أمس بن لادن.. واليوم نتنياهو!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حسين شبكشي
إذا كان للكراهية وجه بالشرق الأوسط للعشر سنوات التي مضت فكان يروج أنه لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي لقي حتفه مؤخرا. ولكن الآن يبدو أن الإجماع واضح على أن الوجه القبيح اليوم للحقد وللحرب وللرفض هو لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. رجل يرفض بصلافة كل مبادرات السلام من أعدائه العرب ومن أقرب حلفائه: الولايات المتحدة الأميركية. رفض كل خطوات التقارب ورفع سقف شروطه ومتطلباته بشكل تعجيزي وغير قابل للإنجاز والتحقيق. إن خطورة شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديدة هي اغتياله الفعلي لفكرة الدولة الفلسطينية ووأده التام لفكرة حق العودة وفكرة أن تكون القدس المحتلة عاصمة لفلسطين، وتأكيد الفكرة العنصرية بأن تكون إسرائيل دولة يهودية بشكل حصري، وهذا مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية كما هو معروف ومفهوم.
بنيامين نتنياهو اختار الممانعة والرفض وأحاط نفسه بشخصيات لا تفهم معنى الحوار ولا السلام، أمثال وزير الخارجية المريب ليبرمان المعروف بوقاحته وتهديداته المعلنة بحق دول وساسة كثر. نتنياهو نفسه صاحب خلفية مريبة وانتهازية؛ لم يسبق له المشاركة في الخدمة العسكرية ويتغنى بدور أخيه دائما في بعض المهام بالجيش الإسرائيلي، ولكن الأهم أن نتنياهو نفسه كان عليه العديد من الملاحظات معروفة في الأوساط السياسية الإسرائيلية ما يؤكد نهجه الوصولي والمبني على فكرة "الغاية تبرر الوسيلة"، مهما كانت الغاية ومهما كانت الوسيلة. اليوم نتنياهو بعجرفته يدفع المنطقة بأسرها نحو مرحلة مواجهة خطيرة، فهو لن يواجه حكومات وأنظمة ولكنه يواجه شعوبا ثائرة وغاضبة تطالب بحقها وكرامتها، وعادت الأعلام الفلسطينية ترفع خفاقة في المظاهرات العربية وعادت الشعوب تتذكر قضيتها الأولى مع إسرائيل المغتَصِبة. والوجه القبيح لهذه القضية اليوم هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه، وعلى أميركا والغرب أن يدركوا تماما أن أي نوع من التعاطف أو التنازل لهذا الشخص العدائي هو إعلان المعاداة للشعوب العربية بأسرها ولعقول وضمائر العالم الحر، بل حتى هناك الآلاف من اليهود والإسرائيليين في الداخل الإسرائيلي والغرب، وتحديدا في الولايات المتحدة الأميركية نفسها، يجدون في مواقف السياسي الإسرائيلي هذا ما هو مهين ومخالف ومناقض للقيم التأسيسية لكثير من المبادئ التي قامت عليها بلادهم، وبدأوا في الاعتراض عليه بشكل علني بالكتابة أو التظاهر في بعض الأحيان.
في الشرق الأوسط، تلك المنطقة التي عانت مر المعاناة من الإرهاب والتشدد والتطرف، هناك الآن شكل جديد ومقلق ومرعب من التطرف المسلح بأربعمائة رأس نووي ومخالفة قرارات الأمم المتحدة واحتلال للأراضي وتهديد الجيران وسجن المخالفين بلا محاكمة والقتل العشوائي بأعتى الأسلحة المدمرة والفتاكة والمحظورة دوليا بحق الأبرياء العزل، كما شاهد ذلك العالم مؤخرا بحق المحتجين في لبنان على الحدود مع إسرائيل والتي أطلق الجيش الإسرائيلي الموتور فيها الرصاص بشكل عشوائي على المحتجين العزل واستخدم فيها رصاصا محظورا دوليا ينفجر داخل أجسام الناس فيدمر الخلايا بشكل مرعب. وكل هذه المخالفات بشتى أنواعها هي ذاتها التي تلاحق إيران وأنظمة القذافي والأسد ومبارك وبن علي وعلي عبد الله صالح والبشير، ولكن استثناء إسرائيل والمجرم نتنياهو من المعاقبة والجزاء جراء نفس المخالفات سيبقى دائما مصدر شك وقلق للشعوب العربية يطيح بمصداقية أي توجه سياسي من الغرب بحق السلام. ولكن الحقيقة الواضحة والمؤكدة اليوم هي أن للكراهية والحقد والحرب والرفض أيقونة ووجها جديدا في الشرق الأوسط، هي: بنيامين نتنياهو. وعلى العالم أن يدرك ذلك تماما.