إيران والبحرين: الاتجار بمطالب الشعوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالعزيز بن عثمان التويجري
يحار المرء كيف يصف الدعوة التي وجهها رئيس البرلمان الإيراني إلى برلمانات العالم، لدعم مطالب الشعب في البحرين. فهذه سابقة في العلاقات الدولية، تدلّ على ما يمكن أن نسميه بالانفلات الديبلوماسي، الذي هو وجه آخر من وجوه الفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة برمّتها. فبأي صفة يتدخل رئيس البرلمان الإيراني في الشؤون الداخلية لبلد مستقل وجار، ويحرّض عليه برلمانات العالم؟. هل بصفته الطائفية تضامناً مع جزء من شعب البحرين ينتمي إلى الطائفة نفسها؟، أم بصفة الوظيفة الرسمية معبراً عن موقف معروف تتبناه دوائر نافذة في إيران ترى أن البحرين ودول الخليج العربي الأخرى تابعة لنفوذ بلاده إقليمياً؟. ولنتخيل كيف سيكون رد فعل رئيس البرلمان الإيراني، لو أن نظيره البحريني هو الذي طلب من برلمانات العالم دعم مطالب الشعب الإيراني بالإصلاح والحرية التي عبّر عنها قادة إيرانيون لهم مكانتهم واعتبارهم، أمثال مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، والرئيس السابق محمد خاتمي، الذين لا يزالون تحت الإقامة الجبرية والمنع الكامل من ممارسة حقوقهم الدستورية.
إن هذه الدعوة حالة غريبة في العلاقات الدولية، تنبئ عن وجود خلل في المنهج السياسي الذي تعتمده بعض الدول، كما تدل على مدى خطورة الوضع وما يمكن أن ينجم عن تفاعلاته. ومن دون شك، فإن الدعوة إلى تأليب الشعوب ضد حكوماتها وإعلان الانحياز إلى جانب التحريض وإثارة الفتنة، لا يزيد الأمور إلا تأزّماً، والوضع سوءاً.
هذه الحالة الغريبة في التعامل الديبلوماسي، تعود بنا إلى ما كانت تعرفه المنطقة في العقد السادس من القرن الماضي، من تحريض كانت تمارسه إحدى الدول، ضد دول أخرى مجاورة، ومن شنّ للحرب الإعلامية والسياسية على كل من كان يرفض سياسة الهيمنة التي اعتمدتها والتي كانت تتعارض كلياً مع القوانين الدولية، وقبل ذلك مع أحكام ميثاق جامعة الدول العربية. ولقد جلبت تلك السياسة التحريضية، الويلات على الدولة التي كانت تعتمدها، والحروب والأزمات على دول الجوار كافة. وكانت تلك السياسة الهادفة إلى الهيمنة في تلك المرحلة، تصب في مصلحة الصراع الذي كان محتدماً بين القطبين الكبيرين، وهو الصراع الذي كان وبالاً على العالم العربي الإسلامي، إذ فتح المجال أمام إسرائيل - التي كانت تحظى بدعم ومؤازرة القطبين الكبيرين معاً، وإن بصورة تختلف من قطب إلى آخر - للعربدة ولممارسة إرهاب الدولة، ولمواصلة التقتيل والتخريب والتدمير للإنسان وللعمران، وللتوسع في احتلال الأراضي الفلسطينية، ولقهر إرادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه الوطنية المشروعة.
لقد كانت تلك المرحلة التي عاشتها الدول العربية الإسلامية، مطبوعة بالتوتر الحادّ الذي كان ينقلب إلى مواجهات واستقطابات وخصومات بين المجموعة العربية بخاصة، لسنوات طالت، ولا تزال تعاني من مضاعفاتها السياسية وتداعياتها الاجتماعية وتوابعها الاقتصادية. ويبدو أن ثمة إرادة مماثلة تعمل للعودة بنا إلى الوراء، حتى تتكرر تلك المآسي التي عانى منها العرب والمسلمون أشدّ المعاناة.
فأي ربيع عربي هذا، إذا كانت تنعق فيه البوم، بدلاً من أن تزقزق فيه العصافير، وتعلو فيه أصوات الشؤم، عوضاً عن أن ترتفع نداءات الأمل والاطمئنان والثقة في المستقبل، وتوجّه فيه الأسلحة لإزهاق الأرواح، لا أن تتضافر الجهود في عمل جماعي مشترك لحقن الدماء. إن التحريض على العمل من أجل أن تستمر حالة الفوضى التي تكاد تعمّ المنطقة، والتي بات واضحاً أنها من فعل فاعل وبتدبير خارجي لا شك فيه، هو عمل ليس في مصلحة أي طرف، بل يرتد مفعوله على الطرف الساعي نحو إغراق المنطقة في بحار الفتنة والطائفية المقيتة.
إن سياسة التحريض والهيمنة والتوسّع المذهبي، سياسة فاشلة بكل المقاييس، ووفقاً للدروس المستخلصة من التاريخ القريب والبعيد. والعالم العربي الإسلامي في أشدّ الحاجة اليوم إلى التصالح والتقارب والتعايش، فالتصالح يكون بتعزيز المصالحة الشاملة على جميع المستويات والتي تشمل مختلف الفئات، وبدعم كامل لتبادل المصالح العامة التي تخدم الأهداف الوطنية لكل دولة من دول المنطقة، والتقارب يكون باحترام التنوع المذهبي والثقافي وتوسيع دائرة المشترك بين الشعوب، أما التعايش فيتم بحفظ حقوق المواطنين في الوطن الواحد وحماية وحدتهم، وتقوية وشائج التضامن بين الشعوب في الدول المتعددة، بالكلم الطيب والعمل النافع. أما تحريض الشعوب ضد الحكام، وتمزيق الروابط التي من المفترض أن تجمع بين الطرفين، والسعي إلى إطالة أمد الفوضى التي أراد مفجروها ونافخو النار فيها أن تكون خلاقة، وما هي إلا فوضى هدامة، كل ذلك عملٌ ينقلب على صاحبه في الحال والمآل. وهو سياسة فاسدة وبائرة أيضاً.
إنه من المؤسف والمحزن في آن واحد، اعتماد سياسة الاتجار بمطالب الشعوب وبأزماتها وبمشاكلها. فالشعوب جميعاً، وبخاصة الشعوب العربية، تتطلع إلى الإصلاح الجذري الشامل الذي لا يترك مجالاً من مجالات الحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والتعليمية، إلا وأتى عليها تطويراً وتجديداً وتحديثاً وإصلاحاً. ولكن هذه الشعوب لا يمكن أن ترضخ للسياسات الأجنبية التي تسعى إلى استغلالها لتحقيق مصالحها في المنطقة مهما كان مصدرها. فهذا الوعي الحضاري الذي تفجرت ينابيعه لدى الشعوب العربية في هذه المرحلة الدقيقة، يصدّها عن الارتداد إلى الوراء، ويحول بينها وبين السقوط غنيمة في أيدي أصحاب الأطماع ودعاة الطائفية ومخططي الهيمنة. وهذا ما حذرنا منه مراراً، ولقد صدق الفعلُ الظنَّ.
التعليقات
غياب العقل
هشام -الوضع في البحرين لايقارن بالوضع بايران حتى نفترض هكذا امور ولو كان هناك تجاوب حقيقي مع مطالب الشعب لما وصع الحال بنا الى مانحن عليه فالشعب اراد اعادة الامور الى نصابها والاعتراف بان هناك شعب ينتمي الىالطائفة الشيعية يمارس التمييز والاقصاء ضده والاهمال يطاله ويزداد يوما بعد يوم وبات كل طاقاتالبلد ومواردها تتجه للتوطين والمستوطنين فجاء رد حكومتنا الرشيدة بالرصاص والتحشيد الطائفي وتسخير الاعلام بكل انواعه للنيل من الطائفة الشيعية في كل مكان واتخذوا اسلوب التصعيد سبيلا ولو يستمعوا الا لمن يشجعهم فورطوا انفسهم ورطة كلما استشاروا شياطينهم من اجل جلها ورطوهم اكثر حتى جار عليهم الزمن وجعل من امثال السعيدي ومحمد خالد ومساعدهم عبداللطيف المحمود قادتا لهم وتجاوزوا حتى على ملكهم وورطوه ورطة لامخرج لها وافسدوا علاقته بشعبه فمطالب الناس لم تكن تسيئ اليه ولا الى ولي العهد فرفعوا شعار ياكله ياخله فهدموا البلد تحت شعار علي وعلى اعدائي وكان تلبية بعض المطالب الملحة كفيل بانهاء الاضطرابات فاشتعلت النار واذا بجماعة حكومتنا الرشيدة كل يرمي فيها حطب ومن على المنبر يطبوا عليها بنزين ثم قرر الاخوان في الخليج ارسال المزيد من الحطب والبنزين فهلل القوم بالداخل وصدقوني لحد الان لم ارى سعيدا واحدا من اتباع السلطة وكل احتفالاتهم وابتساماتهم مصطنعه ولا حول ولاقوة الا بالله وعلى فكرة في البحرين كل من يدعي بانه ليس بطائفي هو يمارس الطائفية في كل شيئ وكل ماذكر ونسب للاخرين نحن نروج له ونمارسه وبنظرة واحدة لصحفنا واعلامنا المرئي نميز ذلك الا اذا كان يحق لنا ما لايحق للاخرين والشعوب اليوم واعيه لما تسمع وتقرأ وتميز الطيب من الخبيث
اي تمييز!!..
hamad -الى الاخ صاحب التعليق رقم واحد, اي تمييز تتحدث عنه و الشيعة في البحرين لديهم نصف البرلمان و 90 في المئة من التجار و الوزراء و غيرهم, ولا داعي لرفع شعار المظلومية فكل طرف يستطيع ان يرفعه, اما عن المطالب فهي لم تكن ابداً شعبية, حيث من البداية و بعد سقوط اول ضحية رفع شعار سقوط النظام و الموت لاكبر و اشهر العوائل السنية في البحرين, بل وصل الامر بمطالبة البعض للسنة بالخروج من البحرين او القتلهنالك العديد من الامور التي جرت و تجري تبين ان هذه القلاقل التي حدثت بايعاز من ملالي الشيعة (عيسى قاسم و علي سلمان و من على شاكلتهم) انما كانت باوامر خارجية و ايرانية تحديداً, و هذا انما يعبر عن جهل سياسي غير مسبوق لدى هؤلاء المعمعمين حيث أن ايران تعلم بان النظام لن يسقط في البحرين و لن تستطيع اقامة ولاية الفقية و لكن كانت تريد ان تستخدمها كورقة ضغط و للاسف عندما تجد ان من كانوا على المسرح في الدوار يتكونون غالبيتهم من ملالي الشيعة فلا تظنوا بان احداً من السنة سيقف معكم حيث ان توجيهاتهم التي تاتي من الخارج ليقوموا بتحريك الشارع الشيعي البسيط في غالبيته و المؤمن ما هي الا ورقة تلعب بها ايران و لكن متى يستفيقون اخواننا الشيعة في البحرين و يعلمون بان الفرس سيعاملونهم كما عاملوا عرب الاحواز الذين يتكونون بغالبيتهم من الشيعة و يعانون من قتل و تشريد و ذل يضاهي ما يحدث لاخواننا الفلسطينيين من العدو الصهيوني...
عيسى قاسم
ahmed -عيسى قاسم هو المحرك الرئيسي للاحداث الاخيرة في البحرين و ليس علي سلمان, حيث ان عيسى قاسم هو الاكثر اتصالاً بمرجعيات قم و هو يدور في فلكهم منذ زمن بعيد, و للاسف فقد عمل على تغيير مسار شيعة البحرين ذات المرجعية العربية الى المرجعية الايرانية و ذلك بفضل هادي المدرسي
الى الثاني والثالث
سامي -ماذكره الاول هو مايروج له الاعلام الرسمي وحملته سبقت الاحداث ومعروف ان الشعب هذه المرة كباقي الدول العربية هو في الامام والجمعيات والاحزاب في الخلف وكانت هذه ورطة الانظمة في كيفية القمع لان الناس تحركوا بعد تداول الرسائل الالكترونية ولا دخل لاحد في الموضوع اما رقم اثنيين فهو يبدو انه غير مطلع على الوضع الشيعي لان ماذكره اضحوكة وخلط الحابل والنابل وكانه يقول قامت حماس بامر بايعاز من فتح ولن اخوض في باقي التفاصيل وماذكره الاول يعبر عن الواقع والان حكومة البحرين محبطة وفي ورطة بعد تركت قيادة الشارع السني لمحمد خالد والسعيدي واضافوا اليهم المحمود وحرضوا السنة على الشيعة وبعدها استباحوهم والان تورطوا
الى الثاني والثالث
سامي -ماذكره الاول هو مايروج له الاعلام الرسمي وحملته سبقت الاحداث ومعروف ان الشعب هذه المرة كباقي الدول العربية هو في الامام والجمعيات والاحزاب في الخلف وكانت هذه ورطة الانظمة في كيفية القمع لان الناس تحركوا بعد تداول الرسائل الالكترونية ولا دخل لاحد في الموضوع اما رقم اثنيين فهو يبدو انه غير مطلع على الوضع الشيعي لان ماذكره اضحوكة وخلط الحابل والنابل وكانه يقول قامت حماس بامر بايعاز من فتح ولن اخوض في باقي التفاصيل وماذكره الاول يعبر عن الواقع والان حكومة البحرين محبطة وفي ورطة بعد تركت قيادة الشارع السني لمحمد خالد والسعيدي واضافوا اليهم المحمود وحرضوا السنة على الشيعة وبعدها استباحوهم والان تورطوا