أزمة المصالحة في سورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله إسكندر
تستحضر السلطات السورية "المؤامرة" الخارجية في حركة الاحتجاج الداخلية، كرفض للاعتراف بأن ثمة ازمة داخلية، وتالياً للبحث الداخلي في هذه الأزمة، وكتبرير للمضي في الحل الامني لمواجهة موجة التظاهرات، وكرهان على ان الاحتجاجات ستنحسر وتضمحل تدريجياً مع زيادة القمع والبطش، فتنتصر السلطات في مواجهة هذه "المؤامرة"، وتعود الاوضاع الداخلية الى ما كانت عليه قبل اندلاع الاحتجاجات.
وتنعكس هذه الصورة الوردية في تقديرات السلطات السورية في الكلام عن ان الازمة تشارف على نهايتها، لتنعقد صلة ما بين ازدياد عدد الضحايا وهذه النهاية ودحر "المؤامرة"، والامتناع عن النظر في الوضع الداخلي الذي كان الخلل الكبير فيه وراء الحركة الاحتجاجية والمَطالب الاصلاحية.
والملفت في هذا الصدد تركيز الحملة السورية الرسمية، في اطار التنديد بـ "المؤامرة"، على الولايات المتحدة وفرنسا والحملة شبه الرسمية على تركيا، فهذا التركيز يعود اساساً الى ان الدول الثلاث حاول كل منها أن يقول، على طريقته، إنه لا مفر من هذه الاصلاحات، وإن السلطة الحالية ينبغي ان تقوم بها قبل فوات الاوان.
وهنا يأتي استحضار السيادة الوطنية ورفض الإملاء كوجه آخر من "المؤامرة"، ما يلغي كل ما قيل رسمياً عن رغبة في الاصلاح والإسراع من دون تسرّع... إلخ، علماً ان ما أعلن حتى الآن يتعلق بمظاهر الاصلاح وليس بجوهره، من إلغاء حال الطوارئ، ولجان التحقيق والحوار في المحافظات، وصولاً الى مشروع القانون الانتخابي، بما يعني ان هذا الإصلاح الظاهري هو الوجه الآخر للحل الامني.
هكذا يبدو المأزق كاملاً، في ظل تفاوت كبير للقوى بين السلطة والمعارضة، وهو تفاوت يرتبط بالحقبة السابقة، التي لم يفوّت الحكمُ خلالها ايَّ مناسبة للقضاء على اي صوت مغاير لصوت الحزب الحاكم ومؤسسات الحكم، مستخدماً ترسانة من القوانين والممارسات القهرية، وهي الترسانة التي لا تزال حتى الآن مستخدَمةً، رغم بعض الإجراءات التجميلية.
وما يعمق المأزق، ان المعارضة السورية، بأصواتها المختلفة، لم تطرح برنامج تغيير كامل، فهي لا تزال حتى هذه اللحظة، ورغم كل ما تشهده البلاد، وبصرف النظر عن قوتها وشعبيتها، تراهن على إمكان الاصلاح من داخل النظام وتحت قيادته، شرط ان تدرك هذه القيادة ان معوقات الاصلاح تكمن في منع التعددية والخيار الحر للمواطنين واحترام حقوق الانسان وتكريس ذلك في الدستور والقوانين.
وهذا ما يشكل خطورتها، لانها تتلاقى على نحو ما، وفي الخطوط العريضة على الأقل، مع الدعوات الخارجية للحكم السوري بتولي عملية الاصلاح المطلوبة، وتصبح جزءاً من "المؤامرة" وليس الحل.
هكذا يسد الحكم بنفسه منافذ المخارج السياسية من الأزمة، بنفيه اصل المشكلة، وبنفيه ان المحتجين والمعارضين اصحاب مصلحة مباشرة في التغيير. ولم يعد يخيفهم إشهار هذه المصلحة، مهما كانت حدة العقاب الذي يتلقونه جراء هذه المجاهرة.
بكلام آخر، سقطت نظرية التحام الشعب بالقيادة، ومعها نظرية ان الشعب تكفيه شعارات الممانعة فحسب. والاخطر من ذلك، هو رفض الحكم السوري التقاط معنى المعارضة وغايتها، ورفض الاعتراف بأن المجتمع السوري يتطور مثل غيره من مجتمعات العالم ويتوق الى الحرية والكرامة السياسية.
لم يطرح المعارضون السوريون انفسهم، وغالبيتهم قضوا فترات طويلة في السجون بتهم تطاول الرأي، بدائل عن النظام الحالي، او برنامجاً انقلابياً، إنهم يطالبون بإصلاح ديموقراطي تدريجي تشارك فيه كل مكونات المجتمع السوري، بما فيه الحكم الحالي وما يمثله، أي بإصلاح على اساس مصالحة وطنية كبيرة... لكن كل مقدمات التعامل الرسمي مع الأزمة تشير الى ان الطريق مازال طويلاً ومؤلماً أمام مثل هذا الاحتمال.
التعليقات
لا حوار
الثورة السورية -لا حوار مع من لا يزال يقتل ويعتقل ويعذب بأبشع أساليب التعذيب، وينتهك حرمات المساجد والكنائس، وينتهك حرمات البيوت.
لا حوار
الثورة السورية -لا حوار مع من لا يزال يقتل ويعتقل ويعذب بأبشع أساليب التعذيب، وينتهك حرمات المساجد والكنائس، وينتهك حرمات البيوت.
معاقبة الظالم
فرات عبدالله -المصالحة مع من؟مع الذين يقتلون شعب السوري منذ اكثر من نصف قرن تحت شعارات المقاومة وجبهة الممانعة والعروبة والوطنية.يجب على حزب البعث دفع الثمن،ثمن جرائمه تخريبها وتدميرها لسوريا وكل هذه الضحايا والدماء لا يمكن ان تذهب سدى.بكل المقايس وبحكم كافة الاحكام والقوانين الوضعية والسماوية على المجرم دفع الحساب واخذ العقاب لتكون عبرة للمجرمين ولتطبيق العدالة بين الناس ثم يوم القيامة ايضا لا يفلت المجرم من العقاب الالهي.جماعة اقلية بعثية نصيرية اختطفوا البلد وجاؤا للحكم بانقلاب عسكري دموي وغير شرعي اضطهدوا شعب السوري بكل اطيافه بشكل برنامج ممنهج،احداث و مجازر مدينة حماه وقتل عرب السنة ليس بالصدفة انما قاموا بهذه الجريمة بقصد وبتخطيط.وما جرت من مذابح ضد الكورد في عامودا وقامشلي ايضا تندرج تحت بند التطهير العرقي ومجازر ضد الانسانية،اما سحب الجنسية السورية من الاكراد فكانت بتخطيط مسبق من قبل دول الاقليمية العنصرية.الهدنةوالمصالحة تكون بين الاعداء والمتخاصمين وليست بين الضحية والجلاد،اما ما يمكن يحدث بين الجلاد والضحية فهو احقاق الحق ونصرة المظلوم و من ثم معاقبة الظالم وبالتالي تثبيت العدالة.
معاقبة الظالم
فرات عبدالله -المصالحة مع من؟مع الذين يقتلون شعب السوري منذ اكثر من نصف قرن تحت شعارات المقاومة وجبهة الممانعة والعروبة والوطنية.يجب على حزب البعث دفع الثمن،ثمن جرائمه تخريبها وتدميرها لسوريا وكل هذه الضحايا والدماء لا يمكن ان تذهب سدى.بكل المقايس وبحكم كافة الاحكام والقوانين الوضعية والسماوية على المجرم دفع الحساب واخذ العقاب لتكون عبرة للمجرمين ولتطبيق العدالة بين الناس ثم يوم القيامة ايضا لا يفلت المجرم من العقاب الالهي.جماعة اقلية بعثية نصيرية اختطفوا البلد وجاؤا للحكم بانقلاب عسكري دموي وغير شرعي اضطهدوا شعب السوري بكل اطيافه بشكل برنامج ممنهج،احداث و مجازر مدينة حماه وقتل عرب السنة ليس بالصدفة انما قاموا بهذه الجريمة بقصد وبتخطيط.وما جرت من مذابح ضد الكورد في عامودا وقامشلي ايضا تندرج تحت بند التطهير العرقي ومجازر ضد الانسانية،اما سحب الجنسية السورية من الاكراد فكانت بتخطيط مسبق من قبل دول الاقليمية العنصرية.الهدنةوالمصالحة تكون بين الاعداء والمتخاصمين وليست بين الضحية والجلاد،اما ما يمكن يحدث بين الجلاد والضحية فهو احقاق الحق ونصرة المظلوم و من ثم معاقبة الظالم وبالتالي تثبيت العدالة.