدامى قال في هجاء احدهم : هو الكلب وابن الكلب والكلب جده .. فلا خير في كلب تناسل عن كلب . مع ملاحظة ان الكلب معروف عنه الوفاء والأمانة .
الاسد فشل
hiba -قبل اسقاط النظام يجب ملاحقة رامي مخلوف دوليا لتكون الأولى لمكافحة الفساد دوليا...رامي مخلوف قتل المئات بشكل غير مباشر ولكنه دمر البلد بنفوذه.ومع كل ذلك قراءة بين السطور لتصريحه تهديدا صريحا، لكن مواطن سوري شريف ويهدد بالوقت ذاته امن المنطقه وحتى امن اسرائيل.الحقيقه ان دورهم انتهى لان حتى اسرائيل باتت خالده بالاطمئنان من جيرانها...فشخص واحد لن يغير العالم.الاسد فشل وخيب آمال كبيره ليس منه شخصيا إنما الميراث على كتفيه..خطير ويجب ان يعترف بذلك
لا مستقبل لقطاع الطر
محمد السوري -لا مستقبل للقتلة سوى منصة العدالة في القضاء النزيه المستقل ,وماعصابة الأسد منذاربعين سنة سوى جزء من واقع لا يمكن أن يكون إلا سفر من أسفار الإجرام التي تمسحها ذاكرة الإنسانية كلها ,شكرا للكاتب المحترم ونطلب من أشقائنا في لبنان مناصرة الشعب السوري المظلوم ورفع الصوت عاليا لنصرة السوريين برغم جوقة حسن الدعي وبري البربري وعون الأداة الإنتهازية , نطالب كل العرب شعوبا وحكومات المراهنة على الشعب السوري الباقي لا على عصابة زائلة لا محالة , تحية لأصوات الحق ولأحرار لبنان الذين انتزعوا استقلالهم من براثن عصابة الاسد .