أوباما و"الربيع العربي"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شملان يوسف العيسى
أعلن أوباما في خطابه يوم الخميس الماضي، والذي تناول فيه حركة الاحتجاجات التي تعصف بالعالم العربي منذ ستة أشهر، أنها أظهرت بأن سياسات "القمع" لم تعد تجدي نفعاً، ومن ثم فعلى الولايات المتحدة أن تغير سياستها في الشرق الأوسط لأنها إن لم تفعل فستزيد من التباعد الحاصل بينها وبين العالم العربي.
ما أعجبني في خطاب أوباما تأكيده على أهمية نظم المعلومات الحديثة، حيث قال: "إن القنوات الفضائية والإنترنت توفر نافذة على العالم، عالم يحقق إنجازات مدهشة في أماكن مثل الهند وأندونيسيا والبرازيل". ثم أضاف أن الهواتف النقالة وشبكات التواصل الاجتماعي تسمح للشباب بالتواصل، وأن "جيلاً جديداً انبثق وصوته يقول لنا إنه لا يمكن رفض التغيير".
ما ذكره الرئيس الأميركي عن الإعلام الرقمي وقيمته صحيح، فلولا الحراك المجتمعي الذي أسماه أوباما التواصل الاجتماعي بين الشباب لما تحققت الإنجازات الحالية في الوطن العربي.
فلا أحد ينكر بأن انتشار الإنترنت والمواقع الإلكترونية في فضائها العنكبوتي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، سمح لقطاع كبير من الشباب العربي بالتواصل فيما بينهم. وقد أكدت الدراسات الغربية حول تغيرات الربيع العربية على الدور المتزايد للإعلام الرقمي ووسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة في نقل الأحداث بسرعة وفعالية، بعيداً عن الرقابة الحكومية. والدليل على ذلك نجاحها في الدفع بـ"الربيع العربي" وفي نقل ما يحدث في القاهرة وتونس واليمن وليبيا وسوريا.
إن ثورة المعلومات أثّرت على الحياة السياسية للشعوب، وأتاحت لها مساحة أكبر للتعبير، وأصبحت شبكة الإنترنت هي العامل الأكثر تأثيراً ما بين الأشخاص والحكومات والمؤسسات، ولا يمكن للرقابة السيطرة عليها، لاسيما بعد ثورة الهوية الاجتماعية التي أتاحت مكاناً بلا حدود للتعبير بشكل مطلق عن الآراء، مما زاد من قوة الاعتماد على شبكات الإنترنت.
الحكومات العربية فشلت في تحديد مرجعية قيمية للأفراد، فجاء المجتمع الإلكتروني ليصقل القيم، والدليل على ذلك حركة الاحتجاجات الشبابية التي خلَقت وضعاً سياسياً غير معهود حين انطلقت من المجتمع الإلكتروني عبر شبكات الاتصال لتضعف التكتلات والأحزاب التقليدية، الوطنية منها والقومية والإسلامية على حد سواء، بعد أن هيمنت على ساحة المعارضة السياسية لسنوات طويلة. هذه الأحزاب تحاول اليوم استغلال وقيادة التحولات، لكنها اكتشفت أنها لا تستطيع التأثير على الشباب إلا بالنزول إليهم عبر التواصل الاجتماعي الإلكتروني.
ونلاحظ هنا أن الموقف الأميركي من حركة الاحتجاجات العربية كان متردداً وحذراً وغير حاسم، لكن سرعان ما غيَّرت واشنطن موقفها عندما شاهدت إصرار الشباب على التغيير والإصلاح الديمقراطي.
الرئيس الأميركي دعم الاحتجاجات العربية، لأن الهبّة الإلكترونية عملت على نقل أهمية الإنسان داخل المجتمع إلى العالم الخارجي، ومنحته الحرية في التعبير من دون خوف أو قيود، ولأول مرة أصبح الفرد العربي هو من يقود التغيير وليس الجيش أو الحزب الأوحد أو الزعامة التقليدية. ثم أخيراً أصبح اعتماد العرب على المواقع الإلكترونية يتزايد بشكل مستمر، فقد تضاعف في عام واحد عدد مستخدمي موقع "الفيسبوك" من 11 مليوناً في عام 2010 إلى 22 مليون مستخدم أغلبيتهم من الشباب دون الثلاثين.
التعليقات
التواصل والتفكك
جمانة -لا أفهم سر هذه المغالاة في الحديث عن دور الشبكات الاجتماعية على الانترنت والتي تضج بالزيف والأكاذيب وتمنح الفرصة حتى لعتاة المجرمين لنشر صورهم والتفاخر بما ارتكبوه. الحديث عن دور ارتفاع ساكنة المدن وزيادة نسبة الشباب منهم مبرّر، والحديث عن عدم جاذبية الأحزاب في المجتمعات الإسلامية مبرّر، أما اعتبار أن الانترنت صار الوسيلة الأولى للتواصل والتغيير في مجتمعات يعشش فيها الفقر والأمية، فهي خرافة إعلامية لن تنبت ما دامت الأسر الدعامة لهذه المجتمعات.
التواصل والتفكك
جمانة -لا أفهم سر هذه المغالاة في الحديث عن دور الشبكات الاجتماعية على الانترنت والتي تضج بالزيف والأكاذيب وتمنح الفرصة حتى لعتاة المجرمين لنشر صورهم والتفاخر بما ارتكبوه. الحديث عن دور ارتفاع ساكنة المدن وزيادة نسبة الشباب منهم مبرّر، والحديث عن عدم جاذبية الأحزاب في المجتمعات الإسلامية مبرّر، أما اعتبار أن الانترنت صار الوسيلة الأولى للتواصل والتغيير في مجتمعات يعشش فيها الفقر والأمية، فهي خرافة إعلامية لن تنبت ما دامت الأسر الدعامة لهذه المجتمعات.