حارث الضاري: على دول الخليج مواجهة الصلف الإيراني بالوحدة وروح المسؤولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كتب ـ سلام الشماع:
أعرب الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري عن تضامنه مع البحرين في مواجهة التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية والصلف الذي تبديه في التعامل مع دول الخليج. وقال في حوار مع ''الوطن'': إننا مع أمن البحرين واستقرارها، وتعايش أبنائها بكل فئاتهم وتوجهاتهم على الأخوة والمودة والتسامح. وأضاف أنه ينبغي أن تتصرف دول الخليج في مواجهة الصلف الإيراني وتدخل إيران بشؤونها بروح المسؤولية والحكمة، وأن لا تُستفز منها، حتى لا تُجر إلى ما تكرهه، وأن تتعامل مع كل حالة بما يناسبها، مع احتمال كل شيء والاستعداد له. وتطرق الضاري إلى التظاهرات والاعتصامات التي تعم العراق، وقال: إن هذا الرفض الشعبي يبشر بخير، ونأمل أن يستمر ويتصاعد مع الأيام، وهو يلتقي بالضرورة مع فعل فصائل المقاومة العراقية الباسلة بالأهداف والتوجهات، مشيراً إلى أن فعل المقاومة في الميدان هو الذي مهّد لظهور هذا الرفض الشعبي العام من أطياف الشعب العراقي ومكوناته كافة من الشمال إلى الجنوب. وأضاف: إن العراق سيعود عاجلاً أم آجلاً إلى أهله وأمته، بعد أن يئس العراقيون من الإصلاح المزعوم وأدركوا أنه لا خلاص لهم مما هم فيه من مصائب وويلات وخراب ودمار، وضعهم فيها الاحتلال وعملاؤه والقوى الشريرة المتدخلة في شؤونه منذ ثماني سنوات ويزيد إلا بالثورة. وفيما يأتي نص الحوار: حماية الدولة والمجتمع ؟ ما موقفكم من أحداث البحرين؟ ـ موقفنا من أحداث البحرين الشقيقة، هو أننا مع أمن البحرين واستقرارها، وتعايش أبنائها بفئاتهم وتوجهاتهم كلها على الأخوة والمودة والتسامح، ومع حل قضاياها بالحوار والتفاهم والحكمة، للوصول إلى حل المشكلات العارضة، وتحقيق المطالب المشروعة لأصحابها، وحماية الدولة والمجتمع. التعامل مع كل حالة ؟ كيف برأيكم تتصرف دول الخليج العربي مع الصلف الإيراني والتدخل الفج في شؤونها؟ ـ ينبغي أن تتصرف دول الخليج في مواجهة ذلك بروح المسؤولية والحكمة، وأن لا تستفز منه، حتى لا تُجر إلى ما تكرهه، وأن تتعامل مع كل حالة بما يناسبها، مع احتمال كل شيء والاستعداد له، ونسأل الله تعالى أن يبعد الشر عن الجميع، وأن يهدي حكام إيران لما فيه خير شعبهم، وأمن المنطقة واستقرارها. الرفض يتناغم مع المقاومة ؟ في الشأن العراقي قلبت التظاهرات والاعتصامات في العراق الطاولة على رؤوس السياسيين وأفهمتهم أن زرعهم الطائفي لم يجد له أرضاً خصبة في العراق.. ما مستقبل هذا الرفض الشعبي، وهل يلتقي مع فعل فصائل المقاومة؟ ـ نعم قلبت التظاهرات والاعتصامات في العراق الطاولة على رؤوس السياسيين الفاسدين، وكشفت عن سوء أفعالهم، ومنتهى جرائمهم، وخبث نواياهم وأنهم لا يصلحون للحكم أو الائتمان على بلد مثل العراق، لما عرفوا به من كذب وفساد وتبعية واضحة لأعداء العراق وشعبه. أما مستقبل هذا الرفض الشعبي، فهو يبشر بخير، ونأمل أن يستمر ويتصاعد مع الأيام، وهو يلتقي بالضرورة مع فعل فصائل المقاومة العراقية الباسلة بالأهداف والتوجهات، وفعلها هو الذي مهد لظهور هذا الرفض الشعبي العام من أطياف الشعب العراقي ومكوناته كافة من الشمال إلى الجنوب، والمقاومة العراقية متناغمة مع هذا الرفض الشعبي المبارك ومؤيدة له. وحدة المقاومة ؟ لم تتوحد المقاومة العراقية حتى الآن، على الرغم من أن الجميع يدعو إلى الوحدة، ما هو سبب ذلك، هل هو أيدلوجي أم سياسي؟ ـ المقاومة العراقية التي يهمها أمر العراق دون سواها متوحدة في الأهداف والتوجهات وفي مقدمتها: تحرير العراق ووحدته وأمنه واستقراره والحفاظ على هويته ومقدراته، والعلاقات فيما بين أطرافها جيدة، وهذا غاية ما هو مطلوب منها الآن، أما إذا أريد من وحدتها: الوحدة الاندماجية كأن تكون في تنظيم واحد أو تحت قيادة واحدة، فهناك من يخشى عليها في ظل الظروف الحالية في العراق من الاختراق ومن الاتكالية، وضعف روح التنافس فيما بينها في العمل الجهادي، ونحن ممن يخشون حصول شيء من ذلك، بل قد حصل الاختراق لبعض الأجنحة في بعض الفصائل إذ استدرجت للانضمام إلى ما سُميَّ بالصحوات في العراق التي وقفت إلى جانب الاحتلال وكانت عيوناً له على المقاومة والمقاومين، لذا ينبغي من الإخوة الحريصين على استمرار المقاومة ودوام فعلها المؤثر أن يلاحظوا الفرق بين هذين النوعين من الوحدة بين فصائل المقاومة العراقية عند كلامهم عن وحدتها وتوحدها. ولم تشذ المقاومة العراقية في هذا عن سيرة المقاومة في المنطقة، بل والعالم، وعليه أستطيع أن أقول: إن السبب الرئيس فيما هي عليه الآن هو الظرف الذي تمر به بمستلزماته كلها: الأمنية والسياسية والنفسية والمادية وغيرها، وهو ظرف مغاير لما مرت وتمر به مثيلاتها من حركات مقاومة الاحتلال في المنطقة. التحرير أغلى من الحياة ؟ قلت في مقابلة لك بعد تخويلكم من قبل بعض الفصائل: إن الوحدة بين فصائل المقاومة غير ممكنة لاختلاف المرجعيات، فهل اختلاف المرجعيات أقوى من ضرورات تحرير العراق؟ ـ نعم كنت قد قلت هذا يوم ذاك وكنت أعني بذلك الوحدة الاندماجية، لا وحدة الأهداف والتوجهات، والتعاون، وتوحيد المواقف، من الأحداث التي تحدث في العراق. أما عن سؤالك: هل اختلاف المرجعيات أقوى من ضرورات تحرير العراق؟ فأقول لجنابكم الكريم: إن تحرير العراق أقوى من المرجعيات وغيرها من الاعتبارات الأخرى، بل هو أغلى من الحياة نفسها عند الصادقين من أبناء العراق وما أكثرهم، لأن تحرير العراق (غاية) والمرجعيات وقواعدها والعمل المقاوم كله -مع اعتزازنا كله به وتقديرنا العالي لأصحابه- ما هو إلا وسيلة لهذه الغاية السامية، ويوم نعلم يقيناً أن تحرير العراق متوقف على توحيد المرجعيات فلن نتردد ولن يتردد غيرنا من المخلصين لوطنهم في ذلك، ولا في غيره مما يحقق لنا شرف نوال هذه الغاية والوصول إليها، وما ذلك على الله بعزيز. المظاهرات العراقية ستستمر ؟ هل هناك ما يمكن أن نبشر به العراقيين والعرب بخصوص الوضع في العراق؟. ـ بكل ثقة بالله تعالى، وبأبناء شعبنا العراقي الأبي نقول: إن العراق سيعود عاجلاً أم آجلاً إلى أهله وأمته، بعد أن يئس العراقيون من الإصلاح المزعوم وأدركوا أنه لا خلاص لهم مما هم فيه من مصائب وويلات وخراب ودمار، وضعهم فيها الاحتلال وعملاؤه والقوى الشريرة المتدخلة في شؤونه منذ ثماني سنوات ويزيد إلا بالثورة، لذلك خرجوا كما هو معلوم يوم 25 شباط الماضي من هذا العام 2011 بمظاهرات في أغلب محافظات العراق من الشمال إلى الجنوب، وقدموا 23 شهيداً في يوم واحد، وكانت هذه المظاهرات تسير في الاتجاه الصحيح، لخلاص العراق من الاحتلال ومن الأوضاع المأساوية فيه، وستستمر هذه المظاهرات والاعتصامات وتزداد مع الأيام، بعون الله تعالى ومشيئته، على الرغم من القمع والقسوة التي تلاقيها من جلاوزة الاحتلال وعملائه حتى تحقق مطالبها المشروعة، وفي مقدمتها رحيل الاحتلال الأمريكي البغيض من العراق، وخروج جميع القوى الشريرة العابثة بأمنه واستقراره ومقدراته. ؟ هل من كلمة أخيرة؟ ـ نسأل الله تعالى أن يقي الأمة من كيد أعدائها وشرور الطامعين بها والعابثين بأمنها واستقرارها. بطاقة شخصية ؟ ينتسب إلى واحدة من كبرى العائلات في العراق تنتمي إلى قبائل شمر العربية العريقة، ولعبت دوراً بارزاً في مقاومة الاحتلال البريطاني للعراق في العشرينات من القرن الماضي. ؟ حصل على الليسانس في الحديث والتفسير من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام ,1967 ثم على الماجستير في التفسير من الكلية نفسها عام ,1969 ثم على ماجستير آخر في الحديث عام ,1971 ثم على الدكتوراه بعد ذلك من الكلية نفسها عام .1978 عمل أستاذاً في كلية الإمام الأعظم وأشرف على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه. ؟ يتفرغ الدكتور حارث الضاري لإدارة هيئة علماء المسلمين في العراق، وهي هيئة إسلامية نشأت بعد احتلال العراق بأقل من أسبوع، وكانت مهمتها إدارة المساجد ورعايتها، والمساعدة في دفن الشهداء ورعاية الجرحى، وجمع التبرعات للذين فقدوا أموالهم في هذه الظروف، وحماية المؤسسات المدنية الرسمية ذات النفع العام، ثم بعد ذلك تطور عملها إلى أن تواكب الأوضاع الناشئة عن الاحتلال سواء السياسية أم الدينية أم الاجتماعية. ؟ قامت جهات خارجية بمحاولة تأجيج الفتنة بين السنة والشيعة في العراق إذ اغتالت عصابات إجرامية في وقت متأخر من يوم السبت الموافق 21 فبراير 2004 الشيخ ضامر الضاري، شقيق الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين أعلى هيئة سنية في العراق عندما أطلق مجهولون النار على الشيخ ضامر أثناء وجوده أمام منزله، ولاذ مرتكبو الحادث بالفرار. ومن فورها أعلنت الهيئة موقفها من أن مرتكبي الحادث يريدون تأجيج الفتنة الداخلية وهو ما لم ينالوه إذ قال الشيخ عبد الستار عبد الجبار أحد علماء الهيئة أن الشيخ حارث الضاري ليس له أعداء وكذلك الأمر بالنسبة للهيئة يحظون باحترام من الأطراف العراقية كافة، وشدد على أن مرتكب الحادث لا يمكن أن يكون عراقياً يدين بالانتماء والهوية لهذا الوطن، وأنه مدفوع من خارج الحدود ومن أجل مصالح خارج حدود العراق، لكنه رفض توجيه الاتهام إلى جهة بعينها.