ميادة الحناوي: يؤلمني ما يحدث في سورية التي عشت من خيرها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المغرب - غنوة دريان
المطربة ميادة الحناوي تعيش هذه الأيام شعوراً متناقضاً بين الفرح والتكريم والحفاوة التي لقيتها من جمهور المغرب عند افتتاحها "مهرجان موازين" وبين الحزن والأسى على ما يجري في سورية التي تعشقها وبسبب انفصالها عن زوجها.
حول حفلتها في المغرب وجديدها وقصّة طلاقها، كان اللقاء التالي معها.
استقبلك الشعب المغربي بحفاوة، ما كان شعورك إزاء ذلك؟
انتابني شعور بالاعتزاز والفخر. لا بد لي في هذه المناسبة من أن أوجّه الشكر إلى إدارة "مهرجان موازين" على هذا الاستقبال الحافل، وإلى الشعب المغربي الذواق والعاشق للفن والأصوات الجميلة، وإلى جلالة الملك محمد السادس على هذه الرعاية الملكية.
هل هي الزيارة الأولى إلى المغرب؟
لا، إنما هي المشاركة الأولى لي في "مهرجان موازين"، فقد زرت هذا البلد الجميل منذ أشهر إذ كرمتني قناة 2m المغربية عن مجمل أعمالي الفنية.
لاحظنا أن الجمهور تفاعل معك بشكل كبير لا سيما الشباب الذين طالبوك بأغنيات مثل "أنا بعشقك" و "كان يا مكان".
صحيح، وهذا أكبر دليل على أن الشعب المغربي ذواق وأن هذه الأغنيات لا تموت لأن الفن الأصيل خالد، فعندما لحّن الموسيقار الراحل بليغ حمدي "أنا بعشقك" قال لي: "بصي يا ميدو الأغنية دي يا ترفعنا لفوق أو تنزلنا لتحت"، الحمد لله أن الأغنية ما زالت تعيش في القلوب حتى هذه اللحظة.
بعد ثورة 25 يناير بدأت كل فنانة مُنعت من دخول مصر تتحدّث عن قصّتها، ماذا بالنسبة إليك؟
قصّتي مختلفة وأجهل ملابسات منع الفنانات الأخريات. كنت في السابعة عشرة من عمري عندما جاءت سيارة تابعة للشرطة إلى مقرّ إقامتي في القاهرة وطلبت مني الانتقال الفوري إلى المطار، فاستقلّيت سيارة خاصة وُضعت في تصرّفي وواكبتني سيارة الشرطة إلى مطار القاهرة، من هناك سافرت إلى بيروت.
كان سبب إبعادي المعلن أنني أتعامل مع المخابرات السورية، بينما في الواقع كان غيرة نسائية وتواطؤاً بين نهلة القدسي، زوجة الموسيقار محمد عبد الوهاب، ووزير الداخلية الأسبق النبوي اسماعيل.
اعترف النبوي اسماعيل، قبيل وفاته، بأن منعك من دخول مصر كان مكيدة، ماذا تقولين له اليوم وهو في دنيا الحق؟
حسبي الله ونعم الوكيل وأفوّض أمري إلى الله، لكن لم أشعر يوماً بالرغبة في مسامحته.
تعيش سورية أياماً صعبة، ما تعليقك على ما يحدث فيها؟
أنا فنانة ولا أفقه في السياسة، في النهاية سورية بلدي وأرضي وعرضي ومن يفرّط في بلده يفرّط في أرضه وعرضه، يؤلمني ما يحدث في بلدي الذي عشت من خيره، وأعتقد أن الرئيس بشار الأسد بدأ مسيرة الإصلاح، لكن على الشباب أن يتمتعوا بقليل من الصبر فالله سبحانه تعالى خلق الأرض في سبعة أيام.
الإصلاح آتٍ لا محالة، ما يؤلمني أن فلسطين ضاعت والعراق دُمّر وإذا حصل مكروه لسورية ستكون المنطقة كلّها في خطر فعلي.
أحدث طلاقك من زوجك مهند الأحمد صدمة للجمهور لا سيما أن حباً كبيراً كان يجمع بينكما دام سنوات.
الزواج قسمة ونصيب ولا نستطيع الهروب من قدرنا، المهم أن الانفصال حصل برقيّ وتفاهم وهدوء، لكن أنصح المرأة بأن تتزوج الرجل الذي يحبها أكثر مما تحبه.
تحرصين دائماً على إبعاد حياتك الخاصة عن الأضواء.
أنا مطربة وما يهمّ جمهوري هو فني وليس حياتي الخاصة، ثم أنا أعشق المنزل والعائلة، وما إن أنتهي من تسجيل أغانٍ أو من إحياء حفلة حتى أعود إلى منزلي فوراً. لا أحب الخروج كثيراً ويأتي أصدقائي إلي باستمرار.
هل ما زلت تعشقين المطبخ؟
أمضيت 11 عاماً وأنا أطهو بيدي لزوجي، أما اليوم فلا أدخل كثيراً إلى المطبخ.
هل عطّل زواجك مسيرتك الفنية؟
لا، إنما جعلها تسير ببطء.
ما جديدك؟
أستعدّ لإصدار ألبوم جديد مع شركة "عالم الفن" لصاحبها محسن جابر، لكن الأحداث الأخيرة جعلتني أتمهّل قليلاً.
أخبرينا عن الألبوم.
يتضمّن مجموعة من الأغنيات تعاونت فيها مع ملحنين من أجيال مختلفة أبرزهم صلاح الشرنوبي، الذي شاركني مسيرة طويلة من النجاح، وعمرو مصطفى.
هل تفكّرين في كتابة مذكراتك لا سيما أن حياتك حافلة بالأحداث وبشخصيات مؤثرة في الوطن العربي؟
تراودني هذه الفكرة، إنما أحتاج إلى صحافي متمرّس، وفي حال أقدمت على هذه الخطوة سأعطي كل شخص يرد إسمه حقّه وسيكون ذلك نوعاً من التكريم له.
عندما تنظرين اليوم حولك ولا تجدين العمالقة الذين تعاونتِ معهم، هل تتأثّرين؟
بالتأكيد، لكن هذه سنّة الحياة، صحيح أن هؤلاء تركوا فراغاً كبيراً لكن أعمالهم ما زالت موجودة وتخلّد ذكراهم. لا يعني ذلك أن الساحة الموسيقية أصبحت خالية، فثمة مواهب كثيرة مثل صلاح الشرنوبي وأمجد العطافي...
كم مرة خفق قلبك بالحبّ؟
مرتان وكان حباً صادقاً.
هل أقفلت قلبك اليوم؟
لا يمكن إقفال القلب، قد أصادف الحب مجدداً وقد لا أصادفه، هذا قدر ولا يهرب المؤمن من قدره.
ما أكثر اللحظات قساوة في حياتك؟
وفاة والدتي. لا يمكن أن أنسى لحظة الفراق تلك، ولم أستطع الخروج من حالة الاكتئاب التي أُصبت بها إلا بعد مرور فترة من الزمن.