جريدة الجرائد

"حماس" ترفض رسمياً تسمية فياض لحكومة المصالحة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"حماس" ترفض رسمياً تسمية فياض لحكومة المصالحة وعباس يبحث عن حل "لا يميت الذئب ولا يفني الغنم"


رام الله ـ أحمد رمضان

اعلنت حركة المقاومة "حماس" امس انه ليس وارداً لديها الموافقة على ترؤس حكومة الوفاق الوطني للسلطة الفلسطينية المقبلة سلام فياض، لافتة إلى أنها اتفقت وحركة "فتح" على استبعاد من كانوا منخرطين في حكومتي رام الله وغزة، فيما يبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن حل يبقي فياض ويعطي "حماس" امكانية تسمية وزرائها.
وأوضح إسماعيل رضوان القيادي البارز في الحركة في تصريحات صحاية ادلى بها امس، أن الحركة "ستقدم مقترحات جديدة بشأن اسم رئيس الحكومة والوزراء"، معرباً عن أمله في "التوافق حول تشكيل الحكومة في اللقاء المقبل".
وأشار رضوان إلى أن "وفدي حماس وفتح سيبحثان أيضا تفعيل الإطار القيادي الموقت، وقضية المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".


وقال رضوان: "هناك اتفاق بين فتح وحماس على مبادئ عامة، حيث لن يرشح إلى المناصب الوزارية أي شخص له علاقة بالتنظيمات السياسية، حرصاً على تشكيل حكومة مهنية وكفاءات وذات بعد أكاديمي بعيداً عن التأطير السياسي أو البرنامج السياسي باعتبارها حكومة انتقالية". وأضاف: "أي شخص ينسب سيكون محل توافق بين الطرفين، تمهيداً لطرحه للتوافق عليه بين القوى والفصائل الفلسطينية".
وكانت حركتا "فتح" و"حماس" تبادلتا الشهر الماضي في القاهرة قائمة بأسماء مرشحيهما المستقلين للمواقع الوزارية، وموقع رئيس الحكومة، حيث تم دراسة هذه المقترحات لدى كل طرف مع قيادته، والتشاور حولها مع الفصائل الفلسطينية لتكون حكومة توافق وطني، وفق اتفاق المصالح.


وقالت مصادر فلسطينية رفيعة لـ"المستقل" ان الرئيس عباس سيشرع اليوم بمشاوراته لاختيار رئيس الوزراء الذي سيسند له مهمة تشكيل الحكومة العتيدة.
وتابعت المصادر ان عباس لم يحسم خياراته بعد، وانه ما زال يبحث عن حل "لا يميت الذئب ولا يفني الغنم " وانه يجلس بين تيارين في الدوائر المحيطة به كل منهما يحاول شده الى خياره، الاول يدعو الى اعادة تكليف فياض، بل وابقاء حكومته الحاليه مع بعض التعديلات بما يتيح لحركة "حماس" تسمية وزراء من طرفها، منعاً لحدوث أي اهتزازات جديدة قبيل استحقاق شهر ايلول (سبتمبر) حيث من المقرر توجه عباس الى الامم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين سيعلن فياض عن اكتمال خطته لبناء مؤسسات الدولة.


وبحسب هذه المصادر، فإن هذا التيار يحذر من ان استبعاد فياض عن رئاسة الحكومة سيضعف فرص نجاح المسعى الفلسطيني في الامم المتحدة، وسيوسع من دائرة المتحفظين والمترددين في الاعتراف بالدولة العتيدة لا سيما الاوروبية، بدليل ان فرنسا على سبيل المثال لا الحصر رغم تحذير وزير خارجيتها الان جوبيه لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ان البديل عن استئناف المفاوضات وقبول الاقتراح الفرنسي بهذا الشأن سيكون ربما الاعتراف بالدولة الفلسطينية الا ان جوبيه نفسه هدد ان بلاده ستلغي مؤتمر المانحين المقرر الشهر المقبل.
والاهم، بحسب هذه المصادر ان عدم التجديد لفياض سيكون بمثابة عنصر توتير اضافي مع الادارة الاميركية، ذاك ان واشنطن لم تخف تحفظها الشديد حيال المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، بالاضافة الى رفضها لتوجه السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة وتعتبر هذا التصرف بمثابة تهديد لدورها القيادي في الشرق الاوسط ولاحتكارها ملف عملية السلام، وعليه ليست هذه العلاقة المتوترة بحاجة الى المزيد من التوتير.
التيار المقابل، وجله من حركة "فتح" يرى رفض "حماس" لتكليف فياض مناسبة للتخلص منه، حيث ضاقت صدور هؤلاء بالرجل منذ زمن بعيد، ورأت في تصاعد حضوره وشعبيته تهديدا لحركة "فتح" وعلى حساب نفوذها، بل ان البعض تحدث عن وراثته لفتح وهي حية على قيد الحياة.


ويضيف هؤلاء ان مواقف واشنطن من التوجه للامم المتحدة او من المصالحة لن يتغير سواء كان على رأس الحكومة فياض او غيره.
عباس الحائر بين هذين التيارين حاول خلال الايام القليلة الماضية ان يجمع الصيف والشتاء على سطح واحد، أي تمرير ترشيح فياض لاعادة تشكيل الحكومة بضمان موافقة "حماس"، حيث ارسل الاسبوع الماضي مبعوث شخصي الى القاهرة طلب فيه من المصريين التدخل لدى "حماس" لحملها على الموافقة على ترشيح فياض، أي انه يريد فياض ولكن من دون الصدام مع "حماس"، وبمعنى أنه لا يريد ان يعرض المصالحة لضربات بسبب فياض، وفي حال اصرت "حماس" على رفضها فأغلب الظن تقول المصادر ان عباس سيختار شخصية اخرى، وفي هذه الحالة سيكون الاسم المرجح مستشاره الاقتصادي الدكتور محمد مصطفى.
وفي سياق متصل، كشف عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" نبيل شعث عن رغبة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زيارة قطاع غزة مباشرة بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية.
وبشأن موعد تشكيل حكومة التوافق أكد عضو اللجنة المركزية أنها سترى النور خلال الأيام العشرة المقبلة، "وستباشر في إعادة إعمار غزة بعد تشكيلها مباشرة".
وأشار شعث إلى أن عباس سيزور غزة بعد أن تتمكن الأطراف من تشكيل الحكومة، وقال: "لا أتوقع أن يزور الرئيس غزة قبل الإعلان عن الحكومة الجديدة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف