جريدة الجرائد

الجرس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أنيس منصور

قلت لهrlm;:rlm; هذا الذي تقوله كأنه أجراس شيدت علي الأرضrlm;,rlm; وتركت هناك كأنها كوم من الطوب والحجارةrlm;.rlm;

ولم أتنبه إلي قوة هذا التعبير فاعتذرت لصديقي المفكر الفنان المتشائم اليائس من كل الذي قال ويقال فقد أطلعني علي بعض كتبه التي آثر ان ينشرها بعد وفاته ـ هذا إن نشرها أحد!
فأولاده لايجدونه قد أحدث شيئا في الأدب أو في المجتمع أثرا يذكر, ثقافته الواسعة لم توسع له في الرزق.. وإنما تركته خفيرا علي خزائن الفكر دون أن يكلفه أحد بذلك!
وفي هذه الكتب التي سوف يتركها وراءه تحليل وتفسير وتشخيص لأوجاع المواطن المصري.. لكن الذي يكتبه يكدسه في البيت. فلا أحد رأي ولا أحد سمع!
أما الاجراس التي قصدتها فهي معروفة للذين زاروا الكرملين في موسكو.. فهناك جرس ضخم عمره أكثر من300 عام وقد انكسر هذا الجرس.. فهو لم ينكسر من كثرة الاستعمال لكن بسبب رداءة المعدن الذي استخدم في صنعه.
وفي مدينة ماندلاي ببورما يوجد جرس آخر.. وهذا الجرس يدقه الناس في مناسبات مختلفة يمسكون عصا ويتمني كل واحد شيئا لنفسه.. وقليلون من يتمنون شيئا لبلادهم..
وأفضل من هذه الأجراس الكبيرة جرس هامس كالذي تسمعه من الساعة التي في يدك.. وعلي الرغم من أن صوت هذا الجرس لايسمعه أحد سواك فهو واحد من أجراس حقيقية.. أجهزة تنبيه.
وعلي ذلك فجرس صغير يرن.. أو كلمة تقال, أو مقال ينشر, أو حديث يذاع, أكثر إيجابية من ألف قصيدة قد انكفأت علي الأرض فكتمت أنفاس المعاني والأهداف النبيلة.. وكأنني أنا الآخر جرس لا يرن فقد هز الصديق رأسه ولم يقل شيئا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف