لعل هذا يفسر اسرائيليته المعروفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جهاد الخازن
كان فرنسي يسير في جنازة زوجته وإلى جانبه عشيقها الذي بكى بحرقة على امتداد الطريق الى المدافن. وأخيراً قال له الزوج: لا تبكِ. سأتزوج مرة ثانية.
في فرنسا زوجة وعشيقة، فإذا تزوج الرجل عشيقته تصبح هناك وظيفة شاغرة تشغلها العشيقة الجديدة، ولو أن دومينيك ستراوس - كان لم يخرج على التقاليد الفرنسية العريقة في الزواج والعشق لما كنا سمعنا به سوى وهو يؤمّن قرضاً لتعويم الاقتصاد اليوناني.
غير ان ستراوس - كان اختار ان يخرج عارياً على خادمة دخلت جناحه في فندق، مع انه كان رئيس صندوق النقد الدولي ما يعني انه ثري ما يكفي ليشتري سريراً واسعاً.
الفرنسيون هبّوا للدفاع عن المواطن الفاجر، لا عن ضحيته، وغالبية منهم قررت أنه راح ضحية مؤامرة، ودافع عنه صحافيون كبار وسياسيون، فكان بينهم الفيلسوف الليكودي برنار - هنري ليفي الذي قال ما معناه ان الناس ليسوا جميعاً سواسية، ما فهمت منه ان مركز رئيس البنك الدولي يعطيه حق التحرش والاغتصاب، وما فهمت منه كذلك ان ليفي وستراوس - كان دخيلان على الثقافة الجنسية الفرنسية.
ووجدت نفسي مع دانيال ميتيران يوماً، وكنت أود أن أسألها عن الرئيس السابق فرنسوا ميتيران وعشيقته آن بانجو وابنتهما مازارين، إلا أنني لم أفعل خجلاً، مع تقديري انها كانت تعرف بخيانة زوجها قبل سنوات من نشر "باري ماتش" الخبر. ونعرف الآن ان فاليري جيسكار ديستان قبله وجاك شيراك بعده اعترفا بعلاقات نسائية كثيرة، إلا أنها كانت بالتراضي، في حين ان ستراوس - كان بدا متوحشاً، فقالت تريستان بانون، حفيدة زوجته الثانية، انه حاول اغتصابها وهي تجري له مقابلة صحافية سنة 2002 وعمرها 22 سنة. كما قالت بيروسكا ناجي، وهي موظفة في صندوق النقد الدولي، ان رئيسها أرغمها على إقامة علاقة جنسية معه سنة 2008 وصلت الى المحاكم، ولعل هذا يفسر اسرائيليته المعروفة، فهو وزوجته ليكوديان، وقد خسرت إسرائيل بسقوطه حليفاً ربما كان دخل الإليزيه.
بضع عشرة امرأة صرّحن حتى الآن بأن ستراوس - كان اغتصبهن أو حاول، والسعوديون يقولون: إذا وقعت يا فصيح لا تصيح.
هو بالتأكيد ليس وحيداً، ففي كل يوم خبر عن خيانة زوجية بين المشاهير، ولا بد ان من القراء من تابع انفصال الممثل وحاكم كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر عن زوجته ماريا شرايفر، ووجود ابنة غير شرعية له، وقد قرأت ان هناك غيرها. وفي بريطانيا هناك ضجة تطارد السير فريد غودوين، رئيس بنك اسكتلندا الملكي، فقد تبين انه كان مشغولاً بعلاقة غرامية محرّمة فيما الحكومة البريطانية تضخ 45 بليون جنيه في البنك لمنعه من الإفلاس. وطبعاً هناك عشرات من المشاهير البريطانيين الآخرين، بينهم لاعبو كرة عالميون، حصلوا على قرار من المحكمة يمنع نشر تفاصيل مغامراتهم الجنسية، وليس العاطفية، إلا ان اسماءهم على مواقع الإنترنت، مثل تويتر، لمن يريد.
ماذا يريد الرجل من المرأة؟ أخشى ان يكون الجواب: جسداً فاتناً ونصف عقل. والرجل ربما يعتبر الجسد الفاتن دليلاً على غباء صاحبته، إلا أنني أرى ان هذا الجسد يعطّل عقل الرجل. وهكذا، فقد كان هناك الذي قال: صديقتي تركتني لأنها قررت ان لا مستقبل لنا معاً، وعلى الأقل تبقى لي زوجتي.
وربما كانت افضل علاقة محرّمة مع معلمة مدرسة لأنك إذا غلطت معها تجبرك على ان تعيد الغلطة وتصححها.
وقرأت عن امرأة حكيمة أعلنت انها لا تثق بزوجها مع شابة حسناء، ولو لخمس دقائق، وهذا مع العلم انه مات منذ عشر سنوات. ومثلها جارتنا من ايام المراهقة الأولى التي سمعتها تقول انها لا تثق بزوجها مع "بسة (قطة) ميتة".
وأكتب بثــقة، لأننــي والقــارئ شريفان، ولن أدعي ان السبب الأخلاق الحميدة، وإنــما الجــبن، والمَثــَل يقول "ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمه".
وكلمة جد أخيرة، ففي كل خبر من اخبار الخيانة الزوجية أجد ان شعوري مع الزوجة المخدوعة وهي تبدو منكسرة محطمة، وستراوس - كان زاد على إهانة الزوجة ألم ابنتهما التي رأيتها في صورة مع أمها خارج المحكمة تمنيت معها لو ان الزوج يعاقب بالسجن مدى الحياة.