المدن البيضاء ولياليها السوداء !
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أهلا وسهلا بكم في العالم العربي حيث كل شيء يعني نقيضه، فالثورة تعني تمسك الديكتاتور بالكرسي لعشرات السنين ولهذا صرخ القذافي: (ثورة ثورة.. إلى الأمام.. إلى الأمام) وهو يعني تقدم جنوده لسحق الثوار الحقيقيين.. أما مجلس قيادة الثورة فيعني مؤسسة الديكتاتور التي تنهب البلاد وتقتل العباد.. ودائما ما تكون لدى الديكتاتور جريدة اسمها (الثورة) مهمتها الأساسية نشر صوره بمختلف الأوضاع ومهاجمة أعداء الثورة.
وهكذا تتواصل ألاعيب القاموس العربي ويصبح وصف (العملاء الخونة) مرتبطا بالمواطنين الأحرار الذين كسروا حاجز الخوف وخرجوا إلى الشوارع مطالبين بالحرية، أما (الوطنيين الشرفاء) فهم البلطجية والمرتزقة ورجال المخابرات وأزلام النظام الذين يقتلون الناس في الشوارع.
(الأجندة الخارجية) تعني تحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب المسكين من قنابل الزعيم، أما (الممانعة والمقاومة) فتعني تلويح النظام بأن سقوطه يهدد أمن إسرائيل ويفتح المجال للمنظمات الأرهابية التي تحارب الغرب!
(إلغاء قانون الطوارئ) يعني محاصرة البيوت بالمدرعات، (الإعلام المغرض المشبوه) يعني الفضائيات التي تعرض صور الموت والدمار في الوقت الذي يعرض فيه التلفزيون الرسمي أفلاما وثائقية عن صيد الأسماك في الفلبين، أما (عصابات التخريب) فتعني الأسر التي تشيع أبنائها الذين حصدهم قناصة يختبؤون فوق السطوح.
في القرى البيضاء تخون اللغة نفسها، تهرب الكلمات من معانيها، يتسلل صوت فيروز: (أسامينا.. شو تعبو أهالينا تا يسموا اسامينا .الأسامي كلام.. وشو خص الكلام؟ ..عينينا هن اسامينا)، كم هي سيئة الحظ هذه القرى البيضاء التي لم يعمرها معمر ولم يصلحها صالح ولم يبشرها أحد إلا بالدمار والخراب !
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف