الورطة السورية والعلاقات التركية الإيرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سمير صالحة
أنقرة، التي فشلت في إقناع القيادة السورية بالإسراع في إطلاق حملات الإصلاح والحوار والإصغاء إلى صوت الشارع، كانت ملزمة بخطوة ضاغطة تمثلت بتوفير الغطاء لانعقاد أوسع مؤتمر للمعارضة السورية واحتضانه في مدينة أنطاليا التي اختلط اسمها على البعض فهاجموا الموقف التركي الاستفزازي بتنظيم لقاء في أنطاكية قلب لواء الإسكندرون الذي التحق بالدولة التركية في أواخر الثلاثينات.
أكثر من 300 شخصية سورية التقت في أكثر المدن السياحية التركية حركة في هذا الموسم لتضع خططا وبرامج تحركها باتجاه التغيير في سوريا، فحسموا موقفهم بمطلب رحيل الرئيس الأسد، رغم أن أنقرة رددت أنها ما زالت تراهن على قدرة الرئيس السوري على إخراج بلاده من ورطتها هذه. قيادات المعارضة السورية التي شاركت في اللقاء قالت إن تركيا فتحت الأبواب فقط أمام المؤتمرين لكن القناعة الحاصلة لدى الكثيرين هي أن حكومة رجب طيب أردوغان باتت لاعبا وشريكا أساسيا فيما يجري. فرغم أن قيادات العدالة والتنمية قالت إن ما فعلته هو خطوة باتجاه الحلحلة في سوريا وأن دمشق لم تسمع من الطيب أردوغان سوى الكلام الطيب حتى الآن، فإن المؤكد هو أن الأزمة السورية وتصاعدها الدائم يفرض على أنقرة إعادة خلط أوراقها إقليميا ودوليا لحماية مصالحها بأكثر من اتجاه.
التحرك التركي الجديد هذا مهما قال داود أوغلو أنه يهدف أساسا لحماية المصالح السورية وأن تركيا لن تتدخل في شؤون جارها وأن أبوابها مشرعة أمام جميع الفرقاء في سوريا، فإن المواقف والممارسات العملية على الأرض تقول غير ذلك. نظرة خاطفة على الشعارات والبيان الختامي لمؤتمر أنطاليا وقراراته توجز لنا حجم التساهل التركي في هذا المجال.
مطلب لقاء أنطاليا في تشكيل المجالس الاستشارية للثورة لتقود أعمالها وتنظم تحركاتها بمشاركة الكثير من القوى السياسية والحزبية والفكرية الفاعلة خارج سوريا تحديدا هدية قدمتها أنقرة لقيادة الرئيس الأسد لن تمر دون تحية أحسن منها.
زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأخيرة إلى بغداد ولقاء تنسيق المواقف مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تتحول في أية لحظة إلى استراتيجية ثنائية للرد على "التمادي" التركي وتصبح تحالفا ثلاثيا يضم إيران في محاولة لإجبار تركيا على مراجعة مواقفها وحساباتها في مسائل التغيير والحريات وتحذيرها من تعريض مصالحها للخطر مع هذه البلدان. موقف العراق الأخير والمفاجئ في الربط بين التعهدات المائية الواجب على تركيا تقديمها من مياه دجلة والفرات وبين مصير معاهدة التعاون الاستراتيجي مع تركيا رسالة لا يمكن فصلها عن مسائل إعادة تركيب المكعبات في العلاقات بين هذه الدول.
ما إن أعلنت قرارات مؤتمر أنطاليا حتى تحرك المئات من أنصار حزب الله وحركة أمل في تظاهرة دعم للرئيس الأسد في منطقة حي السلم بالضاحية الجنوبية لبيروت تحت يافطة "مؤتمر أنطاليا وكل الخونة إلى مزبلة التاريخ". مؤشر آخر على أن العلاقات بين طهران وأنقرة من جهة وبغداد وأنقرة من جهة أخرى ستكون تحت رحمة مسار العلاقات بين تركيا وسوريا في المرحلة المقبلة. اختلاف المواقف حيال ورطة الحليف المشترك ستقود عاجلا أم آجلا إلى تباعد تركي إيراني إذا لم تسرع القيادة السورية إلى حسم موقفها. كدنا أن نقول إن قمة تركية-سورية عاجلة باتت مطلوبة بأسرع ما يكون، لكن يبدو أن دمشق حسمت قرارها باتجاه إعطاء الأولوية للعب الورقة الإيرانية مع مسعى جدي لإشراك الجار العراقي فيها.
التعليقات
العنفوان التركي
عبدالله العثامنه -بسم الله الرحمن الرحيم......... لا اعتقد ان الحلف الثلاثي الايراني السوري العراقي قد يؤثر في سياسة تركيا لأنه ببساطه الدول الثلاث تلك تعاني من قلاقل واضطرابات لا حدود لها، وقابله للأنفجار في اي لحظه بعكس تركيا التي عزز النمو الاقتصادي فيها من تماسك المجتمع التركي اضافة لحكومه ورئاسه قويه في البلاد قادره على حفظ الامن والسللم الاهلي والاستقرار.الا اذا بدأت تلك الدول الثلاث بالقيام بعمليات تخريبيه داخل تركيا فأن المعادله ستتغير، فتركيا ايضا لديها اعواد ثقاب كثيره لتشعلها داخل تلك الدول الأيله للسقوط ، هذا اذا علمنا انها تركيا الصلبه القويه الجباره التي لا تهادن ولا ترحم عدوها ، والتاريخ شاهد على العنفوان التركي.
اردوغان /اتاتورك؟
عبدالله حمدي -تركيا بحاجة الى اتاترك ليس الا . لايوجد قضية ضاغطة على الاجندة الاردوغانية يمكن اسغلالها من جانب نظام الفصل العنصري السوري ومرجعيته الصفوية في طهران غير القضية الكردية . اردوغان قادر على الاتكاءعلى وثيقة اتاتورك التي اعترف بموجبها بحكم ذاتي صريح العبارة والمدلول للاكراد والوثيقة مكتوبة بالحرف العربي اي كتبن قبل تغيير الابجدية التركية الى الحرف اللاتيني. تقول الوثيقة : (كوردلرا اداره محللي ) للاكراد ادارة محلية . ماذا لدى حكام دمشق وطهران يستخدموه ضد تركيا غير القضية الكردية ؟ يستطيع اردوغان احراج الدول التي استعصى فيها حل القضية الكردية بكلمتين : الاكراد جزء لايتجزأ من تاريخنا ونحن معنيون بحل قضية الشعب الكردي في الاقليم باعتبار شركاؤنا الاكراد في الوطن يشكلون اكبر تجمع كردي في المنطقة . العقلية الطورانية الحمقاء والمرهونة لاجندات خارجية منحت حافظ الاسد فرصة ليستغل فصيل كردي لالحاق اضرار بتركيا فاقت مئات المليارات من الدولارات علما ان اكراد سوريا اقل من 10% من اكراد تركيا وحل القضية الكردية في تركيا من شانه ان ينقل تركيا لتكون امريكا الشرق الاوسط من حيث التاثر (الايجابي )على مجريات الاحداث في محيطها الاقليمي العربي بشكل خاص . ونعتقد ان تركيا في حال تخلصت مشكلتها الداخلية الاهم، تكون والحال هذه اقرب الى مجلس التعاون الخليجي من المغرب . متى يولد اتاتوك في تركيا ...؟ سؤال ستجيب عليه الثورات العربية