جريدة الجرائد

اليمن على طريق الجنون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


قاسم حسين


يبدو أن الأوضاع تتجه نحو الانهيار في اليمن، بعد تجدد الاشتباكات في العاصمة وعددٍ من المحافظات، تنفيذاً لتهديد الرئيس الذي أنذر الشعب بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

اللافت أن التهديد جاء بعد مرور أكثر من مئة يوم من الاحتجاجات السلمية الواسعة، وبعد فشل المبادرة الخليجية التي أعيدت كتابتها خمس مرات، لتوافق رغبة الرئيس في توفير الشروط المثلى لسلامته وخروجه من الحكم دون محاسبة. وبينما كانت التوقعات أن ترفضها المعارضة مراعاة للمزاج الشبابي العام، إلا أنها فاجأت الجميع ووقّعتها، بينما أفشلها الرئيس في اللحظات الأخيرة، بفرض شروطٍ مفتعلة. وأثار غضب دول مجلس التعاون عندما أعلن الموافقة على مبادرته، ثم الامتناع عن التوقيع على اتفاق تسليم السلطة في اللحظة الأخيرة، بحجج واهية.

مع بداية الأسبوع، عمد الرئيس إلى افتعال صراع مع أحد حلفائه القدامى الذين انحازوا للثورة الشعبية، وكان يهدف إلى حرف المسار السلمي للاعتصامات، واستدراج المعتصمين إلى مواجهات وردود فعل عنيفة. والأهم من ذلك تحريف صورة الحدث اليمني، من ثورة شعبية تطالب بالإصلاح والتغيير، إلى صورة قبائل متناحرة على النفوذ، وخارجة على القانون.

منذ اقتحام الجيش اليمني لميدان الاعتصام في محافظة تعز وسقوط 50 قتيلاً الأحد الماضي، وأعداد القتلى والجرحى في تزايد مع كل نشرة أخبار. وهو ما أدانته المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي بقولها: "أعمال العنف التي تستدعي الشجب والهجمات العشوائية على المعتصمين العزل بواسطة قوات الأمن يجب أن تتوقف على الفور". وحثت كل الأطراف على وقف استخدام القوة، وذكّرت الحكومة بمسئوليتها لحماية حقوق الإنسان الأساسية لمواطنيها.

في تقرير أخير صدر أمس (الأربعاء)، توقعت "مجموعة اوراسيا" أن يستمر تصاعد العنف في اليمن مع زيادة تمسك الرئيس بكرسيه. ورجح التقرير ألا يبقى صالح رئيساً لليمن حتى آخر 2011.

مجموعة أوراسيا، وهي عبارة عن مركز أبحاث، ترجح أن يضطر صالح لترك السلطة باتفاق سياسي يوقعه وهو في موقع ضعف، أو أن تطيح قوات عسكرية منشقة وزعماء قبائل به وتطرده من السلطة، وفي هذه الحال يتحقق تهديد زعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر بطرده من البلاد حافي القدمين.

صالح حكم اليمن 33 عاماً، واجه خلالها تحديات كبيرة، إلا أن الانفجار الأخير كان أخطرها على الإطلاق، مع توسع قاعدة الاحتجاجات الشبابية نساءً ورجالاً، وتجاوزها الأحزاب السياسية وطروحاتها التقليدية. ومحاولة تحويل الحركة إلى نزاعٍ قبلي لن يفلح في إجهاض حركة التغيير وإن كان سيؤخرها بعض الوقت.

هذه آخر أخبار اليمن المصلوب على جذع الحاكم الفرد... أما آخر الأخبار الدولية... الرئيس الأميركي الرائع جداً باراك أوباما يشعر بقلقٍ بالغٍ جداً، وقلبه يوجعه كثيراً هذه الأيام، إلى درجة أنه لا ينام الليل، لوجود الجيش السوداني في منطقة أبيي (الغنية بالنفط)، ما تشوف شر


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف