الجائزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمير عطا الله
أعطت جوائز الصحافة العربية في دبي لنفسها على مدى عشر سنين، مصداقية وهيبة، وتحول المنتدى الإعلامي السنوي إلى جزء من صورة دبي في سائر المجالات والنجاحات. ولا يستطيع المنتدى أن يكرم جميع المستحقين في عام واحد ومهرجان واحد، لكن يبدو من جدية الاختيار وكأن المكرم كل عام يمثل جميع أهل المهنة. وفي اختيار ناصر العثمان رجل العام لسنة 2010 تم تكريم مرحلة حرفية من ريادات الخليج.. رجال اختاروا الصحافة عملا وصناعة حتى قبل شيوع التعليم والقراءة، ورواد فكروا في الصحافة يوم كان مربحا أن تفكر في استيراد المكيفات والمراوح والبطاريات.. ويوم باشر ناصر العثمان عمله الصحافي كان عدد سكان قطر؛ قراء وغير قراء، لا يستأهل المغامرة في هذا الحقل المجهول.
وإذا كان ناصر العثمان يمثل مرحلة ريادية في بلد صغير، فإن تركي السديري يمثل ريادة المهنة في بلد كبير. وعلى الرغم من النجاح المبهر الذي حققه كناشر ورئيس تحرير، فإن تركي السديري، في نفسه وفي نفوس الآخرين، قد بقي كاتبا ومبدعا ورجلا يختلف معه البعض ويتوق إلى قراءته الجميع. ومن حيث يدري أو لا يدري.. يدرون أو لا يدرون، شكل الرجل مدرسة في الكتابة اليومية. مارس الحرية على أنها حرية الضمير، والتذوق على أنه الذوق العام، والرأي على أنه شراكة مع ذوي الحجى.
يكتب تركي السديري في كل الأشياء بشغف واحد واتزان واحد.. من شؤون الناس، إلى تأثير فيروز فيهم، ويوسع صدره فيوسع آفاق قرائه، ويكتب في السياسة فيصدق نفسه أولا، ويرى في ذلك أقصر طريق لكي يصدق الآخرين.
وقد تيسر له ذلك بسبب أسلوب خاص، طري، وثابت، خصوصا بسبب شجاعة أدبية واضحة ومستوى أخلاقي غير قابل للسقوط. وبصفته كاتبا وناشرا ورئيس تحرير، يلعب تركي السديري دورا مؤثرا، وربما غير ملحوظ، في مسار الصحافة السعودية الحديثة، التي لم تتوقف عن النمو والتوسع منذ أكثر من ربع قرن. وقد شهدت الصحافة في كل الخليج، بالعربية والإنجليزية، تطورا مثيرا. لكن الصحافة السعودية تميزت بمدى انتشارها في أنحاء العالم، وبطبعاتها في كل بلد عربي تقريبا.
ومع نشوء هذه الصحافة، ظهر عدد غير قليل من الكتاب، وانتعشت الحركات الثقافية، واتخذت معظم التجمعات الأدبية منحى موضوعيا، بعكس ما كان عليه الأمر في مهرجانات التمجيد كـ"المربد"؛ حيث للمهرجان موضوع واحد، ورجل واحد، وروائي واحد.